(قِراءَةٌ في رِوايَةِ “العَدَّاء” لِلكاتِبِ ناجِي نُعمان)
ناجِي نُعْمان مُغامِرٌ، أَكادُ أَقُولُ حَدَّ التَّهَوُّرِ، في مِضمارِ الحَرف. لُقِّبَ بِـ”مَجنُونِ الثَّقافَةِ بِالمَجَّانِ إِذْ حاوَلَ، ويُحاوِلُ، عَولَمَةَ الثَّقافَةِ المَجَّانِيَّةِ، فَقَدَّمَ، ويُقَدِّمُ، عَمَلَهُ ومالَهُ في هذا السَّبِيلِ، إِلى حَدِّ الاستِدانَة”. فَهُوَ لا يَكتَفِي بِأَحلامِهِ العِراضِ وقَد أَفلَتَت مِن عِقالِها، بَل يَشُدُّ الرَّحْلَ إِلى جِنانِها الغِيْنِ، مُوجِعًا إِمكاناتِهِ المَحدُودَةَ، ناسِلًا مِن عَصَبِ الحَياةِ اليَومِيِّ خُيُوطًا يَحُوكُ بِها نَسِيجَ مُؤَسَّسَتِهِ الحُلْمِ، “الثَّقافَة بِالمَجَّان”، هذه الَّتي نَذَرَ لها، مَعَ العَرَقِ واللُّهاثِ، كَثِيرًا مِن إِدامِ صَحنِهِ اليَومِيّ. أَرادَها صَرْحًا مُمَرَّدًا، حِينَ الإِمكاناتُ المادِّيَّةُ دَقِيقَةٌ رَهِيفَةٌ، والمَعِينُ نَذْرٌ يَسِيرٌ إِزاءَ الأَمانِي الوِساع. بَيْدَ أَنَّهُ بَناها، ولَو أَنَّهُ يَطمَحُ إِلى الأَكبَرِ، فإِذا بِإِصداراتِهِ لِلكُتُبِ، على طُولِ الأَرضِ العَرَبِيَّةِ، تَتَوالَى، لا يُحَمِّلُ كاتِبَها أَدنَى عِبْءٍ، ويُثَقِّلُ كاهِلَيهِ بِكامِلِ الحِمْل. هو رائِدٌ “عَدَّاءٌ” في الأَريَحِيَّةِ، وفارِسٌ في نَشرِ الحَرفِ، وجَلْوِ الثَّقافَةِ، حَيثُ يَتَقاعَسُ الكَثِيرُونَ القادِرُون. Read more