خصصت الصحافة الإيطالية والأوروبية مساحات لمواقف قداسة البابا فرنسيس ومسؤولين لدى الكرسي الرسولي، عن الهجرة بناء جسور التواصل، لمناسبة ذكرى بناء جدار برلين وتعيين عدد كبير من النساء في الدوائر الفاتيكانية.
وكتبت جريدة “لا ريبوبليكا”: “ليل الثاني عشر من آب من العام 1961، أقيم جدار في وسط مدينة برلين ليفصل الشطر الغربي عن الشطر الشرقي المحتل من الاتحاد السوفياتي. انقسام استمر 28 عاما حتى نهاية الحرب الباردة. في الذكرى السنوية الستين على هذا الحدث التاريخي، البابا فرنسيس تطرق إلى جدار برلين في الخطاب الذي وجهه إلى أعضاء السلك الديبلوماسي المعتمد لدى الكرسي الرسولي، لمناسبة تبادل التهاني بحلول العام الجديد مطلع العام الماضي. وقال إن هذا البناء يبقى رمزا لثقافة الانقسام الذي يبعد الأشخاص عن بعضهم البعض ويفتح الطريق أمام التطرف والعنف. وذكر الحبر الأعظم في الاحتفال في تشرين الثاني 2019 بالذكرى السنوية الثلاثين لسقوط جدار برلين، وهو حدث وضع أمام الجميع أحد الرموز المؤلمة في التاريخ الأوروبي المعاصر، وذكر بأنه من السهل جدا أن تبنى الجدران”.
وكتب موقع “الفاتيكان نيوز”: “مما لا شك فيه أن الدعوة إلى بناء الجسور لا الجدران، هي جزء مهم من حبرية البابا فرنسيس، الذي ذكر بأنه إزاء حواجز الحقد لا بد من تفضيل جسور المصالحة والتعاضد، وتفضيل ما يقرب بين الناس لا ما يبعدهم عن بعضهم البعض. وذكر البابا فرنسيس بأن الجسر هو للتواصل البشري، أما الجدران فهي ضد التواصل، إنها لصالح العزلة”.
وتطرقت الصحف الإيطالية والأوروبية لتعيين رأس الكنيسة الكاثوليكية العالمة جينيفر داودنا الحاصلة على نوبل للكيمياء، عضوا في الأكاديمية الحبرية للعلوم. وكتبت صحيفة “الميساجيرو”: “امرأة أخرى حاصلة على جائزة نوبل يعينها البابا فرنسيس عضوا في الأكاديمية الحبرية للعلوم، الأميركية جنيفر داودنا الحاصلة على نوبل للكيمياء العام 2020، وهي من مواليد 19 شباط 1964 في واشنطن، درست الكيمياء في جامعة بومونا في كليرمونت لتتخصص بعد ذلك في الكيمياء الحيوية في كلية الطب في جامعة هارفارد. واصلت الدراسة في جامعة كولورادو في بولدر، وتدرس حاليا الكيمياء الجزيئية في جامعة كاليفورنيا في بيركلي”.
وتناولت معظم الصحف رفض الفاتيكان للمواقف الأوروبية السلبية تجاه المهاجرين وقال الكاردينال جان كلود هولريتش، رئيس أساقفة اللوكسمبورغ رئيس لجنة مجالس أساقفة المجموعة الأوروبية على السياسة التي ينتهجها الاتحاد الأوروبي حيال المهاجرين الساعين إلى بلوغ القارة القديمة: “إنه لأمر مخز يتعارض مع القيم الأوروبية التي نتباهى بها”.
جاءت كلمات نيافته خلال مؤتمر صحافي عقده في فاطمة في البرتغال، حيث ترأس الحج المريمي الدولي التقليدي إلى هذا المزار المريمي، معبرا عن قلقه البالغ حيال الظروف اللاإنسانية التي يعيش فيها آلاف المهاجرين المتواجدين على حدود الاتحاد الأوروبي، وقال: “من غير المقبول أن تتواجد هذه التجمعات الكبيرة من المهاجرين على أبواب أوروبا. نحن الأوروبيين نغض الطرف ونسمح بأن تحصل هذه الأمور، وندفع المال لدول أخرى لكي تحول دون وصول المهاجرين إلينا، وفي الوقت عينه نتحدث عن القيم الأوروبية”.
واستنكر إجراءات الطرد العشوائي للمهاجرين من دون أن تؤخذ أوضاعهم الخاصة في الاعتبار، مع أن النظر في أوضاعهم شرط أساسي من أجل تطبيق حق اللجوء، استنادا إلى معاهدات جنيف التي تعتبر لاجئا كل شخص أرغمته حكومة بلاده، بشكل مباشر أو غير مباشر، على ترك أرضه واللجوء إلى بلد آخر.
وقبل المؤتمر الصحافي، كان رئيس لجنة مجالس أساقفة المجموعة الأوروبية ترأس الصلاة داخل مزار فاطمة، في إطار مسيرة الحج الدولية عن الهجرة، وخلال العظة شجع هولريتش جميع الحجاج على الالتزام لصالح عالم أكثر عدالة وأخوة. وقال: “علينا كمسيحيين أن نكون فاعلين في هذا العالم، الذي أوكله إلينا الله الخالق، وعلينا أن نجعله خصبا”.
ورفع الحجاج الصلاة على نية ضحايا جائحة كوفيد 19، ومن يعانون الفقر بسبب الأزمة الصحية، إضافة إلى ضحايا العنف والأشخاص الهاربين من الاضطهاد الديني.