المسرحي فايق حميصي
مع تشظي الحركات الدينية والسياسية وإختلافها فيما بينها حول عقائد وأفكار جاءت للتوحيد ولخير البشر، لا أحسد شعوبنا على ما هم فيه.
هذا الواقع ذكرني بحادثة حصلت أوائل ثمانينات القرن الماضي عندما هدّد أحد أساتذة الجامعة عميد معهد الفنون بإسم إحدى التنظيمات الناصرية، الوافرة العدد حينها.
استنكر الأساتذة هذا التصرف وتقرر إيفاد وفد لمقابلة زعيم هذا التنظيم. تشكل الوفد من روجيه عساف ويعقوب الشدراوي وكاتب هذه السطور.
بعد تحديد موعد اللقاء ذهبنا لمركز التنظيم وعند وصولنا أدخلونا إلى مكتب اجتماعات، ثم جاء من يعتذر عن حضور زعيم التنظيم الذي سيوفد لنا الدكتور “فلان” وهو نائبه للقائنا.
حضر الدكتور فأبلغناه بما حدث مستنكرين زج اسم التنظيم في عملية تهديد، فوافقنا الرأي واتصل مباشرة، لا أدري بمن، وسأل عن الأستاذ المهدّد، ثم وضع التلفون ليقول لنا إن هذا الأستاذ ليس عضواً في التنظيم.
ثم أردف،شارحاً، أنه ربما كان ناصرياً لكنه ليس من جماعتنا، فكثيرون يدعون الناصرية لكنهم يجهلون الإيديولوجية الحقيقية للفكر الناصري ، أما نحن فلا نؤمن إلا بإيديولوجية زعيم تنظيمنا وصفعنا فجأة بسؤال: “أتعرفون لماذا؟…”
سكتنا وكأن على رؤوسنا الطير، ثم استدرك أنه أمام أساتذة في الجامعة ولم يرد إحراجنا أكثر، فقال: إليكم الجواب.. زعيم تنظيمنا هو الوحيد الذي رأى الرئيس عبد الناصر بالبيجاما…فقد نام عنده يوم ألصقت به تهمة اغتيال أحد الصحافيين في الخمسينات…”