جوانب من أشعار الأمير شكيب أرسلان (3)

القسم الرابع في المدائح السّلطانيّة

 

بسبب تأييده الوحدة الإسلاميّة، وتعظيمه لشأن الخلافة الإسلاميّة  وانكشاف أطماع دول أوروبا بالشّرق العربيّ وثرواته، والتحكّم في مصائر شعوبه، فقد مدح شكيب أرسلان السّلطان عبد الحميد بالعديد من القصائد ويوم استرجع ادرنه بالحرب البلقانيّة ولما أعلن الدّستور قرأها في بيروت، وفي مناصرة الجبل الأخضر لمّا هجمت إيطاليا على طرابلس الغرب.

وشارك مع أحمد شوقي وخليل مطران في مناصرة طرابلس بمهرجان شعريّ في مصر بإلقاء قصيدة، وشارك مع جميل صدقي الزّهاوي وفارس الخوري في مهرجان الآستانة يوم تمثيل رواية صلاح الدّين الأيّوبيّ ، وهي قصيدة عصماء ومنها:

وكيدٌ على الأتراكِ قيل مصوّبٌ       ولكنْ لِصَيْدِ الأمّتينِ حَبَائِلُهْ

تَذَكَّرْ قديمَ الأَمْرِ تَعْلَمْ حديثَهُ           فكُلُّ أخيرٍ قد نَمَتْهُ أوائلُهْ

إذا غالَتِِ الجُلَّى أخاكَ فإِنّهُ    لقد غالَكَ الأمرُ الذي هو غائِلُهْ

فَلَيْسَتْ بغير الإتّحادِ وسيلةٌ     لِمَنْ عافَ أَنْ تُغَشَى عليهِ منازِلُةْ

وليس لنا غيرَ الهِلالِ مَظَلَّةٌ              يَنَالُ لديها العزَّ من هو آمِلُهْ

ولو لم يُفِدْنا عِبْرَةُ خَطْبُ غيرِنا         لهانَ ولكنْ عندَنا مَنْ نُسَائِلُهْ

سيعلمُ قومي أَنَّني لا أَغُشُّهُمْ    ومهما استطالَ الليلُ فالصُّبْحُ واصِلُهْ

         ولكن قصيدة القصائد فهي واسطة عقد قصائد أمير البيان القصيدة الرّائيّة المطوّلة التي نظمها إثر زيارته إلى حطّين سنة 1902وقصيدة ذكرى الأندلس وأخرى في إحكام علاقات الأتّحاد بين العرب والتّرك، قالها في دمشق مع حشد من أدباء العرب والأتراك.

وأخيرًا القسم الختامي الباكورة

وأمّا القسم الختاميّ في ديوان الأمير فهو القسم الذي بدأ به ( الباكورة)  وهذا القسم صورة مصغّرة عن ديوانه، ففيه الغزل والتّشبيب والمدح والتّهاني والرّثاء ،  ويُغطي مساحة زمنيّة من عمره من الرّابعة عشرة إلى السّابعة عشرة، تشهد له بأنّه بحر شعريّ ولغويّ محيط، وقد صدق أحمد حلمي باشا رئيس حكومة عموم فلسطين عندما رثاه في مهرجان يافا وختم بقوله:

عجبت لذلك القبر كيف استطاع أن يسع ذلك البحر ! ارحموه واسمعوا الكلمة الأخيرة  التي نطق بها قبل ان يلفظ النَّفَس الأخير : أوصيكم بفلسطين!

 

اترك رد