Archive for أدب

مَطارِحُ، وجَوارِحُ، وأَرياحُ حَنِين!  

 

 

(مُقَدِّمَةُ كِتابِ «رِيفِيَّات» لِلأَدِيبِ جُوزف مهَنَّا)

مفتتح

«رِيفِيَّات»، جَدِيدٌ مِنَ الأَدِيبِ جُوزف مهَنَّا، فيه رَوْنَقُ «الرِّيفِ اللُّبنانِيِّ البِقاعِيِّ» الخَصِبِ المِجوادِ بِأَنسامِهِ ووِهادِهِ وسُفُوحِهِ، وفيه عُنفُوانُ سِندِيانِهِ، وشُمُوخُ جِبالِهِ الشُّمِّ، وفيه بَساطَةُ النَّاسِ وعاداتُهُم الجَمِيلَةُ المُستَقاةُ مِن عَفْوِيَّةِ الطِّباعِ، والمَوسُومَةُ بِنَقاءِ الطَّبِيعَة. Read more

وسَتَبقَى سامِرًا…  

 

 

(في رَحِيلِ الصَّدِيقِ الأَدِيبِ د. بَدِيع أَبُو جَودة، في 10/ 8/ 2020)

 

واليَومَ فارَقَنا، ولَن يَعُود…

هو الصَّدِيقُ الأَدِيبُ د. بَدِيع أَبُو جَودة، الَّذي ما رَأَيناهُ يَومًا إِلَّا نَحْلَةً تُطَوِّفُ بَينَ الأَقاحِ تَجنِي الشَّهْدَ المُذابَ، تَشتارُهُ بِنَهَمٍ ذَوائِقُ مَن يَفقَهُونَ الكَلِمَةَ الهادِفَة. Read more

بيروت التي تتصدع، هكذا نهضت

 

احتفظتْ أكثر من عامية عربية (مثل اللبنانية والمصرية وغيرها) بلفظ “بابور” للدلالة على السفن البخارية –  الجديدة -، ابتداء من لفظه الأجنبي (vapeurs). وهي سفن غزت المشهد الاجتماعي، بل غيرت حسابات الزمن في المكان، في أي شكل من أشكال الانتقال الفردي والجماعي. وحلَّت هذه السفن، منذ ثلاثينات القرن التاسع عشر، في غمار البحر الأبيض المتوسط محل السفن الشراعية، ويسَّرت بل سرعت ونظمت، في كيفيات ومواعيد جديدة، حركة الانتقال من مرافئ أوروبية عديدة إلى بيروت وعكا والإسكندرية وغيرها. وهو ما تمثلَ في شركات ملاحية عديدة، ومواعيد وصول وإقلاع محسوبة بدقة أكبر من السابق. Read more

جان كميد…صَرامَةُ النَّاقِدِ ورِقَّةُ الشَّاعِرِ في بَيانٍ سَلِسٍ صَبِيح     

   

 

 

فَجَأَنا بِغِيابِهِ، فقد كانَ مِلْءَ الحُضُورِ في مَدانا، رُغْمَ ثِقَلِ السِّنِينَ على كاهِلِهِ العَتِيق.

إِنَّهُ الأَدِيبُ المُبَرِّزُ، والشَّاعِرُ الأَنِيقُ، والصَّدِيقُ الَّذي لا تَطوِي جَوانِحُهُ سِوَى المَحَبَّةِ الصَّافِيَةِ، والتَّقدِيرِ لِكُلِّ جَمالٍ، فَلا غِلَّ، ولا بَغْضاءَ، ولا حَسَد…

إِنَّهُ جان كمَيْد، يَلتَحِقُ بِكَوكَبَةِ الرِّفاقِ الَّذين سَبَقُوهُ في الدَّرْبِ الَّتِي لا تَرتَوِي.

رَحَلتَ، يا صَدِيقَنا، ولكِنَّ نَغَماتِكَ لَن تَرحَلَ فَالأُفقُ بِها ضَنِينٌ، ونَحنُ على هَدْهَداتِها سادِرُون!

Read more

هذا الصُّلْبُ قَلَمًا وَحُسامًا! 

 

 

(يَكتُبُ بِعَفوِيَّةٍ كَما يَتَكَلَّمُ، والكَلِمَةُ، عِندَهُ، عارِيَةٌ كَالحَقِيقَةِ، لا تَحتَمِلُ المَساحِيقَ، والقَوْلُ، في يَراعِهِ، مَوْقِفُ فارِسٍ فِيهِ صَلابَةُ الجَبَلِ اللًّبنانِيّ. إِنَّهُ مارُون يُونس) Read more

قَصٌّ وَبَيَانٌ وَعِبَر 

 

(مُقَدِّمَةُ كِتَابِ «أَقاصِيصَ» لِلدُّكتُور فُؤَاد سَلُّوم)

القِصَّةُ فَنٌّ رَفِيْعٌ سَيَبْقَى خَالِدًا مَا دَامَتْ أَحَاسِيْسُ الإِنْسَانِ تَتُوْقُ إِلَى الاسْتِئْنَاسِ بِمَا يَدُوْرُ فِي الكَوْنِ، وَمَا تَتَمَخَّضُ عَنْهُ بِيْئَتُهُ مِنْ أَحْدَاثٍ، وَمَا تَتَخَبَّطُ فِيْهِ النَّفْسُ البَشَرِيَّةُ، وَمَا تَلْتَعِجُ بِهِ حَناياها. Read more

 “معطف” غوغول وتمرّد الإنسان المقهور

 

“المعطف” رواية قصيرة للكاتب الروسي نيكولاي غوغول، شكلت نقطة تحوّل مفصلية بالغة الأهمية في الادب الروسي، وامتد تأثيرها الى مجمل الأدب العالمي، فقد كانت جديدة في موضوعها واسلوبها الساخر الكوميدي – المأساوي، والأهم من ذلك انها كانت اول قصة عن”الإنسان المقهور”- من حيث موقعه في السلم الاجتماعي بصرف  النظر عن صفاته الشخصية-  وما يعانيه من ظلم اجتماعي وانتهاك لكرامته الإنسانية، في حين كان الادب السردي الروسي قبل ”المعطف” يتناول في المقام الأول، حياة ومشاغل الطبقة المرفهة من الإقطاعيين والنبلاء، واصحاب السلطة والنفوذ في المجتمع. Read more

مزمور الدرك

 

كعادته، قبل أن يترك والدي الدركي البيت إلى المخفر، رشف فنجان الصباح، وألحقه بتنهيدة باردة، فيها من المعاني والدلالات ما فيها، وكلّمني بهدأة الخائف أن تسقط كلمة من نصائحه، على الدرب بين فمه وأذني، واضعا يمناه على كتفي: ومتى نضجت في العلم، يا بنيّ، وحصّلت من الشهادات أحلاها وأعلاها، لا تظنّن أنك ختمت العلم في اختصاصك، فهذا أول دركات السقوط.. وإياك، إياك أن تدعّي معرفة كاملة أو تحتكر الحقيقة في أمر، فتنتقص من قدرك وتضّيع رصيدك بين الناس.. فأصغيتُ وقبلّتُ يده وأشربته فنجانا ثانيا من ركوة صغيرة، ليُرب فيزيد. حضنني وأردف: وإن أنعم الربّ عليك برضاه، وتسلّمت مسؤوليّة أو وصلت إلى مركز، أوصيك بأن تسهر على الوزنات، وتحافظ على ثقة رؤسائك ومحبّة مرؤوسيك، فهذه ثروة الأوادم.. ولا تنسى أن تكتب بخطّ يدك حكمة عتيقة تضعها أمام ناظريك معناها ( ما من عزّ إلا وسيزول… وما من شدّة إلا وستؤول)، واختر معاونيك من الأوادم وكبار النفس، وباسِمي الوجوه، وهادئي الروح. Read more

مِيراي عَبدَالله شحادة… زَهرَةُ الوَفاءِ!

 

(طَوافٌ في «يَومَ قَرَّرتُ أَن أَطِير»، الدِّيوانِ الباكُورَةِ لِلشَّاعِرَةِ مِيراي عَبدَالله شحادة)

مِيراي عَبدَالله شحادة…

شاعِرَةٌ ابنَةُ شاعِر. هو بَنَى شِعْرَهُ على شاقُولِ الخَلِيلِ، مُصَعِّدًا في سُلَّمِهِ العَرُوضِيِّ حَتَّى ذَلَّلَ عُبابَهُ وبَلَغَ مُنتَهاهُ، وهي حاكَت مَنثُورَها الشِّعرِيَّ على مِنْوالِ شُعُورِها الرَّقِيقِ، وسَتَرقَى، يَقِينًا، فَدِيباجَتُها حَسَنَةٌ، ونَسِيجُها حَرِيرٌ، وأَلوانُها مِن قَوْسِ سَحابٍ، ومَشاعِرُها مِن قَرارَةِ النَّفسِ الشَّفِيفَةِ، وهي لَمَّا تَزَلْ في بِدايَةِ الطَّريِقِ الشَّاقِّ الطَّويِل… وفي العَشِيَّاتِ يُستَشرَفُ الصُّبْحُ الوافِد. Read more

جورج شامي الصوت والمدى… رؤية نقدية جديدة

 

 

 

على مدى عقدين من عمر هذا الزمن، ارتبطت وجورج شامي في علاقة أدبيّة فكريّة، طويلة الباع عريضة التشعبات، والامتداد فيها لا نهاية له، تتولّد في ذاتها كلّما تناقشنا وتكلمنا في أمور فكريّة، ادبية، سياسية،اجتماية، فلسفية، فنية، والشرح يطول كما أطوال السكك الحديد. Read more