في الذكرى المئوية لمجزرة “سيفو” ضد الأرمن والسريان حبيب أفرام: نريد اعترافًا رسميًا من تركيا وتحمل المسؤولية المادية والمعنوية

#عقد رئيس الرابطة السريانية حبيب افرام مؤتمراً صحافيا اليوم، تتويجا لحملة توقيع على وثيقة تضامن من أجل الاعتراف ومن أجل تسوية تاريخية بمناسبة مرور 99 سنة على المجازر العثمانية ضد السريان والأرمن، في حضور ممثلين عن الأحزاب اللبنانية والروابط المسيحية وفعاليات ثقافية وفكرية واجتماعية، ومما قال:

“24  نيسان من كل عام هو يوم أسود وحزين في تاريخ الشعب السرياني والشعب الأرمني. ذكرى ما نسميه “سيفو” أي السيف الذي أمعن في قطع رؤوس أهلنا وشعبنا وأجدادنا في أواخر أيام ما يسمى بالامبراطورية العثمانية، وأدى الى اقتلاع حضور مسيحي تاريخي من هذه المنطقة. في الأدبيات الأرمنية يتكلمون عن مليون ونصف مليون شهيد، نحن توثيقا قدم بطريركنا بيانا بـ 250 ألف شهيد والمئات من الكنائس المدمرة وتهجير واقتلاع حضارة تاريخية لها قيمة للبشرية.

نحن لا ننسى. نتذكر لأن الانسان ذاكرة. بعد مرور 99 سنة على هذا الحدث الأليم، نحن أحفاد الناجين مما جرى ونسمي أنفسنا بقايا سيوف، نطلق اليوم من مقر الرابطة حملة توقيع من أصدقائنا في كل مواقعنا وانتشارنا، ومن خلال “الفيسبوك” والإنترنت، في ما بعد، للتضامن وللتفكير معنا ماذا يمكن أن نفعل في المئوية. كيف يمكننا إجبار تركيا على الاعتراف وتحمل المسؤولية. هذا ليس حقداً ولا ثأراً ولكن حتى ترتاح عظام أجدادانا وحتى لا تتكرر المأساة. ولكن للأسف ها هي اليوم تتكرر في العراق وسوريا حيث يتعرض شعبنا للإبادة البطيئة. طبعا نحن ضنينون بكل دم سوري، دعيت السفير التركي في لبنان للمشاركة في حوار حول هذه الأحداث لكنه تمنع عن تلبية دعوتنا.

كنت في حوار عميق في جامعة اسطنبول عام 2006 بمشاركة 500 باحث تركي، حضيتهم على الاعتراف بالحقيقة. وبالأمس جرت بارقة أمل صغيرة، فقد عزى اردوغان بضحايا المجزرة في بيان صحافي، لكن هذا غير كاف. نحن نريد اعترافا رسميا من السلطات التركية وتحمل المسؤولية كاملة من الناحيتين المادية والمعنوية.

اتفقنا مع الأخوة الأرمن على تحضير حراك مشترك ولكننا صرفنا النظر بسبب ظروف الاستحقاق الرئاسي الحالي، على أن نقوم بتحركات مشتركة على المستويين المحلي والعالمي خلال العام المقبل لمناسبة المئوية.

أدعو الأحزاب والإعلام المحلي والإقليمي والجامعات والفعاليات المختلفة الى القيام بحملات تضامن.

ما نسميه “سيفو” حقيقة تاريخية في المكان والزمان نحن شهودها وضحاياها بأجسادنا بأهلنا برواياتنا بكتبنا بأشعارنا بفننا بأغانينا بدمعنا بلحمنا بدمنا بالأسماء بالصور بالعائلات بأطلال باقية هناك فيها عبق اجدادنا. ولا يمكن لأحد انكارها ولا محوها ولا التبرؤ منها ولا تغييبها ولا إهمالها ولا دفنها، خاصة لا نقبل ان يدعي أحد أنها لم تحصل، أو أنها خرافة. ان الذاكرة لا تهجر، وهذه ليست ذاكرة وهمية ولا مبتدعة، وهي ليست ذاكرة ارتدادية او ذاكرة للانتقام بل هي ذاكرة للغد.

أطالب تركيا بالاعتراف الصريح الواضح الشفاف بما حصل من أجل أن ترتاح عظام أجدادنا. من أجل وقفة ضمير ونقد ذاتي. نحن لا نستثمر دم الشهداء إلا في ساحة الشرف والحرية. لا ننكأ جراحا ولا نستجر أحزانا ولا نقبل انتقاما ولا نحمل ضغينة ونتذكر ليس بالضرورة من أجل استعادة أراض ولا من أجل تعويضات مالية بحت بل من أجل الحقيقة.

نصرخ لوجعنا بصوت أقوى لكننا بكل تأكيد ضد القتل بالمطلق، ضد الحرب، ضد الارهاب، ضد العنف. لا نقبل ان نستعمل الاحداث الأليمة لزرع الحقد او الكراهية، بل لتحصين مجتمعاتنا وشرقنا. وما رفضناه لأهلنا نرفضه لاي شعب وندينه في اي بقعة من العالم.

لا يمكن للعالم أن يغمض عينيه ويدعي انه لا يعرف ولا يسمع ولا يرى. لا يمكن أن تكون الحروب مسلسلا تلفزيونيا ولا الضحايا أرقاما ولا يرف له جفن. لا يمكن أن يكون الانسان لامباليا تجاه أي ضحية في اي زمن في أي قارة لاي سبب. من يسكت يكون مشاركا. الضمير العالمي يجب أن يبقى ساهرا متيقظا لحقوق كل انسان. الحق ليس للقوة بالضرورة فالى متى يصم العالم اذنيه عن صراخ البراءة ويتبع مصالحه؟

إن شعبنا رفض ان يموت. ويبرهن كل يوم انه جدير بالحياة ينظر الى التاريخ بعين التحدي. نحن هنا نصرخ حتى لا تتكرر أي مجزرة. حتى نتصالح كلنا، بشرية تسعى الى الكمال، وحتى نناضل لشرق جديد وفجر جديد.

تواقيع

وكان زار مقر الرابطة ووقع على وثيقة التضامن رئيس مجلس النواب السابق ايلي الفرزلي، النائب السابق مروان أبو فاضل أمين عام اللقاء الارثوذكسي، الشيخ حسين شحادة أمين عام ملتقى الأديان، الأب مكرديش كشيشيان ممثل مطرانية الأرمن الارثوذكس، القسيس إدغار طرابلسي راعي كنيسة لبنان المعمدانية الانجيلية، الأب جوزيف نجمة، نعيم عون من التيار الوطني الحر، المحامي رشيد جلخ عضو مركزية مسيحيي الشرق، أكرم طليس مسؤول العلاقات العامة في ملتقى الأديان، عباد زوين أمين عام التنظيم في حركة مقاومة لبنانية، العميد ادونيس نعمة، العميد نقولا سلوم ممثلا المهندس فؤاد مخزومي، جورج قسيس، فدوى يعقوب عضو المكتب السياسي في حزب الكتائب، الشيخ فارس داغر وسمعان حناوي والمحامي البير ملكي من اتحاد الرابطات اللبنانية المسيحية، المهندس جان ابو جودة، الدكتور فؤاد ابو ناضر رئيس جبهة الحرية، الدكتور الياس ملكي، رودريك الخوري رئيس حزب المشرق، الاعلامي بيار عطالله ووردية بطرس، جورج القس، موسى اسمر ومروان شنكو من اللجنة البطريركية السريانية، الياس مازجي من جمعية اصدقاء اللغة السريانية، ايلي مراد من كشاف السرياني اللبناني، سرغون ماروكل وروجيه سافو ممثلين عن الاتحاد الآشوري العالمي، العميد حنا جتي من المجلس الملي السرياني في جبل لبنان، جيمي دنحو من مجلس كنائس الشرق الاوسط هنري جبلي، داوود ابراهيم وملك قرياقس.

اترك رد