Archive for أدب

الملاذ الأخير

 

    سمر أمين دوغان

 

تلك الدقائق… تلك الثواني تختصر عمرا مديدا بحثا عن عناقيد العنب في كرمة البيت العتيق. سحبت بهدوء المتصوفين ستائر الدانتيل الأبيض، فاشرق الوجه عن بسمة رضا. عانقت رموشها خيوط الشمس وتأوهت بملئ أنفاسها،. تسللت روحها في أسوار الحجر حيث تدلت عرائش الياسمين بدلال العرائس وأزدانت وريقاتها بحبيبات اللؤلؤ الندية. Read more

مسافات: منيرة مصباح

                 مبدعون يتبعوننا (2)

 

   “ما بين جبال لبنان وجبال تشيلي”

 

 

يحمل المبدعون الكثير من الملامح الإنسانية التي قد تخفى على الكثيرين، لكن هذه الملامح قد تظهر أحيانا من خلال مواقفهم وأحاديثهم وكتاباتهم وعلاقاتهم الاجتماعية، وهذه الملامح ربما تكون قريبة جدا من الحياة العامة، لذلك عندما بدأت كتابة هذا الموضوع حول عدد من المبدعين الكبار في الساحة الفكرية والثقافية العربية، لاحظت أن الشيء المشترك بينهم هو هذا الزخم الإنساني والأخلاقي الذي يطغى كثيرا على كل المفاهيم الثقافية. ورغم أن لكل مبدع منهجه وآفاقه الفكرية، وأسسه ومنابعه وأسلوبه الذي يتميز به لبلوغ مرحلة الابداع، كما لكل منهم موهبته ورموزه التي كبرت معه لاحقا، رغم معرفتي بأن في خصوصيات المرء، ما يخفى عن الكشف. Read more

“صعود الجبل” لجميل الدويهي

 

كانوا يقولون لي إنّني لا أستطبع تسلّق الجبل، ففيه ثلج وأخطار، فتسلّقتُه، وعلّقت قبّعتي على رأسه، وصرنا أخوَين وصديقَين. Read more

“القنديل” لجميل الدويهي

 

أراد القنديل المشتعل أن يتباهى أمام القنديل المنطفئ، فقال: أنظر إليّ يا أخي العزيز، فإنّني أجمل من عروس في ليلة زفافها، ولولا أنواري لتاه السائرون في الطريق، وغرقتْ المدينة في ظلام. أنا ابن الله والله يعرفني، ومن أنواره العظيمة اقتبستُ شعلة أبديّة، ولذلك لا يأخذني نوم، ولا تنظفئ شعلتي. أنا النار المقدّسة التي تحدّثتْ عنها الكتب، واعتنقتها الديانات. Read more

“المجهول” لجميل الدويهي

 

 

(كلّ إنسان هو المجهول لنفسه)

كان رجل فقير يبحث بين الرمال على شاطئ البحر عن شيء أضاعه، فمرّ بجانبه رجل غنيّ وسأله: هل أضعتَ شيئاً؟ Read more

“امرأة تعرفني” لجميل الدويهي

 

صادفت امرأة بَصّارة في شارع ضيّق لكنّه مكتظّ بالعابرين، وما كادت تراني، حتّى هتفتْ إليّ قائلة: بعد خطوتين من هنا ستلتقي بالنهار وتسير معه إلى البحر، وهناك سيتركك ويمضي في سبيله، فلا تذرف دمعة على غيابه. Read more

“البحر والعناصر” لجميل الدويهي

 

اشتكى بعض الناس من أنَّ العاصفة التي هبَّت بالأمس على القرية كانت عاتية ورهيبة، فاقتلعت الأشجار، وخرَّبت الحقول، وغمرت المياه المنازل، حتَّى أنَّ أمواج البحر ارتفعت بغضب ودمَّرت زوارق الصيَّادين. قال الناس: مَن يُعوِّض علينا والبلاد قد خرجت للتوِّ من حرب ضروس؟ ومَن له السلطة على العناصر لكي يمنعها من أن تعيث فساداً في هذه الناحية مرَّة أخرى؟ Read more

“القاتلون بالسيف” لجميل الدويهي

 

ستشاهدون وأنتم في طريقكم حاملين للسيوف، يرفعونها في وجه الشمس. يرتدون الحماقة ثياباً، ويحملون الجهل زاداً وعتاداً. Read more

“الحسَد والجسَد” لجميل الدويهي

 

قد يكون الحسد قادراً على تأخيركم في الطريق، فالحاسدون يُتقنون فنّ التأخير، وقد خُلقوا من أجل ذلك، وتأخيرُكم جزء من وظيفتهم. وكم من الإنجازات قد تعثّرت بسببهم! فهم يكمنون لكم، ويحفُرون الحفر أماكم لتقعوا فيها، ولكنّ تلك فترة قصيرة وتنتهي، فأنتم لا تمكثون وقتاً طويلاً في العثرات، لأنّ الإيمان هو الأجنحة التي ترتفع بكم كما ترتفع الطيور من أوكارها إلى قمم الجبال، وستنظرون إلى السفوح لتروا سواداً، وحقداً أعمى، وأشواكاً تنمو وتطول، لتنشر ظلّها على التراب. فهل أنتم من تراب؟ Read more

“المرأة التي تزوّجتُها” لجميل الدويهي

 

مررتُ في شوارع غريبة، وقرأت على الناس من كتُبي، فتعجّبوا وفرحوا، وأخبرتهم أنّني عشقتُ الكلمة… فصفّقوا لي… بيْد أنّ قائد الشرطة غضب وانفعل، وقال لرجاله: أقبضوا على هذا المغرور المتعجرف، الذي يزعم أنّ الكلمة هي خليلته، ففررتُ منهم لا ألوي على شيء، وتمكّن أحدهم من نزع قميصي، فظللتُ أركض وأنا عاري الصدر، حتّى وصلت إلى بلدة مجاورة. Read more