دخل جنود أعداء إلى قرية بعد حصار طويل، فانتقموا من سكانها، وقتلوا كثيرين منهم، وأحرقوا البيوت، وأتلفوا الزرع.
وألقى نفر منهم القبض على امرأتين… فهدّدوا الأولى بالموت إذا لم ترضَ بالمذلّة، وتسلّم جسدها إليهم طائعة… ولمّا رفضت أطلقوا النار عليها، فخرّت صريعة… أمّا الثانية، فخافت على حياتها، وفضّلت المهانة على الموت. وقبل أن يغادر الجنود، أفرغ أحدهم الرصاص في جسدها، فسقطت جثّة بجانب أختها…
وإلى اليوم، ما زال في تلك القرية البعيدة قبران متجاوران، واحد مكتوب عليه: هنا ترقد امرأة ماتت من الخوف، والآخر مكتوب عليه: هنا تحيا امرأة وُلدت من الشجاعة.
***
*مشروع الأديب د. جميل الدويهي “أفكار اغترابيّة” للأدب الراقي – سيدني 2022