هدى عيد
(روائية وشاعرة- لبنان)
تغادر الشعرية عند أحمد بزّون ، في ديوانه “للقهوة وقتٌ نركنه في الزاوية”، المألوف الشائع في القصائد. فهو يستخدم قاموساً لغوياً نألفه في حياتنا اليومية، إلاّ أنه يتقنُ من خلاله توليد الدهشة بالعلائق التي ينشئها بين العناصر اللغوية، وبخلقه صوراً تنتجُ في السياق الذي تنتظم عبره دلالاتٍ مكثفةً ” الخمرة تفيضُ على شفتيّ- دمي يرتفع في قصب الرغبة – يجري بيننا نهرُ فراشات – كلما لمستكِ تبددت عتمة- الأقحوان الذي تفتح بين قدميك… فالشاعر يتكىء على هذه الصور لتكثيف الدلالات، ولتعدد الإيحاءات، لتميّز مجتمعةً البناء اللغويّ الشعري المعاصر الذي يتبناه في نصه المندرج في خانة الحداثة الشعرية، إضافة إلى كون الشاعر يتحدى لعبة التنسيقات الصوتية والهندسة الإيقاعية في كثير من هذا النص لصالح الدلالة. Read more