رعى وزير الإعلام رمزي جريج ممثلا بالمدير العام للوزارة الدكتور حسان فلحة ووزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب في دولة الكويت الشيخ سلمان صباح سالم الحمود الصباح ممثلا بالقائم بأعمال السفارة الكويتية محمد الموقيان، حفل تكريم الطلاب السوريين من خلال مسابقة في الرسم بعنوان: “لنزرع البسمة وننشر الفرح ونغرس المحبة”، في باحة مدرسة سيدة المعونة الدائمة، بدعوة من جمعية “محترف الفن التشكيلي للثقافة والفنون” في راشيا، وبالتنسيق مع بلدية كامد اللوز.
حضر الاحتفال وزير الصحة العامة وائل أبو فاعور ممثلا بوكيل داخلية البقاع الجنوبي في الحزب التقدمي الاشتراكي رباح القاضي، رئيس الصندوق الكويتي للتنمية الشيخ نواف فارس الدبوس، المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص ممثلا بالرائد إدوار قسيس، المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم ممثلا بالعقيد جوزيف طومية، الملازم أول عمر أبو شقرا ممثلا مديرية أمن الدولة، قائمقام راشيا نبيل المصري، وفد من وزارة الإعلام في الكويت برئاسة الدكتور محمد تركي الهاجري، إضافة إلى مديري جامعات وثانويات ومدارس ورؤساء بلديات ومخاتير وفاعليات وحشد من أهالي المشاركين من النازحين السوريين ومن المدارس المشاركة.
الدسوقي
وألقى مدير مدرسة سيدة المعونة الدائمة طه الدسوقي كلمة قال فيها: “إن المدرسة تمد يد التعاون من أجل إنجاح المسيرة التربوية، وكل الجهود تصب في رسالتنا التربوية القائمة على بناء مجتمع تسوده القيم، من أجل تنمية المجتمع، ولا سيما الاطفال. وإن دولة الكويت كانت ولا تزال سندا للبنان وداعما له ولكل العرب”.
الحاج
وتحدث رئيس بلدية كامد اللوز حيدر الحاج فقال: “إن الاحداث التي تعصف بسوريا لم يشهد التاريخ لها حتى في الحروب العالمية من قتل وخراب وتدمير وتشريد. لقد فتح لبنان أبوابه للاخوة السوريين، فتدفق إليه كثيرون، لا سيما الى منطقتنا القريبة من الحدود السورية. ورغم تلك الأعداد التي تفوق سكان المنطقة، نحن نتعامل معهم كإخوة لناـ ولكن الامكانات ضئيلة، ولا تفي بالحاجات الملحة، وهم اليوم شركاؤنا في المساجد والمدارس والكهرباء والماء وفي الطرق والمحلات والزواج، وحتى في دفن موتاهم. ولا يمكننا أن نقف ونتفرج على أطفال جائعين أو مرضى أو مشردين من دون مأوى، لا سيما أنهم من الطبقة المعدمة”.
وأشار إلى أن “الكويت درة الشرق وجوهرة الخليج، وهي استضافت القمة العربية، وتسعى لرأب الصدع والمصالحة بين العرب”، لافتا إلى “آثار بلدة كامد وحضارة مملكة كاميدوس القديمة”.
دلال
من جهته، قال رئيس محترف راشيا الفنان شوقي دلال: “من يدرك هنا وعلى مسافة خطوات، أرض الثقافة الأولى عبر التاريخ سوريا الحبيبة، يدرك كم هو الحلم أكيدا في الخوابي، واعتصار العنب، وقوة الحياة في ارتفاعها من فوهة العدم. وهنا، تختلط المقاييس، وفي معترك الوجد، لا يعود الطيب اللذيذ الشهي محصورا بتطريب أغنية أو تطريز شال، أو رسم لوحة، أو تسجيع شعر، أو تجويد حكاية”.
أضاف: “أنا ابن الأرض. وفي معترك الوجد، لا بد من تشكيل في هذا المهرجان لفن طلاب سوريا، لا بد من الصحو في زهو القمات ورؤيتها، لا بد وأن في هذا الفن لا إقامة مهرجان – والفن مهرجان دائم – بل قيامة أمل من رحم الدمار والموت مكانته إلى مراتع النور والألق، بل قيامة أرض سوريا بريشة أطفالها إلى ما هو في حضور التجلي، بل قيامة وطن إلى ما هو في الحق يزهو ويسطع، بل قيامة أمة راودتها الأحلام بكرا فعلت، واستنارت بهدي واتسعت بحب، وفاقت بمكارمها النجوم”.
وتابع: “كم كان لشعور عظيم أن أرى طلاب سوريا في لبنان يرسمون المحبة مكان الحزن، يغرسون الأمل مكان الدمار، غير آبهين بالموت حيث الحياة تليق لأبناء الحياة. أنا مع هذا الفن الذي يكتب الشمس بشمس، ويختم بالقبلات المواعيد، وينزح صوب الطيب طيبا، ويجترح بالريشة والقلم ويجتاح بالقلب، ويعز كأعظم جوهرة من عقيق وماس. أنا مع هذا الفن الذي يولد بين أيدي أطفال العمال والحصادين، ويربى في قلوب الفلاحين ويحفظه الخلف بالقلب، ويتناقله الأحفاد وديعة مقدسة”.
وختم: “إن لبنان وسوريا والكويت من دون فن وشعر وإبداع أوطان تحج إلى بركان، وتنزلق إلى هجمات الموج والزبد والنسيان، لهذا اختارت الحياة”.
فلحة
وألقى فلحة كلمة قال فيها: “هذا النشاط الثقافي يؤكد الإرادة والعزم والتصميم على زرع البسمة والأمل والفرح وغرس المحبة وجوهر ثقافة الحياة ومحورها، كما يؤكد ان الحياة أقوى من الموت. هذا المعرض هو من نتاج أنامل آمال المستقبل، فاجيالنا العربية تبقى دائما وأبدا محط أنظارنا واهتمامنا، لأنها الغد المشرق الذي نصبو إليه، وما أحوجنا في هذا الزمن الى زرع الشعور بالسلام والطمأنينة، لاسيما ان عالمنا العربي يمر في زمن رديء من الانقسام والتشظي والتفتت، والعالم لا يبالي الا بمصالحه، اذ ان نظرته لا ترتقي الى المستوى الانساني عندما يكون الامر متعلقا بالشعوب العربية، وخير دليل ما تشهده القضية الفلسطينية التي تعني كل واحد منا”.
أضاف: “إن المعيار في عدالة الدول وتقدمها يكون من خلال تأمين مقعد دراسي لكل طالب، والاستشفاء المجاني والتقديمات الاجتماعية لكل مواطن. فلا أجيال واعدة، بلا تربية صالحة وثقافة عميقة بحجم الثقافة التي عرفتها أمتنا العربية، وتحديدا لبنان وسوريا التي نتمنى لها الخروج من هذه المحنة الصعبة وعودة الاستقرار اليها”.
وأشار إلى “دور الدولة اللبنانية في مساعدة النازحين السوريين”، معتبرا أن “ما قدمته دولة الكويت إلى لبنان من مساعدات إنمائية وعمرانية، لا سيما في زمن المحن والحروب يؤكد عمق الروابط بين البلدين”.
الموقيان
من جهته، قال الموقيان: “نيابة عن معالي الشيخ سلمان صباح السالم الحمود الصباح وزير الاعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب ورئيس مجلس ادارة المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في دولة الكويت، يسرني أن أنقل إليكم تحيات وتمنيات دولة الكويت بالتوفيق والنجاح في مساعيكم في التخفيف عن معاناة أطفال إخوتنا اللاجئين السوريين. واسمحوا أن أثني على مبادرة جمعية محترف الفن التشكيلي للثقافة والفنون، بالتعاون مع بلدية كامد اللوز، التي تحمل عنوانا “لنزرع البسمة وننشر الفرح ونغرس المحبة”، على أن نعيد إلى أطفالنا في سوريا بعضا من طفولتهم وبراءتهم وسلامهم الداخلي”.
أضاف: “نحن في الكويت نتابع عن كثب كل ما تعانيه سوريا من رواسب الحرب والدمار والتشرد. إن الكويت تشعر بألم أطفال سوريا وحزنهم على ما حل في بلادهم، وتدعو لهم وللشعب السوري بالأمن والأمان والعيش الكريم والعودة إلى ديارهم وملاعبهم وأهلهم في أقرب وقت”.
وتابع: “إن الكويت لم تتردد في دعم هذه المبادرة، إيمانا منها بأن الفن والثقافة هما وسيلة إشعاع حضارية لتهذيب الروح وتطوير المجتمع، وإن الرسم رسالة يقرأها الأمي قبل المتعلم، وهو اللغة التي أجمعت عليها شعوب العالم بشتى ثقافاتها. لذا، أردنا أن نعطي فرصة لأطفال سوريا البعيدين عن أرضهم ووطنهم ليعبروا عن مشاعرهم لعل العالم يشعر معهم ويتجاوب مع معاناتهم. وإن الكويت شعبا وقيادة وعلى رأسها صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح مستمرة في دعمها الانساني لسوريا ولشعبها واطفالها، وهي التي استضافت مؤتمرين لدعم اللاجئين السوريين، ما حدا بالامم المتحدة على اعتبار الكويت مركزا انسانيا عالميا واطلاق لقب القائد الانساني على سمو أميرها”.
وختم: “نتمنى عودة السلام والأمن إلى سوريا وشعبها، فهذه الرسوم التي بين أيدينا اليوم هي الدليل على أن مخيلة الأطفال، في الكثير من الأحيان، أوسع من مخيلات الكبار حيث لا حدود لأحلامهم ولا مستحيل”.
وفي الختام، قدمت دروع تقديرية، ووزعت الجوائز على الفائزين، وجال الحضور في معرض الرسوم.