في يوم العيد، تجمهر الناس في المعبد، وكانت الحرب قد وضعت أوزارها، فارتجلتُ عظة عن طبيعة الحُبِّ، قلت فيها: إنَّ الحُبَّ هو النار التي تشتعل في حطب قلوبكم، فتحوِّله إلى لهب أبديٍّ. الحبُّ في الأصل كان تقدِمة من الله إلى الإنسان، وقد يحبُّ الإنسان الله في كثير من الأحيان، وقد لا يحبُّه، وقد يتظاهر بأنَّه يحبُّه أيضاً، والله يعرف مَن يحبُّه ممَّن لا يحبُّه، فينظر إليه بعين الحنان والشفقة. أمَّا حبُّ الناس لبعضهم فشيء نادر، وكلُّ من يدَّعي أنَّه يحبُّ الله وحده يكون حبُّه باطلاً، فالحبُّ يكون لله والمخلوقات وللكون أيضاً. الحبُّ يعطيكم الحرِّيَّة، وبالحرِّيَّة ينسجم الخالق معكم، ويصير الحبُّ في مرتبة العبادة. Read more