الحسني غـابـري(**)
مـقــدمـة:
يطرح موضوع «الكتاب والقراءة» في الثّقافة العربيّة – الإسلاميّة العديد من القضايا والإشكاليّات التي تستوجب من كلّ من يرغب في تفسير واقعها التوقّف عندها، ذلك أنّ قراءة ظاهرة ما أو تفسيرها يستدعي ضرورة النّظر في مسارها التّاريخي حتّى لا يكون ما يُطلق من أحكام أو مواقف مجرّد انفعالات لا أساس علمياً أو موضوعياً لها. والكتاب في الثّقافة العربيّة الإسلاميّة محور قديم متجدّد، قديم باعتباره كان مشغلاً من مشاغل منتجيها والقائمين عليها، وجديد باعتبار تغيّر القضايا الحافّة به. وقد اخترنا لهذا المقال عنوان «العرب والكتاب: من هواجس التّدوين إلى أزمة القراءة»، تشخيصاً لوضع الكتاب في الثّقافة العربيّة – الإسلاميّة، ماضياً وحاضراً، في محاولة لتبيّن المتغيّر في مسار العلاقة بين الإنسان العربي المسلم والكتاب، وسعياً إلى بيان ما بدا لنا من أسباب عميقة كامنة وراء هذا التّحوّل الحاصل في هذه العلاقة، علّنا نساهم ولو بقسط في تشخيص ما يبدو لجميع الملاحظين والمهتمّين بمثل هذه القضايا من واقع مَرَضِي، عسانا نسهم ولو بقسط كذلك في بلورة بعض الحلول لإعادة العلاقة بين الطّرفين إلى شيء من توازنها المفترض، باعتبار أنّ تشخيص الإشكال هو الخطوة الأولى والمحدّدة لتصوّر الحلول والبدائل الممكنة. Read more