بقام: الكاتبة حسناء سعادة
في اطار برنامج جمع أوراق بطاركة حقبة قنوبين من مشروع المسح الثقافي الشامل لتراث الوادي المقدس الذي تحققه رابطة قنوبين للرسالة والتراث بدعم رئيسها نوفل الشدراوي، بوشر بجمع وتحقيق أوراق أرشيف المدرسة المارونية في روما. ولهذه الغاية زار الزميل جورج عرب، المدير التنفيذي لمشروع المسح الثقافي، المدرسة المارونية لاسبوع، اطّلع خلاله على أرشيفها وباشر بجمع الاوراق تمهيداً لنشرها تباعاً ضمن البرنامج المذكور الموزع بين أرشيف الديمان وبكركي وروما.
خطة العمل
بعد مباركة البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي للمباشرة بالعمل عقدت اجتماعات في الوكالة البطريركية في روما بين المعتمد البطريركي لدى الكرسي الرسولي المطران فرانسوا عيد، والوكيل البطريركي المونسينيور طوني جبران، والزميل عرب. اتفق بنتيجتها على المسار التالي للعمل:
– اصدار السلسلة بعنوان: «صفحات من المدينة الخالدة».
– أوراق الحقبة الاولى الممتدة من تاريخ تأسيس المدرسة سنة 1584 من قبل البابا غريغوريوس الثالث عشر عهد البطريرك سركيس الرزي حتى سنة 1798 حين أممها نابوليون في سياق تأميمه مجمل ممتلكات الكرسي الرسولي.
– أوراق الحقبة الثانية الممتدة مع المطران الياس الحويك سنة 1893، ومن ثم معه بطريركاً من سنة 1899 حتى سنة 1931. الحقبة التي اشترى فيها المبنى الحالي وبنى فيه كنيسة مار مارون سنة 1914.
– أوراق الحقبة الثالثة الممتدة من عهد البطريرك عريضة (1931- 1955) حتى اليوم.
الكتاب الاول
– أبرز ما في أوراق الحقبة المعاصرة مذكرات ويوميات ورسائل عرفها عهد البطريرك أنطون عريضة. وقد كتبها الوكيل البطريركي في روما الخوراسقف بولس السمعاني (1934 – 1958)، حفظها وجمعها الوكيل البطريركي الحالي المونسينيور طوني جبران. وقد سلّمها الى الزميل عرب لاصدارها في كتاب هو الاول في السلسلة.
وهذه الوثائق مذكرات ويوميات كتبها الخوراسقف السمعاني بأدق التفاصيل. وتكشف جوانب سرية من علاقة البطريرك عريضة بالكرسي الرسولي وبفرنسا. وهي علاقة شابتها شوائب عديدة، تتضح بخلفياتها في هذه المذكرات اليومية الوافية. وتتناول أحداث الحقبة الممتدة من سنة 1934، سنة تعيينه وكيلاً بطريركياً، حتى سنة 1958، سنة انتهاء وكالته وبدء وكالة المطران أميل عيد التي استمرت 46 سنة.
وأشار الزميل عرب الى ان أسبوع الاقامة في المدرسة المارونية في روما تخلله اطلاع كاف على أوراقها، بالاضافة الى مبنى المدرسة القديمة الكائن في شارع معروف باسم شارع الموارنة. وقد رافقنا البطريرك الراعي مشياً اليه للتعرف على موقعه، واستمعنا من غبطته الى شرح تاريخي حوله. وقد شاءه البابا غريغوريوس الثالث عشر تحت نظره مباشرة فأقامه متصلاً بقصره الرسولي، الذي هو الآن القصر الرئاسي الايطالي. وأشار البطريرك الراعي الى ان موقع المدرسة المتصل بالقصر الرسولي، يعكس حرص البابا غريغوريوس على ابقاء الموارنة « تحت نظره مباشرة» دليل عناية بهم ومحبة مميزة لهم.
أما الكتاب فيقع في 300 صفحة قياس 22*22 يورد صورة الوثيقة بخط يد السمعاني أو سواه ويقابلها مضمونها مطبوعاً. وهو ضمن منشورات رابطة قنوبين للرسالة والتراث لسنة 2014. ويوزع هبة من الرابطة والمدرسة المارونية خلال اللقاء الجامع في المدرسة مساء 26 نيسان 2014 عشية تقديس البابا يوحنا بولس الثاني، بحضور رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، والبطريرك الكردينال الراعي وحشد ماروني ولبناني من لبنان والعالم.