د . علي حجازي
وقف الغراب الأبقع يفحص التراب على وجهه حزناً على مدينة غزتها أسراب الجراد في الليلة قبل الماضية ، وراح يحدّق إلى الحجارة التي غطّت الساحات ، وإلى الأشجار العارية من أوراقها وأغصانها المكسرة ،وإلى الشوارع والأزقّة التي تحوّلت خرائب ،شبيهة بخرائب ميدوزا، ولمّا لفّه الغبار غشي بصره مع أغربة سود كانت تنعب إلى جانبه مشكّلة جوقة تعزف على أوتارٍ مرعبة ، وفقد القدرة على التمييز بين الجراد ونقيضه .عاد فاغمضهما ، وأخذ يتذّكر المشهد المؤلم ،مشهد المدينة التي غزتها أسراب الجراد وخرّبتها ، حيث التهمت اوراق الشجر وأغصانه ، وخرّبت الساحات ، وعاثت بمؤسسات الفكر والتعليم ، وشربت حليب الأطفال ،بعدما اقتلعت عيونهم الرانية إلى غدٍ أفضل. Read more