الدكتور المهندس ممدوح سكّريّة
1- النصّ من الكتاب
-وماذا عن المساواة بين البشر؟… هل ترفض أن أكون الملك وهؤلاء الناس تابعين؟
-أبداً، لا أرفض ذلك، فمن طبيعة الأمم أن يكون هناك حاكم ومحكوم. ولو تركنا البشر يعيشون كما يحلو لهم، لتحوّلت الأرض إلى غابة ليس فيها نظام. ضرورة الحكم كضرورة الثواب والعقاب. وقد طوّرَ البشر الأنظمة لكي نعيش في أمن وسلام. وفي هذه المدينة، كما في كلّ مدينة، لا يعفو القاضي عن الأبيض لأنّه أبيض، ولا يدين الأسود لأنّه ابن امرأة سوداء. ولا يضطهد الغنيّ الفقير لأنّه أغنى منه وأقوى سلطة. والمجرم ينال عقابه لأنّه أفسد في الأرض، كما أنّ الخيّر يجب أن يُكافَأ لأنّه نشر الخير والبرّ. لكنّ المساواة لا تكون في كلّ شيء، فالجبان ليس كالبطل، والكاذب ليس كالصادق، والركيك ليس كالمبدع، والثرثار ليس كالفيلسوف. ولا يجب أن تسمح المساواة بأن يقال إنّ العوسج اليابس الذي تنفخ فيه الريح، أجمل من الياسمينة التي تملأ الجوّ بعطرها… Read more