البروفسور الأب يوسف مونس
(أمين سر اللجنة الأسقفية لوسائل الاعلام)
أتى الوحوش الجدد إلى الموصل كما في كتاب رؤيا القديس يوحنا. لهم سبعة رؤوس وهم ينفخون نار حقد وضغينة وكراهية ضد من اتبعوا عيسى الذي قال عنه القرآن الكريم إنه من روح الله،. إنهم النصارى، أو المسيحيون.
فمن إسلام ولد هؤلاء الوحوش الجدد اولاد الحيّات والأفاعي ليلطخوا وجه الإسلام الرحمن الرحيم بأبشع الأخلاق، ويهينوه بسلوك تترفع عنه الحيوانات والزواحف…
أيها العار اخجل من عارهم وحقارتهم. إن الكائنات الدابة أشرف منهم واسمى. ألم يقل الإسلام ان من اذى انساناً فقد آذاني.
هكذا وبوحشية لم يحدث مثلها في تاريخ البشرية إلا وحشية النازية والإسرائيلية اليوم ضد غزة واهلها، فلا فرق بين الوحشية الإسرائيلية ووحشية داعش في الموصل وفي بلاد المشرق.
استيقظوا ايها العرب الجهال الاغبياء يا من تدفعون لهم المال والرجال، سوف تبكون كالنساء، كما قالت أم زين العابدين لابنها وهو يهرب باكياً من الأندلس: “لا تبكِ كالنساء ملكاً لم تحافظ عليه كالرجال”. وانتم ستبكون كالنساء على بعض من الحضارة التي صنعها عباقرة العرب في الشرق والغرب.
ويل لكم يا عرب لقد صح ما قال فيكم الشاعر يا اولاد «…» (أخجل من كتابة الكلمة): لا تستيقظون الا في الأسرّة وساعات الجنس و… (أخجل أيضاً من كتابة الكلمة(.
أهل الموصل هم أهل الرافدين الأصليين منذ زمن ابراهيم، هذه أرضهم، وهنا تاريخهم، فكيف يحدث ما يحدث في أرض حمورابي وعباقرة الشعر والأدب العربي؟
إن غضبي لا حد له وثورتي فيها تجمعت كل ثورات براكين الأرض، لكنني أعرف أن الصلاة هي افعل، وأن العناية الإلهية تكتب مستقيمة على خطوط لولبية، وأعرف أنني في هذا الموقف، لست وحدي، فهناك الكثير من المسلمين والمسيحيين والذين هم من ديانات أخرى، يفكرون مثلي… فكيف غضبي وثورتي ويعرفون أن السماء ستعاقب هؤلاء الوحوش أو أشباه البشر.
بالحقيقة صدق عليكم كلام ابن خلدون، ما دخل الغرب أرضاً إلا أسرع إليها الخراب. هكذا انتم نهبتم بيوتاً وكنائس ولعب الأطفال عند المسيحيين، وحلي وأساور النساء، وهدمتم التحف الفنية والأيقونات والصلبان، وهذا ما يفعله حتى النازيون عندما دخلوا باريس. تشتمون الإسرائيليين وتلعنونهم وانتم ابشع منهم وأسوأ ايها الوحوش والبرابرة الجدد. فانتم لا تعيشون إلا مدعوسين بأحذية الحكام ومجلدة السفاحين والطغاة.
الحرية لا تليق بكم والإنسانية تخجل من وجودكم والأرض التي تمشون عليها تحتقركم، وسيضربكم المرض والوباء والسرطان والطاعون من أجل خطيئتكم. ولتنزل عليكم لعنة السماء وغضب الأرض. والموصل ستعود حرة كما القدس وغزة.
وسيعود أهلها إليها وستقرع أجراس كنائسها وأديرتها، وسيرتفع صوت مآذنها وتعيش حرة في عراق، كان وسيبقى مهداً للحضارة والحرية والمساواة بين الناس والأجناس والديانات.
خلافتكم إلى زوال وانتم من الظلمة أتيتم، والى الظلمة ستعودون. يا جميع أولاد داعش وأخواتها وأنسبائها.
تحية في النهاية لقادة الشيعة والسنة والدروز والمسيحيين والمسلمين في لبنان والعالم، تحية لقداسة الحبر الأعظم وللبطاركة والأساقفة والكهنة الذين انتفضوا ووقفوا مع أهل غزة وفلسطين والموصل والعراق.
تحية للشعب اللبناني الاصيل الذي حافظ على جوهر المسيحية المحبة والإسلام الرحمن الرحيم، وعلى لبنان الرسالة والحضارة الإنسانية والاعلامية، حاملا رسالة الحق واحترام الشخص البشري وكرامته وحريته.
فكل ظلام الدنيا لن يستطيع اطفاء نور شمعة واحدة.