بقلم: الأب كميل مبارك
مِنْ أَصعب التَّناقُضات وأَكثرها تعقيدًا، تلك التي يكون فيها جميع الفرقاءِ على حَقٍّ، ومن هذا الحق الشامل تأْتي صعوبة إيجاد الحلول التي توفِّق بَيْن مواقف المتخاصِمين أَو المتنازعين أَو أَصحاب الاتِّجاهات المتعاكسة. وهذه الصُّعوبة تزيد الوضع تأَزُّمًا وتتصلَّب المواقف وتتباعد المسافة بين هذا وذاك وتنتقل المسائل من حيِّز المطالبة بحقٍّ إلى حيِّز الخصومة، وتتغيَّر مع هذه الحالة لغة التخاطب فتصل أَحيانًا إلى حدِّ الوقاحة أَو على الأَقلِّ التلفُّظ بكلامٍ ينمُّ عن منطقٍ منقوص أَو نَفْسٍ مَجروحة أَو ضياعٍ في تَلمُّس المخارج المقنعة التي ترسم طريقَ الحلول لمشاكلَ طال عليها الزَّمن وتراكمت أَسباب التَّباعُد بين الواقع والتطلُّعات. Read more