ندوة حول كتاب “بين الأمس واليوم ” للكاتب والإعلامي جورج راشد

 

 

“بين الأمس واليوم ” جديد الكاتب والاعلامي جورج راشد ، عالج فيه أربعة وستين موضوعاً تتمحور حول “لبنان الوطن”، الذي وصفه بأنه حاجة عالمية ونموذج للتعايش بين الأديان ومساحة التعبير والحرية . وتطرّق المؤلف أيضاً إلى وضع لبنان الاقتصادي والاجتماعي والتربوي عبر مقاربة مفصلة بين اليوم والأمس.

وفي المناسبة ، نُظمت ندوة  في المدرسة المركزية – جونيه ، حضرها النواب : سليم الصايغ ، الاستاذ ميلاد عقل الدكاش ممثلا النائب شوقي الدكاش، العميد ايلي مزهر ممثلا قائد الجيش بالانابة اللواء الركن حسان عودة ، رئيس بلدية جونيه جوان حبيش، إلى جانب وفد من الرهبنة الانطونية المارونية، مخاتير، قضاة وجمع من أهل الفكر والثقافة .

واستهلّت الندوة التي أدارتها الإعلامية تمارا كبول بكلمة الأب المدبر بشارة ايليا الأنطوني الذي اعتبر أن الكاتب أعرب عن  أهمية “بلورة مفاهيم حديثة لقراءة الواقع وفهم تعقيداته، بعيداً من الشعارات الجاهزة والمقولات السطحيّة. كما أن المحاور التي تناولها هي دعوات صريحة للتفكير والنقاش كالحوار المسيحي- الإسلامي، العلاقة بين لبنان بجناحيه المسلم والمسيحي والجمهورية الثالثة حقيقة أم وهم وسواها من المواضيع”. إلى ذلك،  لفت إلى أن التحوّل الذي دعا إليه راشد  ” لا يعني الهروب من الماضي ولا الاستطانة فيه ، بل فهمه بشكل أعمق وإعادة تأويله بهدف تحقيق تحوّل حقيقي في الذات ، لذا ،لا يكمن التحدي في المحافظة على ما نحن عليه بل في إعادة النظر في علاقاتنا مع العالم ومع أنفسنا ومع الله من خلال مفهوم الأخوة الإنسانية …”

أما رئيس جامعة الكفاءات دكتور نمر فريحة فشدّد في مداخلته على أن  “من يعيش في لبنان ويعشق الكتابة يجد نفسه في بحر من المواضيع التي يختار منها ما ينسجم مع تفكيره وهواه فضلاً عن أنه يجد حرية في الكتابة وليس من حواجز تقيده أو جهاز يفسر كل كلمة ويسوقه للمحاكم والسجون . رغم أزمات بلدنا وحروبه وضجيجه وتناقضاته ، ما زال يقدم لنا مساحة جيدة لنعبّر من خلالها عن آرائنا في كل موضوع عبر وسائل الإعلام  أو الكتب …”

وأشار إلى أن كتاب “بين الأمس واليوم “يخبرنا أننا أمام مقارنة زمنية تاريخية بين ما حدث بالأمس القريب وحتى البعيد، وما يحدث اليوم على هذه الرقعة الجغرافية الصغيرة من بلاد المشرق والعائشة دائمًا على فوهة بركان” …

وقال “إن ما يميّز راشد  أن كتابه يطرح إشكالية مع تفسيرها وتقديم حل لها في سطر واحد فهو يختصر الكثير في القليل…”

تلاه المدير التنفيذي لملتقى التأثير المدني زياد الصائغ الذي رأى أن “بين الأمس واليوم” ينطق بإيمان هيبة الكلمة الفاعلة حيث يفهم ، التراث … هذا الكتاب هو تأملات  حيّة في تصحّر آنيّ قاتل “.

وأكد أن من “يتجاهل أمسه تقتلعه الجغرافيا ويمحوه التاريخ ، من يرتبك في التفاعل مع اليوم ينهيه المستقبل قبل حلوله ، في جدليّة التاريخ تكامل حتى الثمالة وتناقض حتى التفكك …بين الحيوية والنبض يغوص جورج راشد دون هوادة في سبر غور معنى الكينونة المتسامية …”

بدوره ، ألقى الكاتب كلمة بدأها بشكر المتحدثين في هذه الندوة والترحيب بالحضور على مشاركتهم في هذا اللقاء. ثم قال “سيبقى لبنان وطن الرسالة والعيش الواحد على مذبح الشهادة، فهو ضرورة عالمية وهمزة وصل بين الشرق والغرب. ما علينا إلا التنبه من الاصطياد في الماء العكر، هي فرصة تاريخية لن تتكرّر إذا لم نحسن التدبير  دق النفير . علَم الجمهورية واحد من دون أعلام أخرى . يكفينا حروباً وهروباً وسكوتاً على حساب الكيان . إما أن نعيش معاً ونموت معاً وإما خراب البصرة…”

وفي الختام ، وقّع راشد كتابه للحضور .

اترك رد