اليابان البلد القصي عند الطرف الآخر من الأرض، هذا الأرخبيل الذي تعلم الإنسان فيه أن يواجه مصاعب الطبيعة، الأرض المتشظية أفلاذا في شكل جزر، والأعاصيروالزلازل التي لا تحابي بشرا ولا حيوانا، هذا البلد الذي تعلم كيف يصغي إلى العالم فيأخذ أفضل ما عنده من معارف علمية وتقنيات في بدايات القرن، بدون أن يفقد خصوصياته الروحية والسياسية والثقافية والاجتماعية، فيطلع إلى العالم بمعجزة التقانة والصناعة، وكان الراحل يوسف إدريس يقول: أخاف من الألمان واليابانيين، من عقدة التفوق عند الألمان، وعقدة النقص عند اليابانيين، تعلمنا – ومن العلم ما قتل- نحن العرب أن نخضع في أحكامنا، وفي تبعيتنا للغرب الأمريكي والأوروبي، وفي خضم ذلك نسينا جزءا مهما من الأرض ومن التاريخ ومن الثقافة في الطرف الآخر من الأرض، فاليابانيون تعلموا أن لا يخضعوا للهيمنة الأوروأمريكية، وأن يبحثوا بأنفسهم، ويترجموا بأنفسهم، ويعرّفوا العرب وثقافتهم بأنفسهم، بلا وسيط أوروبي أو أمريكي. Read more