
تعرفتُ على رامونا صفير منذ زمن طويل، وكنتُ آنذاك صديقةَ أختها فاديا، عندما كنا على مقاعد المدرسة في المرحلة الثانوية. لم تلفت انتباهي فقط بحالتها الصحية، حيث كانت آثارُ مرض التقلُّص العضلي وعلاجات الكورتيزون قد غيَّرت ملامحَ جسدها وأعاقت حركتَها وأقعَدَتْها عن متابعة الدراسة منذ كان عمرها 11 سنة. بل أدهشتني شخصيتُها وظُرفُها وحضورُها القوي النابض في عائلتها، بقدر ما أدهشتني مهاراتُها الفنية. كانت تمشي بصعوبة، فقط من غرفة إلى أخرى، وبصعوبة أكبر تُحرِّك ذراعَيْها، ولم يبق لها إلا قدرة بسيطة على تحريك كفَّيْها وأناملها. ومع ذلك ابتكرت أشكالاً وألواناً بديعة من كل شيء، القماش، الخرز، الخشب، الفخار، الزجاج، الورق… كل شيء كان يتحوَّل بين أناملها الواهنة إلى عمل فني جميل يبثُّ البهجة ويثير الإعجاب. لم أكن أعلم أنها تكتب، فقد كانت الكتابة آنذاك فعلاً خاصاً وربما تجربة علاجية تحتفظ بها لنفسها. Read more