تنظم غاليري Art on 56 th معرضاً للنحات نعيم ضوميط (16 أيار-6 حزيران) يتضمن منحوتات أنجزها بين 2005 و2013.
نعيم ضومط هو نموذج للفنان الذي يبدع في صمت محترفه. أن يعمل على الخشب والحجر يعني أيضاً أن يعمل على نفسه، تشذيب حجر الروح و تنعيم خشب القلب، صقل حساسيته، اختراق الذات، اكتشاف أعماقه من خلال هذه الوسائط المادية، هكذا هو الأفق الروحي عنده، تمارين في كل منحوتة، وهي واضحة في الأعمال الأخيرة التي تبرهن عن نضج جمالي تضفي عليها أخشاب من أفريقيا وآسيا: أبنوس، قيقب، جوز، جراد، أزداراخ… نبلاً وشفافية.
جسم الإنسان موضوع مفضل عند نعيم ضومط، وفي المقام الأول جسم المرأة. في الماضي ترجم هوية الأشكال والأحجام المغلقة على نفسها بشكل كرات… اليوم، بدلاً من التركيز على المثل الأعلى (أوالوهم)، المغلف بالكمال، تبدو منحوتاته تتنازعها ازدواجية النفس وتناقضاتها، من خلال توظيف الضوء واستطالة الساقين والجذع والانقسام الذي يقطعها إلى اثنين من الرأس حتى القدمين، والحواف الحادة التي تأخذ مكان المنحنيات.
ازدواجية الكائن تلتقي وتتعقد في الرؤوس المنظمة عبر سلسلة من الخطوط العمودية، التدرجات، أو بصراحة انشقاقات بين جانبي الأيسر والأيمن من الوجه، خط فاصل بين المالس والمشرق للطابع المظلم والمحبب، ومجموعة مسلمات متناقضة تناقش الروح الحية. لذا تغرق الوجوه في نوع من التأمل الداخلي الحزين، صلاة خرساء وأفكار عميقة، إشارات خارجية من محنة وجودية.
لجعل تناقضات الشخصية أكثر وضوحاً، يستخدم ضومط أعمدة لا نهاية لها، تتكوّن من وحدات هندسية، يمكنها، مع إضافة الكرات، إعادة تشكيل الجسم. الكروية الأساسية هي زاوية ذات جانبين متصلين بواسطة انحناء مقعّر. مجتمعة مع بعضها على شكل ثنائيات، تؤلف الكرويات وجوهاً ذات نطق عمودي تدور باستمرار وتشكل سلسلة أو دوامة في نهاية المطاف. هذه الوجوه بالذات يمكن النظر إليها من زوايا متعددة، عبر إحداث تناقضات ووضع مبادئ الهوية والمتعة في دائرة التشكيك، لاستبدالها بمبدأ التناقض والانفتاح والواقع.
ولد نعيم ضوم في المغيرية في الشوف عام 1941، درس الرسم والنحت في الأكاديمية اللبنانية للفنون ونال ديبلوماً في نحت الخشب عام 1965 في Scuola Arti Ornamentali في روما- إيطاليا.
اشتهر بأسلوبه الانسيابي، عرض أعماله ضمن معارض فردية وجماعية في لبنان، العراق، الأردن، الجزائر، اليونان، فرنسا، إيطاليا، ألمانيا، الولايات المتحدة الأميركية ودول أخرى… علم الرسم في معهد الفنون الجميلة منذ 1966، وتزيّن منحوتاته الساحات في أنحاء لبنان.