د. شربل داغر
ليلى بعلبكي في “أنا أحيا” (1958) جعلت من المرأة، من “امتناعها” عن تأدية أدوارها التقليدية، ومن نقد صورها الرائجة والمنمطة، غرضاً لكتابها، الذي لا نعرف أقوى منه في نوعه، على الرغم من توافر كتابات نسائية عديدة منذ ذلك العهد. يمكننا ذكر العديد من الأعمال الروائية والشعرية التي جعلت بعد هذا الكتاب من نقد الشرط النسائي، ومن سرد المكبوت والمقموع النسائي، تحت سلطة الذكر العربي، سبباً للإفصاح والإبلاغ بالتالي، مثلما نلقى ذلك في كتابات نوال السعداوي وغادة السمان وحنان الشيخ ولطفية الدليمي وفوزية أبو خالد ورجاء عالم وفوزية رشيد وغيرهن. وهي مساع مختلفة تنزع إلى مساع في الإبانة والفضح والنقد : تنتقد الذكورية العربية وتفضح سلوكياتها، وتؤسس وفق مقادير مختلفة لما شرعت به بعلبكي، وهو أن يصبح للمرأة “نرسيسيتها” في تكوين الصورة (وهو ما يفعله الرجل منذ أساطير آدم وأنكيدو وعوليس). Read more