١- نصّ من الرواية: الواقع المرّ
كان يشكر الله لأنّه وفّر له سبيلاً للحصول على المال، وإعانة أسرته الصغيرة. فلولا عمله لماتت المرأتان جوعاً. فقد ارتفعت أسعار الطعام إلى حدّ لا يطاق، ولم يعد الناس يستطيعون شراء سلعة رخيصة الثمن، أو علبة دواء… فانتحر بعض الفقراء هرباً من سوء الحال، ومات الكثيرون على أبواب المستشفيات، وانتشر وباء غريب، قضى على كثير من البشر… والحاكم لا يحرّك شفة، ولا يعرف ماذا يدور في بلده، فكأنّه أصمّ وأعمى… إنّ الأمر يحتاج إلى ثورة حقيقيّة، ومَن يستطيع أن يرفع الصوت، وصوته مخنوق، ولا يعثر على زاد ولو في القمامة؟ وكيف يتجرّأ الشعب على المطالبة بحقوقه، ونصفه يؤيّد الجبابرة، ويموت من أجلهم، ولو في زمان الجوع؟ Read more