أزمنة ارتبطت بأمكنة شاهدها ” ديفيد روبرتس” بعين الفنان وبصيرة متذوق

الباحثة ضحى عبدالرؤوف الملّ

توحي رسومات الفنان ” ديفيد روبيرتس” ( David Roberts) بالإرث الثقافي التشكيلي، لما تحمله من تنوع حضاري أو من صفة عمرانية حملها كرحالة، يجمع من كل بلد doha_almilيزورها، المعالم الجمالية المتعلقة بالصورة الناطقة، بكل ما هو جمالي وفني، واجتماعي، وعمراني، وتقاليد شعب مختلف امتزج معه “ديفيد روبرتس” ورسمه ببصيرة حادة، فاستطاع منح المشهد جمالية تصويرية كشفت الحجب عن معالم ازمنة ارتبطت بأمكنة شاهدها ” ديفيد روبرتس” بعين الفنان، وبصيرة متذوق مستشرق يتابع رسم المناظر الطبيعية بشغف تصويري ذي معايير عالية الجودة، واستطاع رؤية الأماكن، ومنحها الحس الجوهري الانطباعي في تكوين هندسة التقطها من التراث نفسه الذي كان آنذاك، ليبقى في متاحف الذاكرة يحاكي التاريخ الجمالي في لوحات نحتها تصويرياً على أقمشة مدها، لتحتفظ بنفحة استشراقية ذات قيمة فنية منضبطة لونياً.

معايير جمالية اتخذت بعداً استشراقياً ذات صياغة إبداعية بوصفها منجزات فنية تؤرخ لزمن رسمها فيه الفنان “دايفيد روبيرتس” من خلال رؤيته الانطباعية للواقع الذي تشكل في لوحاته، وفق صور استندت على فكر رحالة حمل الريشة والألوان، وارتقى في تصوير رسوماته التي تشكل الآراء الاستشراقية في نقل معالم الشرق ومنجزاته الإنسانية من معمار وعادات ، وما إلى ذلك من جمالية، يؤرخها للشعوب التي تلامس هذا المنجز التشكيلي المرسوم بدقة تصويرية، تتبع منهج الانطباعية في خلق تأثيرات أضافها حس الفنان، وتخيلها ذهنه الإبداعي المتأثر بالخطاب الإبداعي الخاص بالشرق، فالزخرفة، والعمارة، والتراث، واللباس، والانطباعات العامة في المشهد متأثرة بالمعطيات الجمالية، وتقاربها السينوغرافيا مع جدلية المكان والزمان، والعلاقة المتآلفة مع الحاضر الذي نحن فيه من حيث التناسق، والتباين ، والتصويرات المتطابقة مع المعايير الفنية التشكيلية، والهندسة البيانية وتشكيلاتها البصرية ذات الخصوصية الاستشراroberts 2قية.

تتزن رسومات الفنان” دايفيد روبرتس” وتكشف عن تقابل، وتماثل، وسيمترية، وانعكاسات لونية، واشباع درامي في بناء المشهد التصويري الخاضع لمعايير لا مغالاة ولا مبالغة فيها. إنما مشبعة بانطباعات تحقق تضادات جمالية حسية يمتزج فيها الأسلوب الواقعي مع التخيلي، لتبدو الانطباعات كلغة انسانية تتمسك بالحضارات الشرقية، وتمنحها هوية تصقلها وتظهرها بمستويات عمرانية ذات معطيات تشكيلية، تظهر على اللوحة. فهو يخضعها إلى انعكاسات ذات قيمة جوهرية تتجلى بقدرة الفنان على رسم المشهد المؤثر جمالياً على الرؤية الاستشراقية، وتفاعلاتها الحسية مع المتناقضات الموضوعية بين العمران والإنسان، والعلو، والانخفاض، والتكوين المحفز للاستبصار الفني من حيث الآثار، وما تعنيه لكل لوحة تعزز وجودها بأثر شرقي ما، او حتى الانسان العربي بتفاصيله، من لباس يعزز الصورة، ويمنحها جمالية مفردات تشكيلية ومضمونية توحي بأهمية الأمكنة المرسومة ووضوح إشاراتها الفنية.roberts

تناسب تأويلي لاستشراقيات مرسومة ضمن خاصية فنية وظفها “ديفيد روبريتس” برصانة بصرية شفافة نسجها بنائياً بجمال دلالي يسهم في اظهار التفاصيل الفنية، وإسناد اللون إلى القدرات اللونية التي كانت موجودة تقنياً انذاك، مع الإشارة إلى كل مكان ترميزي، هو بمثابة هوية خاصة توضح سمرة البشرة مع التطاول في الأعمدة العمرانية، والطرابيش الحمراء ، والنارجيلة، والعصي الطويلة، والخف، وما الى ذلك من تراثيات تتسم بجمال عربي أو شرقي مع الجوانب المجازية التي تمنح المشهد الاختصارات الغارقة ضوئياً بفواتح الألوان الباردة، مما يحفز خيال المتلقي نحو الأداء الحركي للشخوص التي رسمها بتصوير أدائي، ومعايير منطقية ترتبط بالمشهد المتناسب، والمتناغم مع العناصر الفنية بشكل عام.roberts 3

جمال استشراقي مجازي يصدر عنه تصويرات تختلف في معاييرها ومقاييسها، وألوانها، وتكويناتها السينوغرافية ذات الطابع المكاني، والصياغة البصرية المتقاربة جمالياً، وضمن مستويات التناسب، والتوافق بين الأشكال، والأحجام، والألوان، وقياسات الطول والعرض، والمرئيات التي تتمتع بالحركة والسكون والتغيرات البيئية بين لوحة ولوحة، فالتماهي الهندسي الخارجي والمران البصري المتضاد بين الخطوط واللون يحفزان المتلقي إلى المزيد من التأملات التي تؤدي إلى اكتشاف حضارات ذات آثار ما زلنا نلمس تواجدها في الحاضر . لان المحسوسات في العادات والتقاليد لمجتمعات ارتبط وجودها بأمكنة، ما يؤكد على أهمية الفن التشكيلي في بث التصويرات زمنية ضدية توافقية بين الداخل والخارج، وبين الإنسان والعمران واهمية التفاعل الزمني مع اللوحات الاستشراقية المرسومة بفنية عالية الجودة، استطاعت اظهار التفاصيل . ليستمتع بها المتلقي في كل زمان ومكان ، ليؤكد بذلك الفنان ” دايفيد روبرتس” على البعد البصري في التقاط المعالم الشرقية وما تمثله للعالم .roberts 4

منشآت طبيعية حجرية او ترابية، ومناطق لفها بمعالم دينية رمزية تم تصويرها بالريشة والالوان الزيتية . ليحدد مسارات الزمن المرسومة فيه، وقوة تأثير الجمال على المشهد المتسق بإيقاعات بصرية محاطة بموضوعات هندسية عمرانية ذات شكل جمالي، وأبعاد بصرية لا تقتصر على ما يصورة المستشرق فحسب، إنما على ما يحمله من معايير تشكيلية توفر متعة الرؤية وتبايناتها الفنية.

كلام الصور

اعمال الفنان دايفيد روبيرتس ( David Roberts) من مجموعة متحف فرحات

 Entrance of the Temple of Amun

  ARABS AT JACOBS WELL

Pool of Bethesda – Jerusalem 

Shrine of the Holy Sepulchre 

اترك رد