بقلم: الأديب محمد رفعت الدومي
الموت، كلما تقدم الإنسان في العمر أصبح أليفاً، مجرد طقس يتكرر بإسراف، ينسحب علي إثره جارٌ لنا في الكون إلى لا مكان تاركاً خلفه في القلوب بعض الذكريات وبعض الحنين، Read more
الموت، كلما تقدم الإنسان في العمر أصبح أليفاً، مجرد طقس يتكرر بإسراف، ينسحب علي إثره جارٌ لنا في الكون إلى لا مكان تاركاً خلفه في القلوب بعض الذكريات وبعض الحنين، Read more
كان الخبر متوقعاً، ومع هذا هزّ الملايين وأبكى كثراً. فقلة من الناس فقط كانت تصدق ان غابريال غارسيا ماركيز يمكن ان يموت. فـ «غابو»، المبدع الذي نفخ حياة مدهشة في عشرات الشخصيات وكتب روايات تعتبر من أروع ما كتب في القرن العشرين، وانتشرت اعماله في تجوال حول العالم واللغات خالقاً بواقعيته السحرية ومن دونها أحياناً، نصوصاً تشع جمالاً ومكراً وبساطة وشاعرية، لم يكن من الكتاب الذين يمكن الحديث عنهم بصيغة الماضي. Read more
قرأ العرب غابرييل غارسيا ماركيز ككاتب عربي ليس بعيداً عن إرثهم العظيم من “ألف ليلة وليلة” إلى حياتهم التي تزداد غرائبية يوماً بعد آخر. ومازلت أذكر تلك العلاقة الحميمة التي ربطتني مع نصوصه في قراءاتي الأولى حين كنت شاباً صغيراً، كنت أشعر به قريباً مني، سأراه في مقهى مدينتي وأتبادل معه تحيات الصباح، وأقول له كما يقول له مواطنوه في كل مكان من العالم عن أشياء توجعني من أفعال الديكتاتوريين الذين لايموتون في خريفهم، إلى العزلة التي تحكم حياتنا، إلى قصة موتنا المعلن، بحيث لم يتوقف الموت العلني في بلدي منذ ثلاث سنوات ومع ذلك ثمة من يتساءل: من أين تأتي كل هذه الجثث؟ Read more
“الحجر الذي رفضه البناؤون قد صار رأس الزاوية”
(مزمور 118)
البضاعة التي كانت كاسدة عند الإغريق، وعند غيرهم أيضاً، صارت رائجة في عصرنا “الذري”، فلم ينج أديب أو شاعر أو فيلسوف من القيل والقال، حتى أن الشائعات حلّت محل المعطيات، والقشور محل الجذور. فهناك أحكام مبنيّة على ما لا يفيد فكراً ولا يقدم جمالاً ولا يجني ثماراً. خذوا أيّ اسم، من العرب أو الإفرنج واطلعوا على ما كتبوا عنه في عصرنا الذري، لتجدوا ما يشبه الإدانة لتصرفه هذا التصرف أو ذاك. إدغار آلن بو وبودلير والأعشى وقيس وجميل وأبو نواس وسافو وجورج ساند ومي زيادة وموليير وأوسكار وايلد… هل نعدد جميع الأعلام؟ كلهم صدرت بحقهم “أحكام” من نقّاد العصر الذري، حتى أن بعضهم لم يجد إلا العقد النفسية يرمي بها نزار قباني. Read more
لعقود خلت، ومنذ انعقاد القمة العربية الأولى عام 1964، كانت القمم العربية تشكل مناسبة لإعادة لحمة التضامن العربي ومكاناً لحل الخلافات، في وقت كانت فيه القضية المركزية المتمثلة بالصراع العربي – الاسرائيلي تهيمن على المسائل المطروحة. في السنوات الأخيرة، لم يعد هذا الهم يحتل أولوية في ظل توسع الخلافات العربية، وخصوصاً انفجار المعضلات الداخلية في كل بلد عربي. تشكل القمة العربية التي انعقدت مؤخراً أبرز مثال على المسار الانحداري الذي وصلت اليه هذه القمم، وعجزها بالتالي عن ملامسة المخاطر الزاحفة على دولها. Read more
زار الرئيس الأميركي باراك أوباما السعودية الأسبوع الماضي في جو من التشاؤم حول مستقبل العلاقات بين البلدين، خاصة أن انضمام شبه جزيرة القرم إلى روسيا أوجد عند أصدقاء واشنطن وحلفائها حول العالم، وبالأخص المملكة العربية السعودية، خوفاً من أن الولايات المتحدة قد لا تفي بالتزاماتها عند الحاجة. Read more
إذا كانت الدول الصغرى تتعامل مع الخطط الخمسية (نسبة إلى خمس سنوات)، في مشاريعها الإنمائية أو التجهيزية أو العسكرية إلى ما هنالك… وإذا كانت الدول المتوسطة تتعامل مع الخُطط العَشرية (نسبة إلى عشر سنوات) في الأمور عينها، فإنّ الدول العظمى تتعامل مع خُططٍ تمتدُّ إلى خمسٍ وعشرين سنة، نظرًا إلى حجمها السكّاني أو العسكري أو الاقتصادي، خصوصًا إذا كانت تهدف من وراء هذه الخُطط إلى سيطرةٍ أو هيمنةٍ أو تقدُّمٍ في المجالات العصرية. وهذه الدول ترسم مستقبلها على ضوء النتائج التي تصل إليها بعد انقضاء مدّة الخطّة، فإمّا أن تُكملَ، أو تُصحِّحَ أو تتراجع، مهما كانت التضحيات، وسأتكلم على الاتحاد السوفياتي سابقًا كأُنموذَج، وسنرافقه على مدى قرنٍ كامل لنرى كيف كان المسار. Read more
يمكن إلقاء الضوء على حال علم الاجتماع العربي اليوم بطريقتين: إما بالنظر في مدى وجود الدراسات والكتب والمجلات وتدريس علم الاجتماع في الجامعات العربية ومراكز البحوث وغيرها من المؤسسات قبل استقلال البلدان العربية وبعده؛ أو بالنظر في مدى إسهام المختصّين العرب المعاصرين في علم الاجتماع في إنشاء رصيد معرفي فكري عربي جديد، من حيث المفاهيم والمقولات والنظريات المستلّة من معطيات المجتمعات العربية. Read more
“أطروحة الدكتوراه ليست سوى نقل العظام من مقبرة الى أخرى”. الكاتب الأميركي جيمس فرانك دوبيه (1888- 1964)
بلجأ كل من يحصل على شهادة الدكتوراه- والماجستير أحياناً – في العراق عموماً وفي أقليم كوردستان، خصوصاً، إلى نشر رسالته العلمية أو اطروحته بصفتها كتاباً، من دون إجراء أي تغيير يذكر على شكل ومضمون الأطروحة. وهذا أمر غريب، لأن الأطروحة والكتاب شيئان مختلفان كثيراً من وجوه عديدة ، ويمكن القول عموماً، أن الأطروحة في الأصل، ليست نصاً مخصصاً للقراءة من قبل الجمهور العام، وهي غير صالحة للنشر.
ثمة فارق كبير بين التعليم التلقيني الاستظهاري الذي يجعل المتعلم مجرَّد مستودع للحفظ، يُحشى رأسه بمعلومات لا يعرف كيف يستخدمها ومتى وأين، وبين التعليم التفكيري الذي يجعل من المتعلِّم شريكاً للمعلّم في عملية التعلّم والتعليم، ويعزّز ثقته بنفسه ويجعله أقدر على استرجاع المعلومة وعلى استخدامها بجدوى وجدارة. هذا النمط التعليمي الذي يشحذ قدرة المتعلّم على التفكير هو ما تحتاجه أنظمتنا التعليمية في بلداننا العربية التي ما زال يغلب فيها طابع التعليم التقليدي. Read more