لـمـحـةٌ مـعـمـاريةٌ تـاريخيةٌ عن مـراحل البـيـت اللبناني

لأَنَّ التراثَ المعماريَّ جُـزءٌ نابضٌ من تُــراثِـنا الوطنيّ ومتابَــعَــةً تُـراثَ لبنان في معالِمِه وأَعماله وأَعلامه، ينظم مركزُ التراث اللبناني في logoالجامعة اللبنانية الأَميركية (LAU)، لقاءٍ في موضوع “زيــارةُ البـيـت اللبناني من فُـتْـحَـة الــدَّرفَـة إِلى فُـسْـحَـة الـشُّـرفَـة” لـمـحـةٌ مـعـمـاريةٌ تـاريخيةٌ عن مـراحل البـيـت اللبناني ، عند السابعة مساء الاثنين 5 مايو 2014، في كلِّيَّة الإِدارة والأَعمال – مبنى الجامعة الجديد – الطابق الأَرضي، القاعة 904 – قريطم – بيروت.

يُشارك في اللقاء: الدكتور أَنــطوان لَـحُّـود: هذه حكايةُ بـيـتـنا (عمشيت نَـمُوذجاً)، الدكتور أَنـطوان فِشْفِش: هذه حكايةُ بـيـتـنا (دُومـــــا نَـموذَجاً). يتخـلَّـله عـرض صُــوَرٍ عن بُـيُـوت بـيروت الـتـراثـية أَبـواباً وشبابـيـك وأَدراجاً ودُرُوبـاً للمهندس المعماري بهاء رفاعي. يَفـتَــتِـح اللقاءَ ويُديرُ مداخَلاتِــه ومحاوَراتِه مُديرُ المركز الشاعـر هـنري زغـيب.

حــكــايـــةُ بـــيـــتِـــنـــا في عَـــمـــشِـــيـــت

– حتى سنة 1400، كان البيتُ بدون شخصية، مبنيّاً بعناصر مُحيطه العَمْشِيتيّ: سقفُهُ من طينٍ وتراب، وأَخشابُهُ من شجر الـتـوت والزّنـزلخت المنـثـورة حوله.beit

– مع دخول القَزّ إِلى البلاد نشأَ “بـيـتُ الحرير” فأَعطت دودةُ القَـزّ نمَطاً هندسياً جديداً شهِدَ مشاركةً عائليةً في المدخول، وبرَزَ دورُ المرأَة عملياً في مراحل إِنتاج الحريـر.

– منذئذٍ بدأَت ظاهرة السفَر إِلى إِيطاليا (توسكانا عُموماً) للتسويـق والمتاجرة، ووصلت الإِرساليّات الأَجنبية إِلى لبنان فأَخذ يظهرُ في البـيـت اللبناني رُواقٌ خارجيّ وطبقةٌ ثانيةٌ ذاتُ دَرَج خارجي.

– مع 1860 بدأَ يظهر البهْو الداخلي، والمَنْدَلُون المزدوج رمزُ الرجل والمرأَة معاً، وعند أَسفله حوضُ الـزُّهور، كأَنه دعوةٌ إِلى الطبيعة لتَدخُلَ البـيـتَ وتنشُرَ فيه نَسماتِ العطر عبر المَنْدَلُون المُـزَهِّــر.

– إِبّان تلك الفترة بدأَت عناصرُ معماريةٌ جديدةٌ تدخُل البـيـتَ اللبناني: القرميدُ من مرسيليا، والرُّخامُ من كارارا، وظهرَت الرُّسومُ والنقوش على الجُدران فدَخَلت الأَلوان إِلى البـيـت سُكَّاناً وملابس.

– تَطَوُّرٌ آخَر: باتت أَمام البـيـت ساحةٌ مُبَلَّطةٌ مَساحةً فاصلةً بـيـن العام والخاص، وبَدَلَ الحجارة كما في الساحل الإِيطالي، كانت المَساحةُ الفُسَـيـفِـسـائِـيَّـةُ من حَـصى شاطئ البحر في عَمشِيت.

– عندها ظهرَت الشُّرفة تُطْلقُ البيت اجتماعياً فانفَتَحَت بقناطرها الثلاث وخرجَ ساكنو البـيت إِلى ملاقاة جـيـرانهم في الحَيّ، وكان ذلك حَدَثاً جديداً لـتَـحَـرُّر البيت والإِنسان والـتَّـلاقي الاجتماعي بعدما كان أَهلُ الـبـيـت مَحصورين داخِلَه لا يَخرُجـون منه إِلا للمُغادرة.beit 1

– في عَمشِيت اليوم 45 بـيـتـاً مسجَّـلاً على لائحة الجَرد العام للأَبـنـيـة الـتـاريـخـيَّـة والأَثَـريَّة في لبنان.

حــكــايـــةُ بـــيـــتِـــنـــا في دُومـــا

– على 1100 متر تَستلْقي دُوما في حضْن الجبل وتُكَـوِّن بيوتُها القرميديةُ مُـنْـبَسَـطاً في شَكل عقرب.

– سوق دُوما تاريخيٌّ تُراثيّ، وهو أَكبر سوقٍ في الجبل اللبناني، يَمتدُّ على 15 ألف مـتـر مربَّـع، وفيه 105 أَبواب مَحالّ كانت بضاعتُها مُونةَ المنطقة بمعظم أَنواع الحاجات المنزلية والمهنية.

– دُوما هي البلْدة اللبنانية الوحيدة التي جميعُ بيوتِها محافَظٌ عليها رسمياً وشعبياً وسكانياً وجمالياً.
– ثمَّة مخطَّط تَوجيهي للمحافظة على البـيـوت الـتـراثية في البلدة، ومخطَّطٌ تفصيلي لِسُوقها العتيق.

– خلالَ عصر الانحطاط ضاقَ العيش بأَهلها فأَقفَل السُّوق أَبوابه ونَـزحَ السكان إِلى المدينة فَـفَـرِغَـت البـيـوتُ وأَمسَت مهجورةً لا يُطِلُّ عليها أَهلُها إِلاّ صَـيـفاً أَو لُـماماً في مناسباتٍ خاصةٍ أَو عامة.

– بُـيـوت دُوما ثلاث فئات:beit 2

1) بـيـتُ الفلاّح اللبناني التقليدي، سقْفُهُ من طينٍ وتُراب، وأَخشابُه من أَشجار المحيط.

2) البـيـتُ ذو الإِيوان: وهو فسحةٌ داخليّةٌ لاستقبال الضيوف وتَمضية الجلْسات العائلية.

3) الـبـيـتُ ذو البَهْو الوسَطي: وهو المعروفُ عادةً بقـنـاطره الـثـلاث (الصُّورة اليُمنى أَعلاه).

– في دُوما نسيجٌ مُدُنيٌّ واجتماعيٌّ خاصّ يتلاءَم تَـوازياً وهندسةَ بـيـوتها معمارياً وتراثياً وجمالياً، ويحافظُ على تاريخِها الوطني والثقافي، هي التي كانت رائدةً سبّاقةً في أَكثرَ من مجال وقطاع.

– خضعَت دُوما لتأْثير تحوُّلاتٍ اجتماعيةٍ وعُمرانيةٍ وزراعيةٍ وصناعية، وظلَّت محافظةً أَمينةً على طابعها العُمرانيّ والمعماريّ. وهذه فَـرادتُـها بـيـن البلْدات اللبنانية ذاتِ الطابَـع الـتـاريخيّ والـتُّـراثيّ.beit 4

كلام الصور

1- 2- 3- نماذج من البيت اللبناني

4- دوما

 

 

beit 3

اترك رد