روميو لحود… طوى صفحة الحياة وسكن كتاب الخلود

 

 

غيب الموت الفنان اللبناني روميو لحود عن عمر ناهز 92 عاما، قدم خلالها أعمالًا فنية رائعة.

وقد عرف لحود برصيده الفني الغني كتابة للمسرحيات وتصميما وإحياء للفولكلور والتراث، حتى رسخت أعماله في الوجدان الشعبي مدى عشرات السنين.

بدأ روميو لحود مسيرته المهنية الفعلية في 1964 عندما أعد أوبريت غنائي بطلب من جمعية مهرجانات بعلبك في إطار برنامجها «ليالي لبنان». وفي 1969، قدّم عروضه في مسرح الأولمبيا في باريس.

وهو المخرج العربي الوحيد الذي دُعي إلى حفل تتويج شاه إيران ودُعي من قبل البلاط الملكي البلجيكي لتقديم حفلة في «مسرح الفنون الجميلة» في بروكسيل.

وفي لبنان، كان روميو لحود أول مـن أطلـق “المسـرح الدائم” وذلك بالاستعراض الكبير “موّال” اللذي عرض بشكل مستمر طوال 11 شهرا. ونال عدة جوائز وأوسمة منها وسام الأرز الوطني برتبة ضابط والذي قلّده إياه الرئيس الراحل الياس الهراوى سنة 1995.

تلقى تعليمه الابتدائي في مدرسة القديس يوسف في عينطورة، بعدها التحق بجامعة “موزار” لدراسة هندسة الديكور، لكن عشقه للمسرح وللأوبرا دفعه إلى متابعة الدروس في علم المسرح أو بما يسمى بـ”سينوغرافي ميكانيك” في معهد “مونتكامودزو” في إيطاليا.

وزير الثقافة

نعى وزير الثقافة في حكومة تصريف الاعمال القاضي محمد وسام المرتضى “المبدع اللبناني” روميو لحود في بيان ورد فيه:  “بغياب روميو لحود ينكسر ضوء من أضواء الفن الأصيل، وتسقط دمعةٌ حزينة على وجنة الثقافة اللبنانية.

عقود طويلة كان فيها واسطة العقد، إبداعًا ونقدًا وأخذًا بأيدي شباب لمعت أسماؤهم نجومًا في سماء العرب.

اليوم في غمرة عيد الاستقلال، ينعتق  من وهن الجسد وتنطلق روحه حرة نحو بارئها ليبقى اسمه غصنًا أخضر من أرز لبنان”.

رئيس الرابطة المارونية

نعى رئيس الرابطة المارونية السفير خليل كرم في بيان، الفنان الكبير روميو لحود، مستذكرا اعماله الفنية الرائدة التي كرم فيها لبنان، محييا تراثه الوطني باللحن والكلمة والصوت والازياء. و”هو احد افراد عائلة مميزة بثقافتها وحضورها الأدبي ، الشعري والموسيقى والصحافي. لقد كان روميو لعقود من السنين علما من اعلام المسرح اللبناني الغنائي الذي بلغ العالمية. نستذكره وجها كريما من ماض حلو، غاب يوم الاستقلال، متحسرا على وطن احبه وغناه مشهرا إيمانه الدائم به. رحمه الله والهم عائلته الصبر والعزاء”.

نقيب المحررين

نعى نقيب محرري الصحافة اللبنانية جوزف القصيفي الفنان روميو لحود، وقال: “اغمض روميو عينيه في ذكرى الاستقلال، وقلبه مثقل بالحزن، على وطن ابدع في الإضاءة على تراثه، فكان اغنيته الدائمة كلمة، لحنا، صوتا، اداء، ومسرح ابداعاته، متألقا، انيقا، في الزمن الجميل الذي نستعيده في الذاكرة صورا زاهية، هيهات أن تتكرر.  الى دوحة مبدعين، مثقفين، انتسب، ومن عائلة اثر عنها شغفها بكل ما هو كتابة وفن وجمال، من الزميلة الراحلة الين إحدى رائدات الصحافة الفرنكوفونية في لبنان سحابة نصف قرن ويزيد، إلى مصممة الازياء ذات الشهرة العالمية بابو لحود سعاده، إلى الفنانة ناي، فناهي المنتج لأعمال شقيقه المسرحية التي اضاءت ليالي بعلبك وجبيل، وسواها من المناطق، وبلغت تخوم العالمية. معه أشرقت سلوى القطريب، وامتعت بصوتها المرنان، وحلقت بعيدا إلى فضاءات الروح المتوثبة. عدا العشرات من الفنانات والفنانين، الذين صقل مواهبهم واطلقهم يشقون طريقهم إلى النجومية”.

وتابع: “الصديق روميو يغادرنا، مضرجا بالحزن على وطن تهاوى وتداعى أمام ناظريه، بعدما حلت الكآبة محل فرح تعب عقودا لنشرة، ودعوة الناس اليه. اتخيله يحث الخطى للقاء الكسندرا التي تنتظره، والعود في يدها تلامس اناملها اوتاره لتعزف مقامات الاحتفاء به في ملكوت السماء حيث لا حزن ولا ألم. ويا صديقي، كم يعز علي عدم تحقيق ما كنت نويت عليه: تكريمك في نقابة المحررين، وباسمها، وانت كنت لها من الاوفياء،  فالمرض الذي أثقل عليك، حال دون ذلك. ولكنك، على تقلبات أحوال الزمن ، كنت: قلعة كبيرة وقلبا كبيرا اتسع لكل الخيبات والانتصارات، وبقيت شامخا لا تهزك الريح مهما اشتد عصفها. رحمك الله قدر ما تستحق وأكثر”.

وديع الخازن

نعى عميد المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن، في بيان، المخرج والمؤلف روميو لحود. وقال في بيان:

“في يوم الإستقلال رحل الكبير روميو لحود الذي طبع تاريخ لبنان الفني والثقافي ببصماته الخالدة. روميو لحود المبدع، آخر العمالقة، صانع النجوم وأحلى الإنجازات في الزمن اللبناني الجميل، شكرا لك. سنفتقدك، ولكن أعمالك ستبقى ذخيرة للأجيال.

رحيلك في اليوم الوطني له رمزية كبرى. إنه وصية ورسالة حب. رحمه الله وألهم عائلته ومحبيه الصبر والسلوان”.

علي درويش

نعى النائب السابق  “المسرحي الكبير روميو لحود”، وقال في بيان: “انه قامة فنية شاهقة وفارس سمعنا ألحانه وحضرنا مسرحه من بنت الجبل وغيرها، وطربنا لها في شبابنا، ترجل عن فرس الحياة وانضم لاسماء لمعت وخُلدت ذكراها بإنتاجها وعطائها وطوي في ثرى تراب الوطن”.

أضاف: “لقد رحل الفنان المعطاء، وهذا قدر الانسان، انما أهم من الحياة هو الاثر الذي يتركه أي مميز”.

اترك رد