بعد النجاح الذي حققه الفيلم الوثائقي “أرز الربّ”(إخراج الأب جوني سابا)، سينطلق قريبًا من هوليود مشروع عالمي جديد حول عظمة تراثنا العريق وأهميته في تاريخ الإنسانية الحضاري، وهو فيلم ضخم عن الفنيقيين، يجري التحضير له على قدم وساق بالتعاون بين الأب سابا والمنتج الهوليودي أوسكار الزغبي.
الإعلان عن هذا المشروع جاء خلال استضافة المخرج الأب جوني سابا ر.ل.م مجموعة من الإعلاميين والفنانين، في يوم استثنائي في أحضان غابة أرز الربّ في بشري، وتحت ظلال الأرزات الشامخات، جمع فيه الطبيعة بالإعلام والثقافة، في حضور أوسكار الزغبي، نقيب المحرّرين جوزيف القصيفي، نقيب الفنانين المحترفين الممثل جورج شلهوب وزوجته الممثلة ألسي فرنيني.
جاء هذا اللقاء تقديرًا لأهل الإعلام والفن، واحتفاءً بالنجاح الذي حققه الفيلم الوثائقي “أرز الربّ” (إعداد الأب سابا)، مسلّطًا فيه الضوء على رمزيّة شجرة الأرز، بما تحمل من دلالات دينية، فنية، بيئية ووطنية…
بدأ اليوم بتجمّع الإعلاميين والفنانين في جامعة الروح القدس – الكسليك، حيث كان الانطلاق نحو غابة أرز الربّ، مرورًا بمحطة استراحة وترويقة لبنانية تقليدية.
الأب جوني سابا: “هذه الأرزات تجمعنا… وتحت ظلالها نعلن انطلاقة جديدة من هوليود”
استقبل الأب سابا الضيوف لدى وصولهم، وألقى كلمة ترحيبية عبّر فيها عن عمق رمزية هذا اليوم، واصفًا إياه بـ”لقاء من العمر سيبقى محفورًا في الذاكرة، لأنه يجري تحت ظلال أغصان أرز لبنان المتجذّرة في هذه الأرض المباركة”.
واستعاد الأب سابا احتفال إطلاق الفيلم الوثائقي “أرز الرب” في جامعة الروح القدس – الكسليك، معتبرًا أن “الأرزة كانت وما زالت المظلّة التي تجمعنا، والرمز لوحدتنا الوطنية وعمقنا التاريخي والديني”. وأضاف: “هذه الأرزة، التي باركها الرب، حاضرة في الأساطير، وفي التاريخ، في التوراة والكتاب المقدس، وفي الليتورجيا الكنسية. لذلك حافظنا على اسم الفيلم البيبليّ “أرز الرب”، لنُكرّم قدسية هذه الشجرة ومعناها العميق”.
في لفتة تقدير، شكر الأب سابا الإعلاميين، وكل من ساهم في إنجاح هذا العمل، وقال: “لولا جهودكم وتعاونكم، لما حقق الفيلم هذا الصدى الإيجابي الكبير والانتشار الواسع. دعمكم ثمين، وشكري لكم بحجم عظمة هذه الأرزات”.
بعد ذلك، فاجأ الأب سابا الحضور بالإعلان عن مشروع سينمائي جديد يتمحور حول الفينيقيين يُحضَّر له في هوليود، قائلاً: “لم أشأ أن تتوقف المسيرة عند هذا الوثائقي، بل سأكملها مع صديقي المنتج التنفيذي في هوليود، أوسكار الزغبي، اللبناني الأصل من بلدة الكحالة، الذي تعرفت إليه خلال خدمتي في لندن حين كنت رئيسًا للموارنة بالوكالة”.
وأشار إلى أن فكرة التعاون السينمائي بدأت عام 2018، لكنها تأخرت بسبب جائحة كورونا، وانفجار مرفأ بيروت، والأزمة الاقتصادية، “لكننا اليوم نعود بقوة، وها أنا أعلن أمامكم، أنني وأوسكار الزغبي أطلقنا مشروعًا جديدًا لإنتاج فيلم ضخم عن الفينيقيين في هوليود، تحية لتراثنا العريق، وحضارتنا، وتاريخ شعبنا الفينيقي، الذي لم يكن ليجوب البحار لولا خشب أرز لبنان”.
وختم كلمته بتوجيه شكر للمنتج الزغبي، قائلاً: “شكرًا أوسكار على محبتك للبنان، ومجيئك اليوم هو حضور رمزي لهوليود في قلب لبنان”.
المنتج الهوليودي أوسكار الزغبي: ابن الأرز يعود بوعد تنفيذ فيلم يجسّد عظمة الفينيقيين
في كلمته خلال اللقاء، عبّر المنتج التنفيذي في هوليود أوسكار الزغبي عن محبته العميقة للبنان، مهنئًا الأب جوني سابا على نجاح الفيلم الوثائقي “أرز الربّ”، ومؤكدًا أن العمل حمل رسالة روحية ووطنية تجاوزت الحدود.
وتحدث الزغبي عن غربته الطويلة التي امتدت نحو 19 عامًا، مشيرًا إلى أن الحنين إلى لبنان لم يفارقه يومًا، واصفًا نفسه بـ”ابن الأرز” الذي يرى أن خدمة وطنه هي واجب لا بد من تحقيقه، واعتبر أن المشروع الجديد الذي قرّر المضي قدمًا فيه، هو السبيل لترجمة هذا الالتزام.
استعرض الزغبي خبرته الطويلة في مجال الإنتاج السينمائي في هوليود، مُعلنًا من تحت أرزات بشري انطلاق مشروع فيلم سينمائي ضخم عن الفينيقيين، بدأ العمل عليه فعليًا قبل شهرين.
وأوضح أن المشروع يتم بالتنسيق بين ثلاث فرق عمل موزّعة على ثلاث دول: فريق في بريطانيا يتولى الأبحاث التاريخية والمحتوى لاختيار المادة الأنسب، وفريق في الولايات المتحدة يُعنى بتحديد المنتجين والمخرجين والكتّاب الأفضل في هوليود، وفريق ثالث في لبنان برئاسة الأب جوني سابا، مكلّف بمسح مواقع التصوير والإعداد المحلي.
وكشف الزغبي أنه سيعود إلى لبنان في أيلول المقبل، لإعلان تفاصيل خطة الإنتاج والتوزيع والتسويق، مشددًا على أن العمل يتم بجدية ووفق معايير عالمية.
وأشار إلى أن إنجاز هذا الفيلم الاستثنائي سيستغرق نحو ثلاث سنوات، وسيتطلب مشاركة ما بين 600 و 700 شخص، فيما ستتراوح ميزانيته التقديرية بين 50 و60 مليون دولار.
وختم الزغبي كلمته مؤكدًا: “من خلال هذا الفيلم، أطمح إلى إبراز التاريخ العريق للبنان، وإعادة تقديم حضارته الفينيقية إلى العالم بصورتها الحقيقية التي تستحق أن تُروى”.
قداس وغداء قروي
تُوِّج اللقاء بقدّاس إلهي في كنيسة التجلّي في قلب غابة الأرز، واختتم بغداء قروي في منزل الأب جوني سابا وسط أجواء احتفالية مميزة. وقد جمع هذا اليوم بين الطبيعة، الإيمان، الوطنية والثقافة، وشكّل انطلاقة جديدة لمشروع يحمل لبنان إلى العالم.