“حائط هواء” لجان-مارك نحاس صرخة مدوية ضد فظائع الحروب والعنف

“حائط هواء” عنوان المعرض الذي ينظمه “مركز بيروت للمعارض”  للرسام التشكيلي جالن-مارك نحاس (8 أيار-2حزيران)، يتضمن مجموعة من اللوحات jean-marc nahas 1تعكس شخصيته ويومياته، وتشكل لغة تعبير يندد  من خلالها بالمجتمع المعاصر والفظائع التي ارتكبت في الحرب الأهلية في لبنان، فالرسم بالنسبة إليه هو تعبير عن تجربته الشخصية مع العنف في بلده.عمل نحاس متجذر في دراسة الجسم البشري، طاقته وديناميته، تآليفه الهزلية تماماً مثل عمله الضخم، تمثل عدداً لا يحصى من الشخصيات في مواقف مختلفة، البعض لا يحتمل والبعض الآخر جنسي بشكل صريح.nahassss-1

عرف جان مارك نحاس بأعماله الفنية المعقدة والأشكال والشخصيات المتخيّلة. في هذا المعرض ثمة لوحات استعادية، إلا أنه يذهب أبعد من ذلك في تحدٍّ جديد ويسلط الضوء على ممارسة جديدة وخلاقة: جدران فارغة تسجل، يومًا بعد يوم، تطور الفنان وتحمل خبراته وتجاربه والتأثيرات، إنها فعل تعرض ذاتي وإعادة تشكيل الذات والعواطف والذاكرة التي تتطوّر يوميًا أمام أعين الزوار. يشكل هذا المعرض  أكبر مساحة فنية خلقها الفنان من حيث الحجم والكثافة.

“الرسم يطرد هذا العنف الموجود في كل منا”، بحسب جان-مارك نحاس، لكن هذا الرسام الأكثر إنتاجاً، اليوم،  يريد أن يؤمن بالفرح، وهذا يظهر في أعماله الأخيرة، الأكثر تلويناً والأقل اضطراباً. لا يؤمن بالموهبة التي  تولد مع الشخص، بل هي ثمرة عمل شاق، طبعاً البعض لديه تسهيلات، لكن الموهبة لا يمكن رؤيتها إلا في ما بعد، بعد سنوات من العمل.

ولد جان-مارك نحاس في بيروت سنة 1963، في السابعة عشرة من عمره سافر إلى باريس وأكمل دروسه في  المعهد الوطني العالي للفنون الجميلة. بعد تخرجه عاد إلى بيروت وبقي فيها عامين ومن ثم سافر إلى مونتريال وبقي فيها خمسة أعوام من ثم عاد إلى بيروت. الموضوع المفصلي بالنسبة إليه الحرب  وما رافقها من فظائع شخصية وجماعية ويرمز إليها بخطوط غاضبة ومتدرجة بالأسود. nahas

منذ 1989، أقام نحاس معارض فردية في لبنان، فرنسا، دبي، وشارك في معارض جماعية في مونتريال، اللاذقية (سوريا)، وبيروت، وهو اليوم يدرّس الرسم في الأكاديمية اللبنانية للفنون الجميلة في بيروت.

الماضي حاضر أبداً في رسوم جان-مارك نحاس، والأطياف التي تسكن لوحاته هي  وساوس تلاحقه في أيامه،  فتبدو كأنها فيلم سينمائي تتوالى فصوله عبر سردية تنساب بين الجراح التي تسببها الحروب والمآسي والأجسام المتحولة إلى أشلاء… كل ذلك  بهدف إطلاق صرخة مدوية ضد العنف، والحذر من الغرق في أتون الحرب مرة جديدة.

تجارب جان-مارك نحاس التشكيلية على مدى السنوات ارتقت برسومه إلى شفافية الإحساس بكل ما يحيط به،  متجاوزاً اللحظة الآنية وعابراً إلى كل زمان ومكان من خلال شمولية القضايا الإنسانية الني يتناولها، فالحب والكراهية والعنف والأنانية والحروب ليست حكراً على شعب دون آخر بل هي موجودة في أي بلد وعصر وزمان…

  كلام الصور

 1- لوحة من المعرض

2- جان-مارك نحاس

3- لوحة من المعرض

اترك رد