بقلم: الدكتور أنطوان سيف
يُبحر الوعي في الذاكرة المثقلة، يشجذِّبها، يستدرج النافر في منعطفاتها، يُسقط بعضها، ويعصاه كثيرها، ليضع سيرةً ذاتية يحتمي بها من عاتيات سوء الفهم والاساءة وغارات الآخرين. فالسيرة التي نجهد النفس لكتابتها هي التي تكتبنا باستمرار. فالولد الجنوبي الذي كانه يوماً في مدينة صور لا يزال يُستدعى الى الشهادة عن واقع حاله في “عائلة أقل بكثير من المتوسِّطة”، كما يصفها بمصطلحات السوسيولوجيا المؤدلجة اللاحقة، وعن الأب “الفوَّال” صاحب المطعم الصغير لبيع الفول الذي على أميّته كان يصحبه معه الى سهرات ثقافية عامليَّة؛ وانتسابه الخاطف الى المدرسة الجعفرية الناشئة حديثاً في المدينة. Read more