في كلِّ مَرَّة أَسْأَلُ الله الآب أَنْ يَغْفِرَ لنا خطايانا كما نحن نغفرُ لِمَنْ خَطِئَ إلَيْنا، يزْدادُ شعوري بأَنَّنا بحاجة إلى خبز المَغْفِرةِ هذا، أَكْثَر ممَّا نحن بحاجة إلى خبز القوت الأَرضي. وأَتساءَلُ عمَّا إذا كان طلبُ الغفرانِ ميزةً بشريَّة، خُصَّ بها الإنسانُ تميُّزًا عن سائِرِ المخلوقات، وعمَّا إذا كانت المُسامحةُ التي نتبادلُها نحن البشر، سُلَّمًا نَرْتقي به درجاتِ الكمال، وعلامةً تُشير إلى كمْ نحن بحاجةٍ إلى حُبٍّ فَقَدْنَاه بَعْدَ إساءَةٍ جَرَحْنا بها قريبًا أَو عزيزًا أَو عابِرَ سبيل. Read more
Archive for كلمات فوق المعاني: المونسينيور كميل مبارك
بَيْنَ الطَّلَبِ والفِعْلِ مَسافَةُ خَلاص
حين نَسْأَلُ الآبَ أَنْ تكونَ مَشيئتُه على الأَرْض كمَا في السَّماءِ أَلَا يَعْني هذا، مِنْ جُمْلَةِ ما يَعْنيه، أَنْ نُتَمِّمَّ نحن البَشَر مَشيئَتَه بطاعتِنا وسَمعِنا لكَلامِه وعَمَلِنا بِه؟ أَمْ يَعْني أَنْ يُحَقِّقَ هو بذَاتِهِ مَشيئَتَه عَلَيْنا وعلى الخَليقَةِ برُمَّتِها؟ أَفَلَا يَكونُ هذا حينَ يَأْمُرُنا أَو يُوْصينا بأَنْ نَفْعَلَ مَا لَمْ نَكُن نَرْغَبُ بفِعْلِهِ نحن حينَ نَغْرقُ برَغَباتِنا وشَهَواتِنا ومُيولِنا ونَزعاتِنا ونَزَعاتِنا وأَحْقادِنا وكَرَاهيَّتِنا ورَفْضِنا كلَّ نُصْحٍ ونَبْذِنا لكلِّ خَيْر؟ Read more
سوف نُدانُ على المحبّة
الأحد السابع بعد الصليب
متَّى 25، 31 – 46
يصوِّر لنا الإنجيل مشهد الدينونة يوم يميِّز الراعي الخراف من الجداء، أي الصالحين من الطالحين، ويصدر الحكم على الصالحين بالجلوس عن يمينه في الحياة الأبديَّة، وعلى الطالحين بالذهاب الى العذاب الأبدي، ونقف خاصة عند أربعة أمور: Read more
وزنات أعطيت لنا ونحن مسؤولون عن ضياعها…
الأحد السادس بعد الصليب (*)
مثل الوزنات
متَّى 25، 14 – 30
نتأمَّل في هذا الأحد المبارك بالوزنات التي أعطانا إيَّاها الله وبحسن استعمالها أو بسوئه ، وكيف سنؤدِّي حساباً على ذلك. Read more
بين مجيء الملكوت وخبزنا اليومي
جَلَسْتُ عشيَّةَ ذات يَوْمٍ أَرْقبُ احْمِرارَ سماءِ المَغيب، فتراكَضَتْ في ذِهْني كلماتُ الصَّلاة الرَّبيَّة:«أبانا الذي في السَّماوات»، من دون أَنْ أَكونَ في وَضْعِ صلاةٍ، ولا في نِيَّتي رَفْعُ أَيِّ ابْتهال. وإذا بالكلماتِ تَشِعُّ مع احْمرارِ الأُفُقِ مَرْصوفةً كحَبَّاتِ ماسٍ، فتساءَلْتُ تُرى لماذا أَتَتْ هذه الكلماتُ بهذا التَّرتيبِ التَّنازُلي الرَّهيب، مُبْتدِأَةً بأَعْلَى دَرَجاتِ السُّمُو لتَنْزلَ مِنْ بعدُ إلى فتاةِ الخُبز اليَوْمي؟ حاولْتُ أَنْ أَفهمَ فانْغَلَقَ عنِّي مَا انْغَلَق وضاءَ ما ضاء. Read more
تُرى لماذا يركضون؟
كنتُ في بلادِ الله الواسعة أجولُ كمَنْ يستعطي الزَّمنَ بعضًا من ساعةٍ أَتلهَّى فيها عمَّا كان يشغلني، فجلسْتُ على مقْعَدِ أَحدِ الأَرْصفَةِ أَرْقَبُ النَّاسَ غادينَ رائِحين، يرْكضونَ كَمَنْ ينتظرُهم أَمْرٌ أَو أَحَدٌ، ويَخْشون التَّأْخير، أَو كَمَنْ يخافُ مِنْ وَهْمٍ يُلاحِقُهُ فيَجدُّ السَّيْرَ هَرَبًا مِنْ ذاك الَّذي لا يفارِقُ ذِهْنَه. نَظَرْتُ ونَظَرْتُ فجالَتْ في رَأْسي مَشَاهدُ وتَساؤُلات، وَقَفْتُ عِنْدَ واحِدٍ يَعْنيني فأَنْساني أُولئِك الَّذين يُسابِقون الزَّمَن. Read more
أَيْنَ يبدأُ الإنْقاذ؟
نحن في عالمٍ يتحوَّل، وكثيرٌ مِنَ الأُمورِ الَّتي كنَّا نراها مَلْجَأً، كالطَّبيعةِ بغاباتِها وأَنْهارِها وثُلوجِها، كالبَيْتِ بحُبِّهِ وَحَضْنِه وعَطْفِه، كالإيمانِ بِهَدْيِه وأَهْدافِه، كُلُّها تَزولُ أَو تتغَيَّرُ وفْقًا لمزاجِيَّاتٍ اسْتِهْلاكيَّةٍ تِجاريَّةٍ رَفْضِيَّة، وربَّما نتيجةً لجَهْلِ الأَسبابِ والغاياتِ أَو ربَّما رَغْبَةً بالوُصولِ إلى عالَمٍ مُخْتَلِف. Read more
عيد الفصح… عادات وتقاليد
الأب كميل مبارك
يحتفل الناس بالقيامة بفرح وغفران، ويتساءلون أحياناً عن العادات والتقاليد التي ترافق هذا العيد، كما يتساءلون عن قضيَّة العيدين الشرقي والغربي، وكيف نُمِيت المسيح مرَّتين ونقيمه مرَّتين، ولماذا لا نوحِّد العيدين فنحتفل معاً ونفرح معاً. في هذا العيد المبارك سنحاول أن نلقي الضوء على هذه التساؤلات موضحين ما أمكن منها. Read more