آبَ وعلى منكبيه تسعٌ وتسعونَ من السنين، لم تستطِعْ أن تُضنيَ هامتَه ولا تَحْنيَ قامته. لقد خطّت هذه السنونُ على جبينه سِفرَ حكمةٍ لو أُتيح له أن يُعَاشَ كاملاً في مفاصل الحياة الروحيَّة والاجتماعيَّة والوطنيَّة والعلاقاتية محليًّا ودوليًّا، لكانت معظمُ المشاكل والاشكالات التي اعترضت مسيرةَ السلام والتدبير الحسن، قد حُلَّت بكلفة أقلّ وبأملٍ أكبر. Read more
Archive for كلمات فوق المعاني: المونسينيور كميل مبارك
أَهذا مَا يَبْحَثُ عنه الشَّباب؟
في زمنِ التحوُّلاتِ الكُبْرى، يشعرُ المتأَمِّلُ وكأَنَّ أُسُسَ السُّلوكِ المُجْتمعيِّ تتخَلْخَلُ أَو تتبدَّلُ أَو تُهْمَلُ أَو تُرْفض. Read more
ذئابُ العالَمِ وحِمْلانُ لافونْتين
كلُّنا نذكرُ حكايةَ الذِّئْبِ والحَمَلِ التي جاءَتْنا على لسانِ الشَّاعرِ الفرنسيِّ لافونْتين، والتي خَتَمَها بِعِبْرَةٍ تقولُ «إِنَّ حجَّةَ القويِّ هي دائِمًا الفُضْلى»، ولمْ نكنْ نرْضى عنْ هذه الخاتمةِ المأْساويَّةِ لأَنَّنا نرى فيها الظُّلْمَ والقَهْرَ، ونرى البريءَ فريسةَ القويِّ المُذْنب، والمُسالِمَ الوديعَ ضحيَّةَ نزواتِ الغادرِ وأَطْماعِه. هذا صحيح، ولكنَّنا ما زِلْنا نرى اليَوْمَ المجتمعَ البشريَّ يمجِّدُ القويَّ وينتصرُ له. Read more
مِنَ القدِّيس فرنسيس إلى البابا فرنسيس
لو شئْنا أَنْ نقرأَ زيارةَ قداسة الحبر الأَعظم إلى دولة الإمارات العربيَّة على ضوْءِ الوثيقةِ التي وقَّعها قداستُه وشيخُ الأَزهر لَوَجدْنا أَنَّ لهذه الزّيارةِ أَبْعادًا كثيرةً أَقفُ عنْدَ ثلاثة منها، وهي البُعْد الرُّحيُّ والبعْدُ الإنساني. وقبل الدُّخولِ في تَوْضيحِ هذه الأَبعاد، أَعودُ بالذَّاكرةِ إلى ما حصلَ منذُ ثمانماية سنة يومَ جاءَ القدِّيس فرنسيس الأسيزي إلى الشَّرْق الأَوْسط بعد زمنٍ منَ الحُروب دامتْ أَكثرَ من مئَتي سنة يذكرُها التَّاريخُ باسمِ الحروبِ الصليبيَّة، وكان ذاك القدِّيس قد وجدَ أنَّ العنفَ لا يجرُّ إلَّا العنف وأَنَّ الإشكالات لا تُحلُّ بالقوَّة بل بالمحبَّة، فقابلَ الملك المصريَّ وعانقهُ وأَظهرَ له كلَّ الحبِّ عملًا برسالةِ معلِّمه السيِّد المسيح الذي أَوْصى بالمحبَّةِ للقريب والبعيد حتَّى وصل إلى الأَعداء. Read more
ترى لو جاء نابوليون
يُحْكى عن نابوليون بونابرت أَنَّه حينَ دَخَلَ مِصْرَ مُحْتَلًّا لَقِيَ مقاومةً من محمَّد كريم حاكمِ الإسكندريَّة الذي قضى على عددٍ مِنْ جُنوِد الفاتِحِ الفرنسي، وأَخيرًا أُلْقِيَ القَبْضُ على هذا المقاوم، وأُحضِرَ أَمامَ نابوليون الذي بادَرَه بالقَوْل: لَنْ أَسْمحَ للتَّاريخِ بأَنْ يُسَجِّلَ عليَّ أَنَّني أَعْدَمْتُ مُناضِلًا في سبيلِ شَعْبِهِ ووَطَنِه. ولكنَّكَ ستدفعُ مَبْلَغًا مِنَ المالِ لعائلاتِ الجُنودِ الَّذين قَتَلْتَهم بمقاومتِك، وهكذا تنالُ حرِّيَّتَك. فأَجابَه محمَّد: لا أَمْلكُ مالًا ولكنِّي سأَسْتعينُ بتُجَّارِ الإسكندريَّة كي يساعدوني. Read more
عيد الدنـح أو الغطـاس
لوقا 3، 15 – 22
يقع هذا العيد في السادس من كانون الثاني وتحتفل بعض الكنائس الشرقيَّة في اليوم ذاته بعيد الميلاد، وانطلاقاً من هذا نتأمّل في : Read more
حَبَّذا لَوْ يسقطُ القِناع
في الرَّابعِ مِنْ شهر كانون الأَوَّل يحتفلُ ما يقاربُ نِصْف سكَّانِ الكرةِ الأَرضيَّة بعيدِ البرباره، وبرباره هذه قدِّيسةٌ لبنانيَّةٌ بعلبكيَّة، ومَنْ يرغبُ بمعْرفَةِ المَزيدِ عَنْها فلْيَبْحَثْ. وفي هذه المناسبة يسترُ النَّاسُ وُجوهَهُم بأَقْنعَةٍ ويموِّهونَ مَظْهرَهُم بملابِسَ تنكُّريَّةٍ كي لا يَعْرفَهُم مَنْ ينظرُ إلَيْهِم، وما نِيَّتُهم في ذلك إلَّا اسْتعادة حَدَثِ هروبِ القدِّيسة بربارة مِنْ ظلْمِ أَبيها الحاكِم ومُلاحقة جُنودِهِ لها، فأَخْفاها الله عَنْ عُيونِهِم بشُتولِ القَمْحِ التي نَمَتْ بسرعةٍ عَجائبِيَّة، كمَا جَعَلهُم يَنْظُرونَ إلَيْها فلا يَرَوْن وَجْهَها، لأَنَّ الله جعلَهُم يَرَوْنَ أَوْجُهًا مُخْتلفَةً عَنْها، هي لأُناسٍ آخرين أَو لحيَوناتٍ أَليفَةٍ أَو بَريَّة. Read more
هل يجوز أن نيأس؟
جاءَني في عشيَّة يَوْمٍ مُلبَّدٍ بالغيوم الدَّاكنة ٱبْنُ أَحدِ أصدقائي وعلى وَجْهِهِ علاماتُ الحيرةِ وفي عَيْنَيْه عتمةُ القلقِ مَنَعَت الدَّمعَ من أَنْ ينزلَ ليُفصِحَ عمَّا في قلبِهِ من تساؤُلاتٍ وفي نَفْسِه مِنْ خَيْبات، فبادَرْتُه بالسُّؤَالِ عَمَّا به ومَا هي أَسبابُ غِيابِ ضحكةٍ شَبابِيَّةٍ كنَّا قد تعوَّدْنا على رُؤْيتِها على مُحَيَّاه. فقال: أَنا لا أَرى مِنْ حَوْلي إلَّا ما يَدْعو إلى اليَأْسِ منَ العَيْشِ في هذا الوطن، ففكَّرْتُ أَنْ أَطرُقَ أَبْوابَ الدُّنْيا عَلَّني أَجِدُ، في مكانٍ ما، مُتَّسَعًا لي ولأَحلامي وطُموحي. كنتُ أُصْغي إليْهِ وكأَنِّي لَسْتُ بحاجةٍ إلى كثيرٍ منَ الكلامِ كَيْ أَقْتنِعَ بوِجْهَةِ نَظَرِه وهي حالُ الكثيرينَ مِنْ أَتْرابِه، ولَيْسَ في الأُفُقِ ما يُشيرُ إلى اقْترابِ الفَرَج. Read more
هل نعرفُ لمَاذا نُصلِّي؟
جاءَني بالأَمْسِ صديقٌ مؤْمنٌ ملتزمٌ وفي قَلْبِهِ تَوْقٌ إلى معرفةِ مَا يُؤْمنُ به، وَقَفَ أَمامي وعلى وَجْهِهِ علامةُ اسْتِفهامٍ كُبْرى جَعَلَتْهُ يَحارُ كَيْفَ يَبْدأُ الحديث، وبأَيَّةِ عباراتٍ يُوضحُ لي مَا يَجولُ بفِكْرِه، فبادرْتُه قائِلًا: مَا بِكَ ومَا الذي يُشغِلُ بالَك؟ وأَيُّ أَمْرٍ يُقْلِقُكَ؟ فقال: لمْ أَعدْ أَعرفُ كيف أُصلِّي، ومسْأَلةُ الصَّلاةِ كمَا وَرَدَتْ في الكتابِ المُقدَّسِ جعلَتْني، حينَ أُفكِّرُ فيها، أَغْرقُ في تناقُضاتٍ دَفَعَتْني إلى الاسْتفْهامِ عَنْها، ومَا هدفي منْ ذلك إلَّا لأَنِّي، كمَا تعرفُني، أَرْغبُ في فَهْمِ مَا أُومِنُ بِهِ. Read more
عيد الصليب… معانٍ وتقاليد
في الرابع عشر من شهر ايلول كل عام تحتفل الكنيسة المقدّسة بعيد ارتفاع الصليب المقدس.
ويرتبط هذا العيد بحادثة صلب وموت السيد المسيح على جبل الجلجلة. وبعد هذه الحادثة اختفت اثار الصليب الذي صلب عليه السيد المسيح، لان الرومان رموه في الحفرة الكبيرة التي كانت قريبة من جبل الجلجلة، واقاموا مكانه معبدا للاله الروماني فينوس ليمنعوا المسيحيين الاوائل من زيارة المكان وتكريم الصليب المقدس. Read more