جائزة نوبل للآداب للشاعرة الأميركية لويز غلوك

كتبت عن ذاتها رافعةً الذاتي إلى العالمي

التجربة النسائية قادرة على تمثيل جميع البشر

 

 نهاد الحايك

( شاعرة من لبنان)

رغم كل ما يقال عن جائزة نوبل والتشكيك بنزاهة اختياراتها، كان خبر منحها للشاعرة الأميركية لويز غلوك Louise Glück في مجال الآداب، دافعًا للتعريف بهذه الشاعرة، وترجمة بعض كتاباتها وأقوالها، انطلاقًا من اهتمامي بنهوض المرأة وإعطائها حقها في كل المجالات وفي كل أنحاء العالم.

لويز غلوك (77 سنة) هي المرأة السادسة عشرة التي تفوز بجائزة نوبل للآداب منذ إطلاق الجائزة في عام 1901 (في مقابل 101 عدد الرجال الفائزين بالجائزة للآداب حتى اليوم). وهي وإن لم تكن معروفة في العالم العربي، تحتل مكانة مرموقة في الحياة الأدبية في الولايات المتحدة. صدر لها 15 مجموعة شعرية وكتابان في الدراسات الشعرية.

أعلنت الأكاديمية السويدية أنها منحت الجائزة لغلوك “لصوتها الشعري المميَّز الذي يضفي بجماليته التقشفية طابعًا عالميًا على الوجود الفردي”.

لا بد من الإشارة إلى أن غلوك حظيت بالكثير من التقدير والحفاوة في بلدها أميركا قبل التكريم العالمي بجائزة نوبل. فقد حازت على ما يفوق 30 جائزة أدبية إما تقديرًا لأعمال معينة أو تقديرًا لمجمل أعمالها. وشملت أوجه تكريمها منحها عددًا من الدكتوراه الفخرية (هي التي غادرت الجامعة قبل إنجاز شهادة جامعية). ومن تلك الجوائز: جائزة الكتاب الوطنية، وجائزة بوليتزر، وجائزة دائرة نقاد الكتب الوطنية، وجائزة الأكاديمية الأميركية للفنون والآداب، وجائزة الجمعية الأميركية للفلسفة. كما اختيرت لويز غلوك لتكون شاعرة الولايات المتحدة (United States Poet Laureate)(1) للفترة 2003-2004.

 

ولدت غلوك في نيويورك عام 1943، وفي سن المراهقة عانت من المرض النفسي “فقدان الشهية العصابي”، واضطرت إلى ترك المدرسة لتلقي العلاج وإعادة التأهيل لفترة طويلة استغرقت سبع سنوات. قالت عن علاج التحليل النفسي الذي خضعت له إنه من أهم التجارب التي مرت بها، إذ ساعدها على الإقبال على الحياة وعلَّمها كيف تفكر. وبعد تعافيها، استأنفت الدراسة فأكملت مرحلة التعليم الثانوي، لتلتحق في ما بعد بجامعة كولومبيا، ولكنها انسحبت قبل أن تحصل على شهادة جامعية، وآثرت تعلُّم كتابة الشعر من خلال حضور ورشات تدريب وحلقات دراسية عن الكتابة.

بعد خروجها من الجامعة من دون تخرُّج، فضَّلت العمل كسكرتيرة على العمل في التعليم، لاعتقادها بأن التعليم سيَحول دون تركيزها على الكتابة. تزوجت في عام 1967 وانتهى الزواج بالطلاق.عام 1973 أنجبت ابنًا من شريكها الثاني في  الذي تزوجته في عام 1977، وانتهى زواجهما كذلك بالطلاق. لها أختان أصغر منها، وأخت توفيت قبل أن تولد لويز.

قراءة شعرها ليست بالنزهة، رغم أنه بعيد عن المعقَّدات اللغوية والبهلوانيات الشكلية التي تسود كتابات الشعر المعاصر؛ حيث تستخدم العبارات والجمل البسيطة، لكن المكثفة من دون ثرثرة، لتصف أزمات الإنسان، انطلاقًا من تجربتها الشخصية.

توصف غلوك غالبًا بأنها شاعرة السيرة الذاتية؛ عُرفت كتاباتها بكثافة المشاعر وبالنهل مرارًا من الأسطورة والتاريخ والخرافات والحكايات القديمة والطبيعة، للتأمل في الاختبارات الشخصية والحياة العصرية.

صنَّف البعض كتاباتها بأدب الاعتراف، لأنها تحكي عن ذاتها وعائلتها وعلاقاتها، باستخدام صيغة المتكلم، أو الأنا، ولكن آخرين رأوا أنها، بذاتيتها، تعكس ذاتية كثير من البشر، وبالتالي ترفع الذاتي إلى العالمي، خصوصًا باستخدام تقنية إحياء الأساطير والنطق بأفواه شخصيات رمزية أخرى.

“بطشٌ أن نحب.

وبطشٌ أشدّ أن نموت.

أما أن نموت حبًا فبطشٌ لا تطاله عدالة.”

نشرت في عام 1968 أول مجموعة شعرية بعنوان Firstborn أي “الابن/الابنةالبِكر”، والتي نالت اهتمامًا إيجابيًا. وبعد ذلك، عانت غلوك من عقم الكتابة لفترة طويلة دامت ما يزيد على أربع سنوات. ولم تستطع استعادة الإمساك بخيط الشعر إلا بعدما بدأت تعمل في مجال التعليم، تعليم كتابة الشعر، في عام 1971. وهكذا، وجدت أن الاحتكاك بالطلاب أطلق قريحتها، وفي الوقت الذي كانت تعلمهم كانت هي تتعلم منهم. فنشرت مجموعتها الثانية في عام 1975 بعنوان The House on Marshland، أي منزل الأهوار، التي رأى فيها النقاد اختراقًا في عالم الشعر وتجسيدًا لصوت وأسلوب مميَّزين.

ركزت غلوك في كتاباتها على الجوانب القاتمة للحياة، الألم، الحزن، العزلة، الصدمات، الخيبات، الموت، الخسارة، الأحلام والأوهام، فمرَّرتها في مصفاة الشعر وسكبتها في تشكُّلات اللغة بأسلوب صريح لتحوِّلها إلى جوانب مضيئة.

“مَن تُرى يتصل في منتصف الليل؟

الكدر يتصل، اليأس يتصل.

فالبهجة تنام نوم الأطفال.”

وهي تعتبر أن الصدمات هي ممر إلى تقديرٍ أكبر لقيمة الحياة، والشعور العميق بالخسارة هو قفزة إلى الأمام. هذه الفكرة عبَّرت عنها بوضوح في كتابها The Triumph of Achilles، أي انتصار آخيل(2)، الصادر عام 1985. والانتصار الذي عنته هو تقبُّل أخيل لحتمية الموت، ما سمح له بتحقيق ذاته ككائن بشري.

فجَّرت وفاةُ أبيها في عام 1985 شلال حزن وحسرة، تَجسَّد في سلسلة متصلة من القصائد نُشرت في عام 1990 بعنوان Ararat، وهو اسم الجبل الذي يقال إن مركب نوح رسى عليه بعد الطوفان، وهو يقع في أرمينيا. وصف أحد النقاد نصوص “أرارات” بأنها الأشد قساوة وأسىً بين ما كُتب من الشعر الأميركي خلال الــ25 سنة الماضية.

وحازت مجموعتها الصادرة في عام 1992 بعنوان The Wild Iris، أي السوسنة البرية، على إشادات النقاد فوُصفت بأنها تُقدم شعرًا ذا جمال رائع. في “السوسنة البرية” كتبت غلوك عن الطبيعة، ولكن بأسلوب غير تقليدي، حيث صاغت حوارات بين الأزهار والبستانية وسلطة إلهية، حول الحياة والموت. وحازت “السوسنة البرية” جائزة بوليتزر في عام 1993، باعتبارها مَعْلَمًا إبداعيًا. كتبت غلوك في قصيدة “السوسنة الفضية” على لسان السوسنة في كلامها للبستانية:

“لقد ذهبنا بعيداً معًا نحو النهاية

فأصبحنا أقرب إليها من أن نخشاها.

في هذه الليالي، لم أعد متأكدة

من أنني أعرف ما هي النهاية.”

غلوك أشارت إلى تأثير التحليل النفسي في كتاباتها، كما إلى تأثير الأساطير والحكايات القديمة والميثولوجيا الإغريقية والميثولوجيا الرومانية. وهي تذكُر الحكايات والأساطير التي كان أبواها يرويانها لها قبل النوم عندما كانت طفلة. كما تذكُر تأثير الشاعرة ليوني آدمز(Léonie Adams) والشاعر ستانلي كونتز(Stanley Kunitz)، اللذين تابعت الدروس المسائية التي كانا يقدمانها في ورشات التدريب على كتابة الشعر في مدرسة الدراسات العامة التابعة لجامعة كولومبيا في نيويورك. وقالت إنهما ساعداها على اكتشاف صوتها الشعري الخاص. وأشار دارِسو وناقِدو شعرها إلى ملامح تأثُّرها بكتابات روبرت لاويل (Robert Lowell) وراينر ماريا ريلكه  (Rainer Maria Rilke) وإميلي ديكنسون (Emily Dickinson)، وآخرين.

نطقت غلوك في كتاباتها بأفواه شخصيات أسطورية منها: “ديدو” المهجورة (المعروفة أيضًا باسم “أليسار”(3))، و”برسيفونة”(4) المعاقَبة، و”يوريديس”(5) المخدوعة، وهي شخصيات من الميثولوجيا الإغريقية والميثولوجيا اليونانية، شكّلت قناعًا لذات الشاعرة، ذاتٍ في حالة تحوُّل، أصبحت ذاتًا صالحة لتُفهَم عالميًا. كتبت في قصيدة بعنوان “ملكة قرطاج” على لسان أليسار(في مناجاة حبيبها؛ وقد زُعم أن قصة عشق ربطت “أليسار” بـ”إينياس”، المحارب الذي سجل بطولات في حرب طروادة):

“سألتُ الأقدار

أن تسمح بأن يبادلني الهوى الذي أكنُّه،

ولو لفترة قصيرة. أيُّ فرق

بين الفترة وحياةٍ بكاملها: في الحقيقة،

في مثل هذه الأوقات،

هما سيان، كلاهما أبد.”

في المجموعة Meadowlands، أي أراضي المروج، الصادرة في عام 1996، رسمت غلوك مسارين متوازيين لقصتين، واحدة من الميثولوجيا الرومانية القديمة (الأوديسة لــ”هوميروس”، بشخصيات “يوديسيوس” و”بينيلوبي”(6) زوجته وابنهما “تليماخوس”)، والثانية قصة زواج وطلاق معاصرة.

لحظات التغيير الجذري والنهوض من الحضيض التي تختبرها غلوك تضفي عليها، عندما تكتب عنها، ظُرفًا ساخرًا أو فطنة لاذعة. جاء في الأسطر الأخيرة لمجموعتها Vita Nova، أي الحياة الجديدة، الصادرة عام 1999:

“اعتقدتُ أن حياتي انتهت وانكسر قلبي.

ثم انتقلتُ إلى كامبردج”.

وبينما عنوان المجموعة مستوحى من كتاب دانتي La Vita Nuova(1294)، الذي يحتفي فيه الكاتب الإيطالي بحياة جديدة متجسدة في مُلهمته أو عروس شعره بياتريس، تعبِّر غلوك في مجموعتها عن خسارة حبٍ عانى من التفكك.

المجموعة الصادرة في عام 2006 بعنوان Averno، وهو اسم بحيرة في إيطاليا جعلتها الميثولوجيا الرومانية القديمة مدخلًا إلى العالم السفلي، تناولت فيها غلوك مسائل النسيان والموت والروح والجسد والحب والعزلة، من خلال شخصيات من الميثولوجيا اليونانية “برسيفونة” وأمها “ديميتر” وزوجها “هاديس” إله العالم السفلي. الشاعر روبرت هاس(Robert Hass) صنَّف غلوك في معرض نقده لهذه المجموعة بأنها “أنقى وأبرع مَن يكتب الشعر اليوم”.

“… يأخذها بين ذراعيه.

يريد أن يقول “أحبكِ، لا شيء يمكن أن يؤذيكِ”

ولكنه يفكر

هذه كذبة، لذا يقول في النهاية

“أنتِ ميتة، لا شيء يمكن أن يؤذيكِ”،

ما بدا له

بدايةً واعدة أكثر، صحيحة أكثر.”

في مجموعتها العاشرة التي صدرت في عام 2009 بعنوان A Village Life، أي حياةُ قرية، ترصد غلوك تفاصيل الحياة في قرية صغيرة (في بلد لا تُسمّيه، يقع على البحر الأبيض المتوسط)، عامرة بأساليب الحياة التقليدية ومرتبطة بإيقاعات الطبيعة، ولكنها تتخلى تدريجيًا عن هذه الأساليب تحت ضغوط العصرنة. وقد حظيت “حياة قرية” ببعض أفضل التقييمات النقدية التي حصلت عليها غلوك، مما ثبَّت سمعتها كأحد أبرز الأصوات في الآداب الأميركية.

 

وعندما نشرت في عام 2012 مجموعة القصائد التي كتبتها طوال نصف قرن بعنوان Poems: 1962–2012، أي قصائد 1962-2012، اعتُبر ذلك حدثًا أدبيًا.

ستيفن بورت(Stephen Burt) لاحظ أن “قليلًا من الشعراء، باستثناء سيلفيا بلاث(Sylvia Plath)، اختبروا هذا القدر من الاغتراب والاكتئاب، وحوَّلوا ذلك إلى نتاجٍ يتسم بهذا القدر من الجمالية”.

وكتبت الشاعرة فيونا سامبسون (Fiona Sampson) أن “غلوك، من خلال كتاباتها، تؤكد أن تجربة المرأة يمكن أن تشكل نموذجًا إنسانيًا، بخلاف الاعتقاد الذي كان سائدًا بأن الكتّاب الرجال هم من يستأثرون بتمثيل التجربة الإنسانية والتعبير عنها. وبُروز غلوك كشاعرة على المستوى العالمي، يقول لأجيال مقبلة من النساء إن حياتهن تتسم بالواقعية والقدرة على تمثيل حياة جميع البشر، مثلها مثل حياة الرجال”.

قال عنها مايكل شميت(Michael Schmidt)  ، ناشر كتبها طوال عقدين من الزمن: “غلوك ليست بوقًا لأية قضية أو سياسة بأي شكل من الأشكال. إنها كائن بشري مهتمة باللغة وبالعالم. ليست مثيرة للجدل، وهذا ما يُحتفى به. وهي لا تسعى إلى إقناعنا بأي شيء، بل تحاول سبر أغوار النفس البشرية وغموض العالم الذي نعيش فيه. هي شاعرة استفسارية. شِعرها لا ينمّ عن أي التزام سياسي، بل يهتم بالكائن البشري وباللغة”.

كتبت في قصيدة “برسيفونة الهائمة”:

“تعرف أن الأرض تديرها الأمهات، بهذه الدرجة من التأكد.

تعرف أيضًا أنها لم تعد ما يسمى فتاة.

أما عن السجن، فهي تؤمن بأنها أصبحت سجينة

منذ أن أصبحت ابنة.”

تبحث غلوك في اضطرار الإنسان إلى إعادة سرد الحكايات وإعادة تصوُّر المشاهد. وفي مواجهة الأسى والحزن والدمار، تتساءل كيف يمكن مواصلة الإيمان ببدايات جديدة. ولكتاباتها في هذا الإطار وقعٌ خاص في زمن يبدو فيه من الصعب على أفراد ومجتمعات معيَّنة (ونحن منها) تصوُّر أن البدايات الجديدة ممكنة.

في أول تعليق أدلت به غلوك لدى إبلاغها بفوزها بالجائزة قالت: “أعتقد أن نضالاتي ومباهجي ليست فريدة. لا يهمني تسليط الضوء على نفسي وحياتي الشخصية، بل على نضالات ومباهج البشر الذين يولدون ومِن ثم يُجبَرون على الخروج من الحياة”. أذهلها أن “تُمنح الجائزة لها، ويتم تجاهل الشعراء والكتّاب الاستثنائيين الذين تزخر بهم أميركا”.

ونحن أيضًا، شعوب هذه المنطقة العربية البائسة بسياساتها وزعاماتها، ولكن الزاخرة بالمبدعين والمبدعات والكتّاب والكاتبات الذين أنتجوا أعمالًا مهمة أدبيًا وفكريًا وإنسانيًا، يذهلنا أن لجنة هذه الجائزة تتجاهل نتاجنا سنة بعد سنة. ورغم شكوكنا بأن الدوافع السياسية هي التي تحرم النتاج الأدبي العربي من التكريم العالمي، ربما من المهم الإشارة، وليس على سبيل التبرير، إلى أهمية ترجمة الأعمال الإبداعية العربية القيِّمة إلى لغة عالمية مثل الإنكليزية، لكي نساعد أنفسنا على العبور من عزلتنا (التي هي طوعية بقدر ما هي قسرية) إلى العالمية.

 


 

(1)   شاعر/ة الولايات المتحدة  (United States Poet Laureate)‏،  هو بمثابة الشاعر/ة الرسمي/ة للبلاد ومستشار/ة مكتبة الكونغرس في أمور الشعر. ويُفترض أن يقوم أو تقوم خلال فترة شغل هذا المنصب بنشاطات لزيادة وعي الناس بالشعر وتقديرقراءة الشعر وكتابته. أنشئ منصب شاعر/ة الولايات المتحدة بموجب مرسوم من الكونغرس في سنة 1985، وقبل ذلك، بين 1937 و1985، كان هذا المنصب يسمى مستشار/ة مكتبة الكونغرس في أمور الشعر.

(2)   “آخيل” هو أحد الأبطال الأسطوريين في الميثولوجيا الإغريقية. كان له دور كبير في حرب طروادة، وهو البطل المركزي في ملحمة الإلياذة لــ”هوميروس”.

(3)   “أليسار”هي ابنة ملك صور في فينيقيا القديمة (جنوب لبنان ) وأخت “بيغماليون” ومؤسِسة قرطاج في شمال أفريقيا – تونس اليوم –  وملكتها الأولى. اشتهرت بعد ذكرها في الإنياذة (Aeneid)التي كتبها “فرجيل“، الكاتب الروماني بين عامي 29 و19 قبل الميلاد. وعُرفت “أليسار/ديدو” بدهائها وحُسن التدبير اللذين سمحا لها بإنشاء وحكم قرطاج التي اشتُهرت بتجارتها الواسعة وسيطرتها على بحار المتوسط.

(4)   تقول الأسطورة الإغريقية إن “هاديس”،إله العالم السفلي/عالم الموتى، خطف “برسيفونة” ابنة ربة الزراعة “ديميتر” وحبسها معه في العالم السفلي، فراحت أمها تجوب الأرض باحثة عنها وهي تبكي حزنًا لفراقها. فحزنت الحقول لحزنها وجفَّت، حتى وافق “هاديس” على إعادتها بشرط أن تعود وتبقى معه لفترة من العام، فكانت الفترة التي تقضيها “برسيفونة” مع أمها هي فترة الحصاد والمحاصيل والأزهار، والفترة التي تقضيها مع “هاديس” هي فترة الجفاف والذبول.

(5)   “يوريديس”هي شخصية في الميثولوجيا اليونانية، زوجة “أورفيوس“. زعموا أن  أفعى لدغتها فماتت. فلحق بها “أورفيوس” إلى “مثوى الأموات” وأخذ يغنّي ويعزف على القيثارة سائلًا الآلهة أن يعيدوها إليه.

(6)   يرتبط اسم “بينيلوبي” في التقاليد الأدبية بالوفاء للزوج، إذ ظلت ترفض الخاطبين الذين تقدموا لها طوال غيبة “يوديسيوس” في رحلته الطويلة للمشاركة في حرب طروادة حتى عاد إليها في النهاية.

 

اترك رد