وادي الزينة/ عين الحلوة/ وأمي

هنا “وادي الزينة”

الموج من امامي

وشهوةُ الزعتر البري من ورائي

أبلل منفاي بذاك

وأجفف حرفا لصيف القصيد بذاك

وعلى مقربة من هودج الجهات كلِّها.. عمري

هنا نصف اقداري

أمارس اليوغا على سطح مكتبتي

ليرفع البحر سيقانه ويمارس العدو نحوي

وتطير الجبال كالحمام الى تلة أعلى.. وتعود إلي

نعقد خلوة قدسية فتسافر الطريق بنا ليلا الى قلعة صيدا

لنستحم بالتاريخ؛

– “صباح الخير يا “وطن”

انفجر الشوق بنا ونحن سائرون نحو الجنوب

أتسمح لو نمر بـ”عين الحلوة”

نسمعها صدى الإنفجار ونمضي؟

لا تخف، نحن لا ننتمي لرصاصها الطائش

ولا للبطولات التي لوثت أحياءها”

امال الوطن الرأس يسارا..

وعبرنا.. أنا والموج والحمام

هنا “عين الحلوة”

إسم يناقض المسمى بشكله وكنهه وكحله

مسمى يجفل من تأويل معناه على غير ما تبتغي المرايا

ألقاب بلا تاريخ

وإن وجد التاريخُ يكون كلاهما في النار

لا شيء يشبهني هنا

سوى رجل يركل المتاهة قبل نومه

فيصبح وهي شاخصة أمام بيته كالعاهرات

سوى أم تلعن المتقافزين في بيتها يوم غزوة الفجر

ومات ابنها الوليد دهسا باحذية الطاعنين في الضياع

لا شيء يشبهني هنا

سوى بندقية قديمة مدفونة منهوبة الأحلام

سانقذها عند فجر الفجر

وأذهب جهرا لأمي؛

– “صباح الخير يا “وطن”

وصلت للتو من منفى باعصابي التالفة

اتسمح لو مررت بقبرها

ارضع من رحمها قليلا

فتشد مفاصلي

وتنظف ما افسدته الحدود في نخاعي الشوكي؟”

غصّ “الوطن” كثيراً وأومأ لي؛

هنا أمي

لا شيء غير العناق الطويل الطويل

صوتها: ماذا أصاب عمودَك الفِقري يا ظهري

قلبي: الحنين المستدام يا رعشة الروح

والانحناء كثيرا فوق صورتك الغائبة

صوتها: امسح دموعك عن سقف بيتي.. وتمدد عليّ..

وقفْ صارخا كانك الآن تنسلّ مني

تمهل..الى اين تاخذك الخطى

صوتي: إلى شمال القلب.. وما بعد بعد الشمال

صوتها: وما هذا الذي يتشبث بك

قلبي: بندقية قديمة لشهيد

خطّ على رصاص مخزنها باوتار النحر

ثورةٌ حتى النصر

***

مفاتيح:

وادي الزينة: منطقة تقع بين صيدا وبيروت

عين الحلوة: مخيم للاجئين الفلسطينيين وآخرون

الوطن: في لبنان ينادون الجندي (يا وطن) إجلالا وتكريما.

vector flower 112

One comment

  1. شكري الجزيل لكم وجهودكم الجميلة..شكرا سيدتي كلود

اترك رد

%d