يوحنا العاشر يازجي يفتتح “مركز الزعني التكنولوجي” في البلمند

افتتح بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر يازجي “مركز الزعني التكنولوجي للهندسة والأبحاث الصناعية”، خلال حفل خطابي أقيم في balamandأوديتوريوم الزاخم في جامعة البلمند، في حضور رئيس الجامعة الوزير السابق الدكتور إيلي سالم، المطارنة جورج أبو زخم، افرام كرياكوس، رئيس دير سيدة البلمند البطريركي الأسقف غطاس هزيم، واساقفة وكهنة وشمامسة، رئيس بلدية أميون غسان كرم، عمداء الكليات، الرئيس السابق لجمعية المصارف عبدالله الزاخم، الدكتور سمير حريكي، المتبرع ببناء وتجهيز المبنى سليم الزعني وعائلته، شخصيات، والمشاركين في المؤتمر الأنطاكي ومدعويين.

الخوري

استهل الحفل بالنشيد الوطني ثم كلمة ترحيب وتعريف من مايا الخوري كرم أكدت فيها أن “جامعة البلمند تستمد قوتها من أصدقائها وداعميها، وكل ما في الجامعة هو من عطاءات رجالات آمنوا بالعلم والثقافة واستثمروا فيهما. والزعني هو احد الداعمين لرسالة الجامعة وقد تبرع بأهم مراكز للابحاث فيها”.

سالم

ثم ألقى رئيس الجامعة كلمة استعرض فيها تقريره الذي سبق أن قدمه لمجلس أمناء جامعة البلمند. وتناول فلسفة الجامعة التي تعد “هدية بطريركية انطاكيا وسائر المشرق للروم الارثوذكس إلى لبنان والمشرق العربي وبلاد الانتشار في العالم”.

وشدد على “أنها لا تبغي الربح وفلسفتها التعليم العالي، البحث العلمي وخدمة المجتمع. أهدافها أساسية، منفتحة على الجميع، لا تقف عند دين أو جنسية. أي أنها جامعة للكل وتعنى بكل شيء تحت الشمس. والجامعة مبنية على الكيف ولماذا وأين، لذلك هي مبنية على العقل على أساس أن الله خلق الإنسان وأعطاه عقلا وسلمه هذا الكون”.

أضاف: “هدفنا هو الإنسان، ونحن جامعة أرثوذكسية تتبع العلم تحت الوهج الإلهي. والجامعة هي العيش المشترك، ويهمنا الآخر لأننا نعيش معه بالمواطنة، لذلك نعتز بأن نكون جامعة للبنان، وولاؤنا السياسي للبنان والوطن وحسب”. ودعا إلى “التمييز بين الولاء الديني والولاء السياسي والولاء الحضاري والثقافي والمناطقي، إذ أنه وفق ولائي الأخير فإن الكورة هي على قدر نصف العالم. هناك اليوم عدة ولاءات والمطلوب أن تكون واضحة وأن نؤمن بأنفسنا وبأي اتجاه نسير”.

تابع: “من أهداف الجامعة أن نكون في لبنان القطب وحولنا تدور عشرات الجامعات. نريد ان نتوسع وقد توسعنا إلى عكار وسوق الغرب وبيروت واميركا التي نعطي فيها دكتوراه باللاهوت. لا نستطيع التقوقع لا سيما أن فلسفتنا مرغوب بها. لدينا ثلاث كليات جديدة الزراعة، الحقوق والصيدلة، وهناك أبنية جديدة تشيد لتخريج أجيال لا يحملون شهادات تخصص وحسب، بل لديهم الحس الوطني والرغبة في الخدمة الانسانية والوطنية”.

وتطرق إلى الشراكة القائمة مع القوات الجوية في الجيش اللبناني لإعداد ضباط متخصصين في تكنولوجيا صيانة الطائرات، ومع القوات البحرية لإقامة برامج شبيهة بالبرامج التعاونية مع القوات الجوية. بحيث يتخرج الضباط من الجامعة.

أضاف: “سارعنا، منذ عشر سنوات، للعمل مع الجيش والاتحاد الأوروبي في مشروع إزالة الألغام من جنوب لبنان. وجهزنا مختبراً تعليمياً كاملا لمدرسة القوات الجوية في رياق. وقدمنا للدولة خبرات مركز الجامعة في المعلومات الجغرافية. ولدينا برامج ومشاريع مع الدولة اللبنانية في كافة المجالات تقديرا منها لمسؤوليتنا وكفاءتنا وشفافيتنا”.

مبيض

قدم عميد القبول والتسجيل في الجامعة الدكتور وليد مبيض عرضاً تصويرياً عن الجامعة أشار فيه بالصور والأرقام والوقائع إلى تطور الجامعة منذ تأسيسها في عام 1988 لغاية العام، والمشاريع المحلية القائمة، والمشاريع المستقبلية لخمس سنوات مقبلة.

وذكر بظروف تأسيس الجامعة الصعب بثلاث كليات و639 طالب، وقد اصبح في الجامعة اليوم 11 كلية و5397 طالباً، وتقدم حوالى 155 شهادة، من بكالوريوس إلى ماجستير إلى دكتوراه بالتعاون مع جامعات أجنبية، وقد أعلنا لأول مرة عن دكتورة باللاهوت مع أبرشية أميركا الشمالية”.

وأشار إلى أن كليات الجامعة في المستقبل القريب “سيرتفع عددهم إلى أربع عشرة”، مؤكداً أن “تزايد عدد الطلاب منذ تأسيس الجامعة جاء بنسبة خمسة في المئة سنوياً تقريباً”.

وأكد أن “جامعة البلمند عبر جنسيات طلابها المتعددة غير مناطقية وغير طائفية، وهي جامعة بكل معنى الكلمة”. وعرض لتوزيع الخريجين في لبنان والعالم واصفاً إياهم بسفراء الجامعة.

واستعرض مشاريع الجامعة المستقبلية وكلياتها الحديثة، وشدد على “أن التعليم العالي لا يقوم إلا على ثلاثة أسس: تعليم عالٍ، البحث العلمي وخدمة المجتمع، ولا يمكن تقديم كل ذلك بغياب مختبرات البحث العلمي والخبرات، لذلك تحتفل اليوم بافتتاح قسم من المختبرات وهي مركز الزعني التكنولوجي”.

وتحدثت الدكتورة سالي انطون بشكل موسع عن المركز واهميته في تطوير الخبرات وإجراء الأبحاث العلمية.

نجار

وشكر نائب رئيس الجامعة لشؤون التنمية والعلاقات العامة وعميد كلية الهندسة الدكتور ميشال النجار البطريرك اليازجي الذي “بفضله نعيش طيلة هذا الاسبوع عرساً بلمندياً أرثوذكسياً انطاكياً فوق هذه التلة المباركة”.

أضاف: نجتمع الآن لنشكر الأخ سليم الزعني، عضو مجلس أمناء جامعة البلمند، على الهبة الكريمة للجامعة من خلال المركز الذي يضم عدداً من المختبرات الحديثة للتكنولوجيا والهندسة، وهو مثال رائع للشراكة والتعاون بين الجامعات والقطاع الصناعي كما هي الحال في البلدان الصناعية المتطورة”.

ونوه بمركز الزعني المتطور في الكورة على مثال المراكز العالمية، واستعانة الجامعة به لتدريب طلابها فيه، ومبادرة الزعني بتقديم مركز مشابه للجامعة ومجهز بأحدث التقنيات الحديثة. وطلب من المولى ان “يجزيه اضعاف ما اعطى ويعطي”.
وتطرق إلى أحد مشاريع الزعني التي يعمل فيها في حقل الطاقة البديلة واستغرابه للأمر لكلفته المادية الباهظة وخشية خسارة المال في المشروع. وقال: “إلا أنني تذكرت أنه إن كان هذا عند الإنسان غير مستطاع، لكن عند الله كل شيء مستطاع. وتذكرت أيضا وأدركت أن هذه الروحية أي تحدي المستحيل هي التي بنيت عليها جامعة البلمند”.

ورأى ان “الرجال العظام يحاولون من خلال أعمالهم إرضاء وجه الله ولا يقيمون أي وزن لفرضيات النجاح والفشل أو الربح والخسارة”.

وأكد أن “همنا الأول والأخير في جامعة البلمند هو الإنسان كما قال الدكتور ايلي، ونؤمن بأن التكنولوجيا وسيلة وليست غاية بحد ذاتها، لذلك نرفض أن يصبح الإنسان أداة لأدواته، ونؤمن، بالرغم من أن آلة واحدة قد تقوم بعمل آلاف الاشخاص، إلا أن كل مختبرات العالم وآلاته لا تستطيع أن تقوم بعمل إنسان استثنائي واحد كاغناطيوس الرابع ويوحنا العاشر وايلي سالم وسليم الزعني”.

وعبر عن فخره بان يحمل هذا المركز اسم الزعني وهو تقدمة لذكرى والديه جان واسمى.

الزعني

اما المكرم الزعني فشكر كل من تحدث عنه ونوه بعطاءاته، وأكد ان “اللقاء ليس للتكريم بل لإحياء ذكرى شخصين عزيزين، جان واسمى الزعني، إذ لولاهما لما وجدت الآن هنا معكم”.

ووعد بـ “المزيد من العطاء والتعاون مع جامعة البلمند بسبب الإيمان بوجود جامعة بمستوى عالمي، مستوى يفتخر الطالب أن يتخرج منها”. ونوه بجهود البطريرك الراحل هزيم، و”قد اعطى الكثير من جهوده الجبارة لهذا الإنجاز الضخم. واليوم نشهد انطلاق الجامعة مع البطريرك اليازجي لأبعاد جديدة، منها افتتاح المستشفى بالأمس. وما الجهود التي تبذل من قبل الادارة والجسم الاداري إلا صورة جلية لنجاح الجامعة التي تنطلق نحو المستقبل”. واشاد بالبلمند “المنفتحة على الطوائف وهو الماروني العضو في مجلس الأمناء فيها”.

وتطرق إلى حديث جرى مع بعض المستثمرين الاجانب في القطاع العام حول السبل الناجحة للاستثمار في كافة المجالات. وقال: “القطاع الأنجح في لبنان للاستثمار هو القطاع الإنساني، وما يبنيه الإنسان اللبناني هنا بطاقات جديدة، وما يقدمه الخيرون هو لتمكين الإنسان اللبناني من أن يكون رائدا في المنطقة ويقودها خارج العصبيات والتعصب، نظرا لما نشهده اليوم من حوادث”. وأمل في “أن يستفيد شبان اليوم من خلال المركز من التكنولوجيا المتطورة فيه”. ثم قدم له رئيس الجامعة درعا تقديرية.

البطريرك يازجي

ولدى ازاحة الستارة عن اللوحة التذكارية للمركز عبر البطريرك عن افتخاره بالزعني وبأمثاله من الرجالات، وقال: “البعض يعتقد عندما نتكلم عن الكنيسة نتكلم عن الصلاة والصوم والكتاب المقدس وما إلى ذلك من الامور الروحية وحسب، رغم اهميتها في بناء حياة الإنسان. إلا أننا نؤمن بأن هذه البركات تتفجر بحياة الإنسان وذهنه وقلبه وحواسه وبأعضائه، أعمالا صالحة، لذلك يتمكن من السير والحركة والتفكير بفضل الفكر الالهي وفكر المسيح. نعتز ونفتخر بهذه النفوس الطيبة والجريئة والمقدامة والمعطاءة ما يساعدنا على الإقدام على تحقيق الطموحات التي تلبي حاجات أبنائنا ومجتمعاتنا وبلادنا. وبفضل امثالكم من أعضاء مجلس الأمناء والطيبين في البلد ننتقل من مرحلة بناء إلى مرحلة بناء أخرى”.

الزعني

نوه الزعني بالبطريرك اليازجي، رأس الكنيسة الانطاكية ورأس جامعة البلمند، وتوجه إليه بالقول: “تحملون الجامعة إلى أبعاد جديدة، نشهدها في هذه الفترة الوجيزة والتي لم تأخذ الكثير من الوقت لتثبت أنكم خير خلف لخير سلف”.

ضاف: “الأهمية في هذا الزمن تعطى للقدرة على التطوير ورسم أبعاد جديدة. ونحن واثقون جداً لهذا الامر ولقدرتكم على تحقيق اهم الإنجازات”.

وكرس البطريرك المركز على وقع ترانيم من جوقة معهد القديس يوحنا الدمشقي اللاهوتي، وكان كوكتيل.

اترك رد