كلمة المهندسة والشاعرة ميراي شحاده، رئيسة منتدى شاعر الكورة الخضراء عبدالله شحاده الثقافي، في حفل توقيع ديوان”مراية ماريا” (الصادر عن منشورات المنتدى) في غرفة التجارة والصناعة والزراعة في زحلة، برعاية مجلس قضاء زحلة الثقافي ومنتدى شاعر الكورة الخضراء، وبدعوة من الشاعرة ماريا صليبا. أدارت الحفل أمل الصيّاح شبلي، وتعاقب على الكلام إلى جانب الأديبة ميراي شحاده، كلّ من كابي مالك (عن مجلس قضاء زحلة الثقافي) الشاعر مردوك الشامي والشاعر د. جورج كفوري والشاعرة ماريا صليبا التي ألقت قصائد من ديوانها. تخلّل الحفل عرض رسومات زيتيّة بريشة الفنانة إليسا صليبا.
لم تدرِ ماريا أن عبر مرآتها هذه فتحت لجميعِنا آفاقَ بوح وطيّرتنا على سحب من نور. وفي طيّاتها شلالاتٌ من أريج وردٍ ونقاءِ ياسمين وبعضُ شوقٍ من الخضراء كورتي إلى الأسود عرينكم، إلى زحلة دار السلام.
وصالٌ وحبة من سهل زيتوننا الأخضر إلى دوالي الكرم والكرامة، حيث كرمُ العز والرجولة والإباء نضحت خمره في الكون أجمع وأسكرت بلابله المسارح والدوحات.
من عذوبة قوافي شاعر الكورة الخضراء عبدالله شحاده ومنتداه الثقافيّ إلى فضاءات المعلّم الكبير سعيد عقل وجُمان آل معلوف وغيرهم من المبدعين الزحلاويين في حقول الشعر والأدب والموسيقى، أحمل إليكم بين راحتيّ نبضات قلب صغير قرّر يومًا أن يكمل تعبيد الطرقات الفكريّة الإنسانية من أبجدية اللوز ونضرة الزيت وسكّر العنب والتينِ المخمّر في طيّات الأدب وقافيات الشعر والشعراء.
وأنحني أمامكم وبكلّ ما حمّلني إيّاه من هوى وهيام وطني الحبيب لبنان ولغتي الأجمل على الإطلاق، أنحني وأشكر:
مجلسَ قضاء زحلة الثقافي وجميع القيّمين عليه لرعاية هذا الحفل البديع في احتضان جميل من غرفة التجارة والصناعة والزراعة في زحلة… وشكرًا لوالد ووالدة ماريا اللذين أنجبا كمشة إبداع في صبيّة جميلة اسمها ماريا، حملت أشرعتها وراحت على نولها تغزل الضوء وتشقّ الأمداء وتبتكر نزفها ثم تخيط الجراح وتوثق العرى: مدري ع حفّة كاس، مدري بكمشة إحساس، رجّفت عيون هالصدى… ولأختها إليسا التي ازدان برسمها غلاف هذا الديوان.
لا أجدني أتكلّم عن محكيّة ماريا الشاهقة والعميقة إلا بقليل من شقيقتها الفصحى ومن عرَف ماريا عرَفها في الفصيح بليغةً وعلى قمم المحكيّة أبلغ.
والشكر الكبير والوارف لعرّاب هذا الديوان، الذي وصَلَني بالمحتفى بها وأعني به الشاعر الكبيروالصديق العزيز مردوك الشامي وأتاني بهذه الشاعرة الصبيّة وحقلها من سنابل القمح مدرار كي نطوف بأرغفة خبزها فصدر ديوانها الأوّل من منشورات منتدى شاعر الكورة الخضراء عبدالله شحاده الثقافي.
فمنه نحاكي السواقي ويرمقنا الشلال ونسرج الضوء المعرفي الإبداعي في كل قرية ومدينة…ونشجّع الأقلام الشابة ونحافظ على تراث لغتنا الفصحى والمحكيّة على السواء؛ فما يأفلُ شهرٌ إلّا وديوانٌ جديد يبصر النورأو كتابٌ يدوّي في الأفق فنزدان به جمالًا ورقيًّا فكريًّا ومعرفة.
وعلى وليمة الكلمة اجتمعنا، هذه العشيّة…أقول من هنا لكبارنا في الشعر: وُلدت لكم اليوم أختٌ، عباءتها من نور وخبزها من بخور. فاحتضنوها وافخروا بها على منابركم.
فللمرايا آفاق وأكوان، فنلج مراية مريا ونرى كم من درر ومرجان …كم من لؤلؤ ولماريا أقول:
هذا الشعر الحافي القدمين، العاري إلّا من نقائه
ألبسيه من نزف جروحِك ، ألبسيه.
وألقِي فوق منكبيه عباءة حروفك
واحرقي البخور في ضلوعه
وفتّقي الفجر به
وأسدلي الليل فوق جفنيه وأنجبي له وأبدعي منه واحتسيه.
هذا المخلوق الغريب، كبارٌ من نعاله ارتقوا
فأوغلي في رياحه وعانقيه، وهيّئي الأرائك لمحافلَ أخرى وهيّئي الكؤوس لسكرة أخرى فالنايات في توقٍ إلى رقصة أناملك وضوع الحبرِ من دواتك.
مبارك للشعر مولودك الأوّل ومبارك لنا بك يا ماريا.