المطران العمّار تحدث في حسينية بنهران : نضال الحسين من نضال المسيح

لبّى النائب البطريركي العام على منطقة الجبة المطران مارون العمار دعوة  د. ماهر خليل حسين ، وتحدث بمناسبة ذكرى عاشوراء في حسينية بنهران  قضاء الكورة بحضور القاضي سليم العازار ، إمام الحسينية الحاج محمد حسين ، وإمام بحبوش الحاج حسين سليم ، وحشد من رجال الدين المسيحيين والمسلمين وأبناء المنطقة والجوار .

بعد كلمة ترحيبية من د. حسين  بالمطران في دارته وبيته للصلاة وللقاء الإخوة، تحدث العمار وقال: أتيت مع بعض من الكهنة والعلمانيين الذين يعيشون حولكم ، لنؤكد لكم بأننا نحب حضوركم بيننا ، ونحب وجودكم في هذه البقعة من الوطن الحبيب، ولنتذكر نحن وايّاكم بأننا نستطيع ان نعيش في لبنان الأخوّة الحقيقية بين المسلمين والمسيحيين، لأن ما يجمعنا أكثر بكثير ممّا يفرقنا. نعيش أخوّة سلاميّة حقيقية يحترم معها كل أخ ميراث أخيه، ويحافظ عليه كأنه له . نعيش أخوّة يحاول فيها كل أخ ان يكتشف جمال أخيه، وفرادته، وتطلعاته، ويؤسـس معه بصدق وإخلاص لما هو من مصلحة الجميع ومصلحة الوطن .

وأضاف: “ننتمي معاً إلى منطقة كبيرة ، أطلق عليها منذ القدم منطقة “وادي القديسين ” نظراً لرائحة القداسة التي تغمرها ، وقال فيها ” ابن جبير ” الرحّالة المشهور ( 1145 ـ 1217 ) بأن صوامع النسّاك المسيحيين كانت تتجاور فيها مع صوامع النساك المسلمين ، وما زالت لغاية الآن آثار حياتهم النسكية شاهدة على هذا التاريخ المشرق والحضارة الفريدة في العالم . نعم ايها الأخوة ، عبادة الله الواحد الحقيقي هي التي توحد المؤمنين ، وتضفي على حياتهم رونقاً خاصاً ، لا يعرفه غير المؤمنين ، ولا يشعر بلذّته الاّ من عبد الله بكل كيانه . ولذلك أحببت أن أقرأ على مسامعكم كيف أفهم أنا المطران المسيحي واقعة كربلاء بعدما قرأت سيرة استشهاد الامام الحسين عليه السلام”.

وأكمل: “ناضل الإمام الحسين من خلال وجوده مع أهله واحبائه ، ومن هم بحاجة اليه ، وابى أن يستسلم لارادة العدو لأن في هذه الارادة الاستسلامية يسكن شيطان . فيها شيطان الأنا على حساب الايمان ، والشرف والعدل والحق . قال لا للأنا وللذات ، ولكن قال نعم للايمان بالله ، نعم للعدل الذي هو من الله ، نعم للحق المنار بتعاليم الله ، نعم لبذل الذات عن الضعفاء .

أرى في نضال الحسين نضالاً من نضال السيد المسيح حين قال : ” الخبز الذي أعطيه هو جسدي أبذله من أجل حياة العالم ” ، ” هذا هو جسدي الذي يبذل من أجلكم … ” . السيد المسيح بذل ذاته وجسده من أجل حياة العالم ، ولذلك نتعزى نحن بذلك ، وها هو الحسين يبذل ذاته في سبيل الحق ، فكان قدوة أمام الجميع ، وما زال سخاؤه مدرسة أبدية نتعلم فيها واجبات المؤمن تجاه ربه ، وتجاه أخيه الانسان ، وطريقاً نسلكه نحو الجنّة الخالدة”.

وبعد حديث المطران العمار كانت لقاءات تعارف بينه وبين جمهور الحاضرين .

اترك رد