صدرت للروائية الجزائرية عائشة بنور رواية ” الزنجيّـة” عن منشورات دار خيال. الرواية التي يقول عنها الأديب والناقد السوداني عزالدين ميرغني في مقدمته لها “أنها اضافة للرواية العربية والإفريقيـة”.
تلج رواية “الزنجيّة” في الفجوات المسكوت عنها، فتغوص في عمق جراح الأنثى الإفريقية وتختزل واقعا مريرا تعيشه المرأة خاصة في بلدان افريقيا السوداء وبالضبط في النيجر مسرح أحداث هذه الرواية وتطورها، حيث تتحرك فيها البطلة بلانكا، أو الأنثى الإفريقية الزنجيّة في نفق التقاليــد وتتخبط في دوامة الجهل والقهر والعنف كتعرضها للعنف النفسي والجسدي والجنسي وما ينجر عنه من آثار نفسية وسلوكية تنعكس على حياتها الكاملة مستقبلا كظاهرة ختان الفتيات وهن في عمر الزهور وكذلك في مواجهة آثار الصراعات القبلية والحـروب والإنقلابات.
البطلة بلانكا وزوجها فريكي يقرّران الهجرة إلى بلد شمالي يحلمان العيش فيه تحت سقف مع رغيف خبز واطمئنان. لكن يحدث لهم في البلد الحلم ما لم يكن في الحسبان، يجدان واقعا آخر يبخّر أحلامهما.
كما تتعرض الرواية إلى وجه آخر من المعاناة الإنسانية، العنصرية والعنف ضد الفتيات بالإضافة إلى موضوع الهجرة ونزوح الأعداد الهائلة من الأفارقة وخاصة المرأة والأطفال نحو دول الشمال بحثا عن رغيف الخبز والحياة الكريمة، وما يتعرضون له من مخاطر في شساعة الصحراء هروبا.
عذراء افريقيا تحوّلت رغم خيراتها وثرواتها إلى مقبرة للموت، ومرتع للفساد، والأمراض كالإيدز والملاريا فأصبح المكان مقمـوعا، وشخصياتـه مقهـورة، وتفاعـل مأساوي رهيـب تعيشه شخوص الرواية في ظل الخوف من المجهول .
وفي الأخير الرواية كما يقول عنها الناشر هي وجه من أوجه المعاناة الإنسانية، العنصرية تجاه الآخر المختلف طبيعيا لم تغب طيلة تاريخ البشرية الطويل، رغم نضالات الحقوقيين وصراعات الزنوج ضد القهر والاحتقار. وهذا موضوع الساعة من خلال الأحداث التي وقعت في أمريكا مؤخرا وقد حاولت “عائشة بنور” الكتابة عن عالم داخلي مليء بالأسئلة والحيرة الوجودية لأناس لا ذنب لهم سوى أن الطبيعة اختارت لهم لونا لا تزال قوى التخلف تعاديه.
للإشارة الروائية عائشة بنور نشرت أعمالها بالجزائـر وخارجها،كما نشرت مقالات في جرائد مختلفة حول قضايا المرأة والطفل ونالت عدّة جوائز منها الجائزة الدولية الأولى في مسابقة أدب المرأة عن هيئة اتحاد الأدباء بالولايات المتحدة الأمريكية ماي 2017.
للروائية العديد من الاصدارات الروائية منها اعترافات امرأة، سقوط فارس الأحلام ، السّوط والصدى، نساء في الجحيم ، women in hell ،Mujeres en infierno ، ..ليست كباقي النساء!! الموؤدة تسأل..فمن يجيب؟!، مخالب، كما ترجمت أعمالها إلى الفرنسيـة والإنجليزيـة والإسبانيـة.