من الكتاب الفكريّ الحادي عشر، يصدر عام ٢٠٢٣
دخل ثلاثة لصوص إلى دكّان صائغ، وعرضوا عليه مجموعة من القطع الذهبيّة ليشتريها منهم. وبعد أن نظر الصائغ في المجوهرات، هزّ برأسه تعبيراً عن عدم رضاه، وقال للرجال الثلاثة: عذراً أيّها الإخوة الفاضلون، فإنّ هذه القطع ليست من ذهب، بل هي مقلّدة، ولا تستحقّ أن أشتريها منكم.
غضب اللصوص، وانفعلوا، وأخذوا ما سرقوه من بين يدَي الصائغ، ثمّ خرجوا إلى الشارع حانقين.
قال أحدهم: لعلّ هذا الصائغ جاهل، وليس خبيراً في صنعته، فكيف يقول عن أشياء تلمع إنّها ليست بذات قيمة؟
وقال الثاني: ربّما هو مخادع، وأراد أن يدفع لنا ثمناً زهيداً مقابل ما تعبنا من أجله.
أمّا الثالث، فزاد على كلام رفيقيه: يا له من متكابر! فلو علمَ أنّنا قتلنا امرأة عجوزاً لا حيلة لها، من أجل الحصول على هذه الجواهر، لكان دفع لنا مبلغاً كبيراً من المال، ومَا ردّنا خائبين.
وبينما كان اللصوص يذهبون إلى حانوت آخر لعرض بضاعتهم المزيّفة، كان الصائغ يقول في سرّه: أعرف بما يفكّر أولئك الرجال الآن… وليس من غرابة في أنّهم يتّهمونني بالكذب والرياء، لسبب واحد، هو أنّني قلت الحقيقة.