في الزمان الغابر، كنت آخرَ من يعلمُ أنّ الأرض تدور، لكي نلتقي. عثرتُ عليكِ في بلاد غريبة، سرنا معاً في شارعٍ ممطر. غطّيتُك بردائي لكي نقتربَ أكثر. ويبتعدَ النسيان. كان عطرُكِ ينتشرُ في المطر. رائحةُ الأرض الطيّبة أنتِ. عذابي وفرحي أنتِ. وعندما هدأ المطرُ قليلاً، قليلاً فقط، أخذتُ اسْمي عن شفتيكِ، وجعلتُه وردةً، عنواناً لكتاب. أحببتُ اسمي ذات مرّة، وكنت أعتقد أنّه لا يُشبهُني. أربعةُ حروف على هاتين الشفتينِ، هاتينِ القبيلتينِ الغاضبتين، وأرتقصُ من وجعي. كلُّ شيء يكون حقيقة، وأنا أشبهُ الحقيقة. كلُّ لقاء هو حلم، لذلك أجدُ نفسي في جزيرةٍ لا أعرف فيها أحداً. فكيف انتقلَ منزلي إلى هنا؟ من حملَ ذاكرتي ورماها على الطريق؟ من حوّلني إلى شجرةٍ مُزهرةٍ عند طرف الحديقة؟ من أعطاني حصاناً لأخرجَ من الليل وأكسُرَ النافذة؟… هو الساحرُ الأنيقُ، الرقيقُ، العميقُ، الصامتُ، الذي يحبُّني ولا يحبُّني، يعرفُني ولا يعرفُني. يرقصُ على أطرافِ أصابعي، ويضحكُ من أحزاني. Read more