رحيل مي عريضة الرئيسة الفخرية لمهرجانات بعلبك الدولية

بعد عمر مديد ناهز 92 عاماً  في العطاء على المستويات كافة، رحلت مي عريضة الرئيسة الفخرية للجنة مهرجانات بعلبك الدولية، بعدما اضاءت سماء لبنان  بتأسيسها “مهرجانات بعلبك الدولية”  (1956)  ورعايتها لها سنوات طويلة، إلى أن اقعدتها الشيخوخة فانسحبت وظلت  عينها تراقب من بعيد هذا الحدث الحضاري الذي اضحى على خريطة المهرجانات العالمية، لأنه يضاهي بعظمته عظمة أعدة بعلبك.

لمي عريضة تاريخ حافل بالانجازات الثقافية والحضارية،  فهي  أشرفت  على تنظيم مهرجانات بعلبك الدولية اكثر من 50 سنة، ودرج اسمها من بين اهم 100 امرأة في مركز مدير في اوروبا والعالم العربي بحسب إبام ميديا غروب (EPAM Media group)  وتجمع المديرات التنفيذيات في بلجيكا ووكالة بي.إي. للصحافة. نظمت أول بطولة للتزلج على الماء في لبنان، بالتعاون مع الاتحاد اللبناني للتزلج على الماء. أنشأت  مسرح مهرجانات بعلبك (1968) مع أعضاء لجنة بعلبك لمنح الطلاب فرصة التمرين على الأداء على خشبة المسرح. أسست اول مدرسة لتعليم التمثيل في لبنان  (1960) بالتعاون مع المخرج المسرحي منير أبو دبس.

وجه مشرق

نعى رئيس الحكومة سعد الحريري عبر حسابه الرسمي على “تويتر” السيدة مي عريضة فقال: “مي عريضة سيدة صنعت مجدا للبنان يعانق أعمدة بعلبك. مي عريضة رحلت وفي خزنتها مهرجانات فرح وانفتاح وثقافة ستبقى علامة فارقة في تاريخ السياحة اللبنانية”.

بدوره صرح وزير الدولة لشؤون المرأة جان اوغاسابيان، أن “لبنان يفقد برحيل مي عريضة سيدة مميزة كان لها الإسهام الكبير في بلورة صورته الثقافية، بإحيائها لمهرجانات باتت رمزا من رموز لبنان، وعلامة فارقة من الزمن الجميل. ففي يوم وداعها لا يمكننا إلا أن نتوقف أمام ما تحلت به هذه المرأة اللبنانية من شجاعة وتأثير إيجابي في محيطها، كما كانت سباقة في إظهار الدور الرائد للمرأة في لبنان”.

اضاف: “بخسارتها يفتقد لبنان هذا الوجه المضيء الذي لم تسع صاحبته الا للأدوار النبيلة اللائقة بدور لبنان الحضاري والبراق. نأمل أن تشكل التجربة الرائدة التي خاضتها السيدة مي في الحياة اللبنانية الثقافية والسياحية، مثالا يعمم في مختلف المجالات لجعل المجتمع اللبناني أكثر جمالا وحضارة وحيوية”.

أما رئيس “جمعية أعضاء جوقة الشرف في لبنان” الوزير السابق الشيخ ميشال ب. الخوري، فاعتبر أن “غياب مي عريضة يشكل خسارة كبيرة يصعب تعويضها ليس لعائلتها فحسب، بل للبنان الثقافة والحضارة والريادة الفنية حيث كانت من ابرز الذين عكسوا بنشاطاتهم والتزامهم ذلك الوجه المضيء لوطن الأرز الذي حملته في قلبها وعقلها الى المنتديات الثقافية العالمية، وجلبت اليه من خلال رئاستها للجنة مهرجانات بعلبك الدولية، كبار الفنانين العالميين والأدباء والشعراء والمسرحيين، وكم كانت تفرح وهي ترى استعادة مهرجانات بعلبك الدولية ألقها وحضورها في لبنان ودول العال “.

اضاف: “ان جمعية أعضاء جوقة الشرف في لبنان التي كانت مي عريضة من مؤسسيها والعضو في هيئتها الإدارية على مدى سنوات، تفتقد بغياب هذه السيدة الكبيرة، ركنا أساسيا فيها لانها كانت حاضرة دائماً، رغم ثقل السنين، في كل نشاطاتها واحتفالاتها، تبدي رأيا وتسدي نصيحة وتطلق مبادرة. وستبقى الغالية مي في بالنا جميعا وفِي بال كل من عرفها، وستظل نموذجا يحتذى في العطاء والتضحية”.

شخصية رائدة

نعى وزير الثقافة د. غطاس خوري مي عريضة وقال: “برحيل السيدة مي عريضة يفقد لبنان شخصية نسائية رائدة عملت على إبراز وجه لبنان الحضاري والثقافي وحفظ مكانة له على خارطة المهرجانات الدولية، ولا يمكن ذكر مهرجانات بعلبك الا ويكون اسم السيدة عريضة حاضرا في بالنا”.

أضاف: “مي عريضة عروس مدينة الشمس، المواكبة دائماً لكل الفاعليات على مدرج جوبيتر وهيكل باخوس، حيث أثبتت انها السيدة الجديرة بقيادة المهرجانات ولجنته الى المستويات اللائقة محليا وعالمياً”.

 

اترك رد