د.علي حجازي
هذا النص، كتبتُه بعد مشاركتي في افتتاح معرض الصديق الحبيب الفنّان التشكيلي الدكتور حسن جوني، حيث استوقفتني لوحته الفنيّة المعنونة ” تينة “في بستانه المزدان باللوحات .
تينة عسلانية كانت. كيزانها مسكونة بأشواق اللقاء.
كوزعلى تينته، متحفّزاً ، ناضجاً، في ثغره الصغير هديةٌ، قطرةُ شهدٍ ،من عسل. بلوريةَ اللون بدت.
مددتُ يدي، أغمضتُ عينيّ قليلاً. طار فؤادي فرحاً،اشتهاءً . قل عشقاً. تهلّل وجهي فرحاُ بهذا اللقاء.
أغمضت عينيَّ قليلاً ، أبصرتُها هي. يا الله ! إنَّها هي . تينتنا الشامخة في “قبريخا”، في كرمنا،مشرعة أغصانها، تبغي احتضاني،أضناها الشوق وأضناني. أبيّة هي ، لا تحبُّ الماء إلا قليلا.
قطفته، تذوقته، شهياً وطيّباً هو.
فتحتُ عيني. كوزُ اللوحةِ يحدِّق بي، حانياً يرنو إليَّ ، باسماً يغريني بشهده الأجمل أكثر.
دمعت عيناي،أشحت بصري قليلاً. الكيزان المتحفّزة من على أغصانها شرّعت صدورها، شرّحها الشوق، وقبّلتها الشمس.
ارتعشتُ.عدت إلى مسطاح أمي، إلى كيزان شرحها العشق فاستراحت على عيدان “الفاقوع”، قرب عرزال نصبه أبي هناك في “جل القطن”.
أبي وأمي حارسا التين والتبغ والزيتون،والأرض التي لا تهون .
وقفتُ على أعتاب تينته، تينتنا ، تينته .
على أعتاب لوحتنا لوحته. إنها لوحته البهيّةُ هو. مأدبةٌ من جمال لا يزول ولا يزال. مأدبة من جمال ذائب خطوطاً وألوان .
لوحة من عشقٍ ، أبدعتها أنامل شاعر فنّان.
كيزانٌ على تينته احتضنت قاصَّاً وشاعراً وناقداً وأطفالاً وحوريّات حسان. متعطشين إلى جمال لوحته. بهم دهشة من تناسق الألوان.
قبريخا – جبل عامل
نص رائع، مبدع كعادتك