نظم معهد يوحنا بولس الثاني في جامعة الحكمة والمركز الراعوي الأبرشي – راعوية العيلة في أبرشية بيروت المارونية، لمناسبة عيد سيدة البشارة، ندوة بعنوان “العائلة حاملة البشارة الجديدة” بدعوة من رئيس جامعة الحكمة المونسنيور كميل مبارك، ورعاية رئيس أساقفة بيروت المارونية المطران بولس مطر، في قاعة المؤتمرات في الصرح الرئيسي لجامعة الحكمة في فرن الشباك.
افتتحت الندوة بصلاة الصباح وبكلمة للمطران بولس مطر، هنأ فيها منظمي الندوة والمشاركين فيها، وقال :”قداسة البابا فرانسيس أدهشنا في رسالته الأخيرة “فرح الإنجيل”، فأعادنا إلى الفرح الأول بلقائنا الأول مع المسيح، الذي منه تنطلق بشارتنا وشهادتنا وحياتنا. لا بشارة ولا تبشير إلا بلقاء الرب ومحبته.الكنيسة أصغت لهذا الصوت الذي جدد فينا الإيمان والرجاء. وندرك من خلال ذلك أننا لن نكون مبشرين إلا إذا عرفنا الرب وأحببناه، هذه هي الخطوة الأولى، بعد ذلك كل شيء يصبح سهلا.
العائلة وسيلة بشارة متجددة للإنجيل بمحبة الرب المجانية، لأن العائلة هي مكان الحب المتجلي بكرامة الرجل والمرأة اللذين يتشاركان في عملية تكملة الخلق. و يتجلى الحب ذلك في احترام الأشخاص والمساواة في ما بينهم.
العائلة هي صورة عن الإنسانية الجديدة،المفتداة بيسوع المسيح. لهذا استجبنا في جامعة الحكمة لنداء روما التي شجعتنا كثيرا، على تأسيس معهد الزواج والعائلة،الذي سيصبح بإذنه تعالى بعد زمن يسير، جزءا من المعهد الأساسي في روما، الذي أسسه يوحنا بولس الثاني البابا القديس وله فرع في كل قارة من قارات العالم. وفي القارات الكبيرة أكثر من فرع.
في آسيا فرعان: لبنان والفيليبين. نحن سنصير جزءا من هذا المعهد، يفتتح في الجامعة باسم مسؤوليتها الرعائية والكنسية لكي ندرس على أعلى المستويات التعليم المسيحي والفكر المسيحي حول العالم، إلى جانب المشاكل المطروحة والحلول. لذلك نشجع هذا المعهد في جامعتنا ونتمنى له كل الإزدهار وأن يكون حاملا فائدة كبيرة لكل الأبرشيات ولكل كنيستنا في لبنان والمشرق.
ننوه أيضاً بلجنة العائلة في الأبرشية وعملها الدؤوب منذ 18 عاماً وإلى المستقبل البعيد، إن شاء الله. وضمن هذه اللجنة مركز الإصغاء. نحن نثق بأن هذه اللجنة وكل اللجان العاملة في الأبرشيات لها دورها في مساعدة الكنيسة والأسقف والكهنة في رسالتهم حول العالم، وفي مهمتهم تأسيس بالمحافظة على العائلة التي هي بحاجة إلى ترميم.المشاكل العائلية متزايدة وهي تبدأ بتوقف الكلام بين الزوجين.إعادة الكلام بينهما هي إعادة للثقة وإعادة الحياة إلى العائلة. وفقنا الله في سبيل خدمة العائلة لتكون خادمة للبشارة المتجددة بيسوع المسيح”.
المونسنيور مبارك
وألقى المونسنيور مبارك كلمة نوه فيها بكل عمل يصب في خدمة العائلات، وقال: “وجودكم في جامعة الحكمة ثمرة جميلة من ثمار الكنيسة، وهذا يفرحنا كثيرا. الأزمة التي تقع فيها العائلة في العالم والتي يمكن أن تكون قد بدأت، تصيبنا بالأسس البنيانية للعائلة، هي المفهومان الفلسفيان الاجتماعيان لنشوء المجتمع.هناك تيار يقول إن الفرد هو في أساس نشوء المجتمع، وتقوم العلاقات بين الأفراد بموجب عقود وهذا ما يؤسس المجتمع. وما يبنى على عقود، يبطل بفك هذه العقود. وهناك نظرية أخرى تقول أن أساس نشوء المجتمع هو العائلة. وهذا النشوء ليس عقدا إطلاقا، بل هو من طبيعة تكوين الإنسان.أي هذا النشوء العائلي لا يفك.
إذا سرنا مع التيار الأول، سيصيبنا مثلما أصاب الغرب الذي شرع تشريعات ضد الطبيعة لتأسيس عائلات ضد الطبيعة. وإذا سرنا مع التيار الآخر، الذي يقول أن أساس المجتمع هو العائلة، تتحتم علينا مسؤوليتان: مسؤولية المحافظة على هذا التوجه بفكر الناس وتربيتهم وعقولهم وسلوكهم ومسؤولية أخطر تكمن في أن نكافح بقدر ما نستطيع من آساليب إيمانية ومجتمعية وفكرية، وأحيانا بقليل من العنف لكي لا نصل إلى تشريعات ضد الكتاب المقدس، لأن كل تشريع وضعي يخالف التشريع الإلهي أو الطبيعي هو باطل.
الغرب تخطى هذا المبدأ ورماه، نحن لدينا إذا، مسؤولية المكافحة والنضال حتى لا نصل، ليس في لبنان فحسب بل في كل العالم، إلى السقوط الكبير الذي يوازي سقوط آدم في الجنة.آدم يوم سقط في الجنة خرب الطبع البشري ولكنه لم يخرب العائلة. لهذا كله عملكم وندوتكم التي رفعت شعار “العائلة حاملة البشارة الجديدة” ليس زهرة جميلة في صدر الكنيسة، بل نتأمل أن يصبح ثمرة يانعة بيد كل مؤمن بهذه الكنيسة،وعندما ينظر إليها غير المؤمنين بالكنيسة سيعرفون أن عملكم هو للإنسانية جمعاء وليس لكنيسة الأرض فقط”.
الخوري شلفون
وقبل بدء المداخلات التي شارك فيها الآباء ريشار أبي صالح وطانيوس خليل وبول أبي خليل وميشال صقر، والسادة:جوسلين خويري وأنطوان طعمه ودافيد سويدي ودوريس مطر، ألقى عميد كلية العلوم الكنسية في الجامعة ورئيس معهد يوحنا بولس الثاني فيها الخوري خليل شلفون كلمة جاء فيها:
“كانت أبرشية بيروت المارونية السباقة مع سيادة المطران مطر وقبل توصيات السينودس البطريركي الماروني وتلبية لنداءات السينودس من أجل لبنان في خلق لجنة العائلة ومركز لإعداد الزواج ومرافقة المتزوجين والعناية بشؤون العائلة. فالجماعات العيلية في الأبرشية تشكل حوالى نصف الجماعات العيلية في لبنان ومركز إعداد الزواج يحضر أكثر من 1300 ثنائي للزواج كل سنة. ونحن في جامعة الحكمة نقول:عل مريم، كرسي الحكمة، تكون دائما تلك الأم المباركة بين النساء التي تحمي كل عائلاتنا من أمواج العولمة والأنانية والإنشقاقات