Archive for أدب

هل أحب أستاذ الجيل أحمد لطفي السيد مي زيادة؟ ..

  

في شهر كانون الثاني/يناير 1962 نشر مدير تحرير مجلة الهلال طاهر الطناحي مقالاً بعنوان “غرام لطفي السيد” محدثا ضجة في أرجاء مصر والوطن العربي. ما كان أحد يتوقع أن تكون أيقونة الأدب العربي ميّ زيادة (1886-1941) قد أسرت قلب الأديب الحكيم، والمفكر العظيم، أحمد لطفي السيد (1872-1963)  مثلما فعلت مع نخبة من كبار الأدباء والمفكرين. Read more

الامتحان غداً ولكن قلبي ليس حجراً

       

كل شيء في حياتي الموسكوبية يبدو لى الآن – بعد كل هذه السنين – رائعاً وسعيداً، ولم ادرك أو يخطر ببالي آنذاك انني اعيش اجمل سنوات عمري. بل كنت أتذمر أحياناً من بعض مظاهر الحياة السوفيتية . Read more

قراءة  في مقطع من قصيدة (الليل يمطركِ بي) للشاعر يوسف شغري

والآنَ .. ابتسمي
أو .. أطيرُ إليكِ! !

Read more

الثلوج تذوب في غرفة التدخين

كنا في عصر ” ذوبان الثلوج ” حيث فتحت نوافذ في الستار الحديدي لتهب منها رياح التغيير والتجديد في المجتمع السوفيتي . التغيير والتجديد كنت تحس بهما في مكتبة الأدب الأجنبي في موسكو تحديدا، أكثر من أي مكان آخر في الإمبراطورية السوفيتية، حيث تجد فيها آخر إصدارات الكتب والمجلات الأجنبية ب(140) لغة أجنبية ، وأرشيف ضخم للأدب العالمي والمعرفة الإنسانية . Read more

سيكولوجيّةُ الخَمرةِ وشارِبِها، يُحسِنُ إليها وتُحسِنُ إليه

    

مَن يمشي الى حاجتِه مرَّةً على عَصاً، ومرَّةً على إنسان، يُحتَمَلُ أن يكون مريضاً لا يتحرَّكُ لِعظيم أوجاعه، ويُحتَمَلُ أن يكونَ كَلِفاً بالشُّربِ حتى لو دَنا به أَجَلُه. فمَن يرى العيشَ في معاقرةِ الصَّهباء، وهي الحِسنُ المَصون، لا يتهالكُ بدونِها على التَّشَبُّث بأذيال الحياة، وكأنّه يقول : إنّ زماناً لا تعبرُ فيه الخمرةُ مَتنَ حَلقي، هو جَدبٌ ضائع.

العلاقةُ بين المُعاقِر والخمرة شِركةُ نَفس لا مَدَبَّ للزَّيَفِ فيها، ففيها من الشَّغَف والتَتَيُّم والصَّبابة ما لا يَعرجُ مِثلُه الى أيّ حبيب. فالخمرة ركنٌ يُؤوى إليه، وعِرقٌ نابِضٌ يُعاذُ للإنتصار به، وعشيقةٌ تُحفةٌ قُصارى النَّصيب الفوزُ منها بِحَظٍ من نَظَر. والخمرةُ مع الشَّارِب تُرى الدنيا بعَينيها، إذا تَلاحَظا تَساقَيا إرثَ المودّة، وإذا تَصامَتا تَناجَيا بلسان الثِّقة. وبينه وبينها قسائم يصِفُها بِقَوله : كأنّي هي فيها، أو هي أنا، تُحدِّثُني عنّي بأٍسرارٍ ما سافَرَت عن ضميري الى شَفَتي، ولا نَدَّت عن صَدري الى لَفظي.

الخمرةُ قوةٌ رافِعة نشيطة تُوَجِّهُ “أنا” المُعاقِر صوبَ نشوةٍ تعبرُ الحدودَ بين الفيزيولوجي والعقلي، وفي الإتِّجاهَين. فالجسدُ الذي يتكثَّف فيه دَبيبُ الإرتعاش، يهيِّئُ لِأنا مُنتشِية ومُنفعِلة انفعالاً لاإرادياً، يُجيز في بادئ الأمر للنزوات أن تتفلَّت من الأعماق الواعية لكي تدلّ على الشخص الحقيقي للمُعاقِر، فلا تعود الأنا مَنيعة بل تخضع لسلطان اللّاوعي المُطلَق. من هنا، تَنحلُّ ضوابطُ المَسموح والممنوع في مجموع الأعمال الذهنيّة والفيزيولوجية واللَّفظية، ويُصابُ جهازُ الرَّقابة المُرتبط بالأنا الأعلى بِحالةٍ صَدميّة، فيقع العقلُ في ما يُشبِهُ أَسرَ الهَذَيان، أو ما يعتبره المُعاقِرُ تَحَرُّراً وانطلاقاً.    

المُعاقِرُ الذي يَتوقُ الى حالة إنفصالٍ عن رقابة الأنا هو حُرُّ الوجدان، يُلقي الى فطرته القيادَ في ما يعملُ وفي ما يقول، إنه إنسانُ عواصفِ الأَهواء، مُتَفَلِّتٌ من قيود الرّزانة وأَغلال الوقار. وبالرَّغم من اسغراقه في التّيه كالنّدَماء، وفي الشَّراب كالمُتَخالِعين، وفي الطَّرافةِ كالقُصّاص، غيرَ أنّ وَصلاتِ المُجالَسَة معه، بما ترشحُ من عفويّات الخاطِر وتَمثيلِ ما تَقَلَّب في حياته من عجائب وأحوال، وما اختزنه من غرائب العوالم المحسوسة والمُتَخَيَّلة، لم تَخلُ من فنّ الظّرف على حسب ما تقتضيه المُحادثة، ما يدفعُ الى العُجبِ من تلك القريحة المتوَثِّبة التي تثقبُ يدُها الأحداث، وهذا ما لا تحتملُه نُحورُ الرُّاوة، فيَنِمُّ قُصورٌ عن أن تُنتِجَ خواطرُهم أمثالَ تلك العفويّات المُدهِشَة.

المُعاقِرُ قويّ الحسّ، دقيقُ الملاحظة، حَسُنَت مطارحُ معانيه، ربَّما يعي كلَّ ما يسمع على عكسِ ما يُرَوَّجُ عن خُضوعٍ مُطلَقٍ لِلاوَعيِه. وهو خَصبٌ في إنشائه لا يُؤخَذُ عليه إلاّ بعض الإلتواء حين يُباعدُ بين الفاعل والمفعول بطائفةٍ من الإستطرادات الممتِعة التي تُذَكِّرُ بتَركيبات الجاحظ. وهو في ذلك، مُمتِعٌ مُشَوِّق، يضعُكَ في مقامِ المُنتَظِرِ دهشةً، حتى لو قاربَ الغرائب التي يأخذُها تآلُفُ الأَشتات وسِلكُ الفُرادة، فتَحسبُ وأنتَ تُصغي كأنّه يجيبُ عن: كَم بين عَينِ الشمسِ وبين مَوضع غروبِها، من الأرض.

المُعاقِرُ لا يخرجُ من حالِ النَّشوة الفَرِحة إلاّ حين يردِّدُ شكاتَه من نَكَد الدنيا ومعاناة الأيام، فيُجيدُ في الحديث عن هَجير الفاقة ومرارةِ الجَور وبَوار الأَمل. لكنّ شيئاً ما من غُلفِ قلبِه يَخِزُه في ذهنه، فيعود الى الطَّرائف والخواطر في تصويرٍ عجيب يُفصِحُ عن قدرته على الإحاطة بتَشَعّبات التراكيب. وهو، في حِرصِه المُشَوَّش على ألاّ تقعَ حبّاتُ عِقد كلامه حيث يشاءُ الإِغفال، يبدو كأنه أَقربُ الى حدود الرَّشاد من ” الواعين “، وبذلك يَنقُضُ ما قاله “الصّاحبُ بن عَبّاد” من أنّ سبيلَ الخَمرِ أن تُنقِصَ الحِجا.

المُعاقِرُ يثقُ بالخمرة ثقةَ الحكيم بالمَنطق لِتَمادي الأُنس بينهما، فلا ضلالَ معهما، ولا يلحقُهما فُتور ولا نَقص، وكأنّهما مَعصومان. فهما المصباحُ الذي يُقرَأُ في ضوئِه، والمحجّة التي يُهتَدى بِهَديِها، وفَصلُ القول الذي ينسابُ الى النَّفس انسيابَ النسائمِ الى براعِمِ نَوّار. المُعاقِرُ من دون الخمرة ولذّةِ التّيه يكادُ أن يهلِك. فعندما عَزَّ الوقتُ بالوِدِّ والخَير، وبالنّفوس الأَمّارة بالصِّدق، وبالشَّريك المُخالِصِ بالوفاء، لم يرَ المُتخامِرُ إلاّ الخمرة رِضاها مَنوطٌ بِرِضاه، وهواها مَحوطٌ بِهواه، تَسعدُ بحضرتِه وتنطوي له على مودَّةٍ أَذكى من العَنبَر، إذا لَحَظَ تدَلَّلَت، وإذا لَفَظَ تَهَلَّلَت، وكأنّها تنظمُ له بها عقدَ السّرور.

إنّ التَشَبُّثَ بالخمرة هو حالُ صفاءٍ ووفاءٍ مُتَقاسَمَة، لأنّ الخمرةَ تُعشِقُ شاربَها كلَّ ما وَصَل الحياةَ بالحياة، وتجلبُ إليه روحَها، وتُخلِطُ به  طيبَها وحلاوتَها. إنها التَّرجيحُ على كلِّ صديق، إنْ تَمرَّسَ بمُتعاطيها خصمٌ، تَعصَبُ له، وإنْ أساءَ إليه الدَّهرُ، تُحسِنُ به، فما مضغَ لقمةَ حنظلٍ بجوارِها، ولا تَجَرَّعَ عَلقَماً. من هنا، ليس بينهما ما يتملَّقُه لِئامُ الناس من عِتابٍ وتَكَلُّفٍ في الوِدِّ والإخلاص، فلا وَقاحةَ وجهٍ ولا حزازاتٍ، بل طيبُ صِلات أعارها الحقّ نورَه.

وللخمرةِ آياتٌ في شاربِها، أبرزُها الرَّدعُ عن الكتمان، فالصِّدق في كلامه أَغلب وإنِ احتاجَ الى التّأويل. فالسَكرانُ صادقٌ حتى في شَطَطِه، بعيدٌ عن الزّور وإن تَكَلَّف، يجنحُ الى الوضوح وإن بالَغ، لأنّه غيرُ قادرٍ على تلوين خواطره بنوازعِ التَّضليل وأوزار الخطأ. ومهما يكن، فالصّدقُ يُطلَبُ من الأنبياءِ والسَّكارى.

 

 

 

مُقاربة عذراء لأوبرا “عنتر وعبلة” للدكتور أنطوان معلوف

    

إنّ الوقائعَ في الزّمن يمكنُ ألاّ تخضعَ لقياس، ويمكنُ أن تولِّدَ نظرية كاملة قائمة على الرّموز والأساطير، من هنا اعتبرها البعضُ نقصاً لافتقارِها الى الصّفات الحسيّة من تَمَركُزٍ وموضوعية. لكنّها، في إثاراتها المُحدِثَةِ تغييراً في إمكانات الشّعور، تُشكِّل ديناميّةً في الضّغط الإدراكي، ما يستدعي ردّة فعلٍ باطنيّة تؤدّي، وفي الكثير من الأحيان، الى قناعةِ التحقُّق منها. Read more

الرِّيح!

            

لِلرِّيحِ وأَنِينِها بَينَ أَغصانِ الشَّجَرِ، وصَفِيرِها المُنسَرِبِ مِن شُقُوقِ النَّوافِذِ، فِعلُ السِّحْرِ في نَفسِي.

فَمَهما تَكُنِ الحالَةُ النَّفسِيَّةُ الَّتي تَتَمَلَّكُني، فَإِنَّها تَزُولُ عِندَ هَبَّةِ الرِّيحِ الَّتي تَنقُلُنِي إِلى عالَمٍ آخَرَ، عالَمِ الرِّعشَةِ تَسرِي كَخَدَرِ الخَمرِ في مَفاصِلِي، وتُطبِقُ أَجفانِي بِأَصابِعِها فَأَسرَحُ في حُلُمٍ عَمِيقٍ بَعِيدٍ، وأَنسَى الوُجُود. Read more

الكتاب

    

مضى عليًّ وقت طويل وانا أقرأ مستلقيا على كومة من التبن في البيدر . وعلى حين غرة تملكتني موجة من السخط على نفسي . Read more

“شعراء كردستان”… قصيدة جوزف حرب الخالدة

      

في قصيدته شعراء كردستان يرسم جوزف حرب هذا الشاعر المخملي الغارق في التصوف الشعري لوحة جديدة بريشة لازوردية عابرة للالوان ممتدة حتى آخر بقعة من بقاع الأدب العالمي الذي يكسّر جليد التهميش عبر مسافات الانسانية الشائكة التي تعرضت الى اقسى انواع القتل الرحيم طوال عصور مضت .. Read more

إلى عصام العبد الله الصديق و الحبيب

 

عصام، رفيق العمر، بحلوه ومره، بإقباله وإدباره، لا نزال في المقهى، ننكّس كرسيَه على فراغ الطاولة، حيث كان يوجد فنجان قهوته وكوب مائه. انه فراغ لا زلنا نداريه بشيء من عدم التصديق، وسيمر وقت طويل قبل ان نتعود على العيش في أماكن كثيرة من بيروت عابقة بذكرياتنا الطيبة معه. Read more