وصل إلى بيروت، بابا الأقباط الأنبا تواضروس، آتيا من القاهرة، في زيارة للبنان تستمر ثلاثة أيام، يشارك خلالها في مراسم صلاة الجناز التي ستقام في بيروت لبطريرك السريان الارثوذكس مار اغناطيوس زكا الاول عيواص، ويلتقي رئيس الجمهرية العماد ميشال سليمان بعد ظهر غد الأربعاء، والبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي مساء الخميس المقبل، إضافة إلى بطاركة الشرق.
كان في استقباله في مطار رفيق الحريري الدولي – بيروت، وزير الاعلام رمزي جريج ممثلا رئيس الجمهورية، سفير مصر أشرف حمدي وأركان السفارة، النائب البطريركي العام المطران بولس صياح ممثلا البطريرك الراعي، رئيس طائفة الأقباط في لبنان الارشمندريت رويس الأورشليمي ومطارنة وأبناء الرعية.
كما وصل إلى بيروت اليوم كل من مطران القدس للأقباط الأنبا ابراهام وراعي الكنيسة القبطية في الأردن الأرشمندريت أنطونيوس صبحي.
وبعد ترانيم الاستقبال في قاعة الشرف بالمطار، رحب الأنبا إبراهيم بزيارة البابا تواضروس الى لبنان، وقال له: “نرحب بكم بين شعبك وأولادك ورعيتك، ونشكر فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سلمان الموجود حاليا في مؤتمر القمة العربية في الكويت، الذي أناب ممثلا عنه سيادة معالي وزير الإعلام رمزي جريج، ونشكر السفير المصري في لبنان وأعضاء السفارة، والبطريرك الراعي الذي أوفد النائب العام المطران بولس صياح، كما نشكر كل الذين حضروا من أعضاء المجمع المقدس لكنيستنا الشقيقة للسريان الأرثوذكس، وأن مجيء قداستك لهو أكبر دليل عملي لتسجيد الوحدة بين الكنيستين، وامتداد روابط المحبة والأخوة بين بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، وبين غبطة بطريك إنطاكيا للسريان الأرثوذكس، وكنا نود لو كانت زيارتكم في مناسبة أسعد، ولكن هذا هو قضاء الله”.
تواضروس
بعد ذلك تحدث تواضروس عن زيارته الى لبنان، فقال: “أنا سعيد للغاية بزيارة لبنان، لبنان الدولة العربية الجميلة، والتي قرأنا عن جمالها في الكتب، وقرأنا عنها في الكتاب المقدس، وقد تعلمنا في مدارسنا عن شعراء لبنان وأغاني وموسيقى لبنان والفن في لبنان”.
أضاف: “للمرة الأولى أزور لبنان بالطائرة، فمنذ حوالي 16 سنة وكنت في بداية أسقفيتي زرت لبنان لمدة 4 أو 5 ساعات قادماً من سوريا، ولكن هذه المرة الأولى التي آخذ فيها بركة هذه البلاد المباركة، فأنا سعيد بمحبة فخامة رئيس الجمهورية، وأعرف أنه يشارك بمؤتمر القمة العربية في الكويت، وسعيد بإيفاد معالي الوزير رمزي جريج وزير الإعلام وبمحبته، وسعيد أيضاً بالسفارة المصرية وكل طاقم السفارة، وبالآباء الحاضرين معنا”.
وتابع: “بالحقيقة جئنا في مناسبة، وهذا ترتيب الله، لكي نشارك في وداع إنسان فاضل، وبطريرك عالم قاد الكنيسة السريانية في سوريا ولبنان وكل العالم، باعتباره الرئيس الأعلى للسريان في العالم كله، ومحبة قوته تربط بين الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والكنيسة السريانية، ونحن نسميها كنائس شقيقة، وطبعاً عندما نتذكر المشوار الطويل الذي قطعه قداسة البطريرك مار أغناطيوس زكا الأول عيواص مع قداسة البابا شنودة الثالث، ومع كل الآباء المطارنة والأساقفة في رعاية وحفظ الإيمان المستقيم، نتذكر مشوارهم ومحبتهم وتبادلهم للزيارة بإستمرار، وأذكر أنه في الفترة الأخيرة تحدثت مع قداسة البطريرك هاتفيا، وزرت مقر كنيسة السريان مار يعقوب السروجي، وكانت محبة كبيرة تجمعنا، وهو شارك رغم الظروف الصحية في توديع البابا شنودة في القاهرة، كما شارك بعد ذلك بسبعة أشهر في حفل تجليسنا في نوفمبر في 2012. محبة البطريرك مار أغناطيوس الأول عيواص محبة كبيرة، وقد حضرت مع وفد لنعبر ولو بقليل عن مقدار المحبة التي يحتلها قداسة البطريرك”.
سئل: في ظل التحديات التي تعيشها المنطقة العربية، كيف تنظرون إلى واقع هذه المنطقة، خصوصاً أحوال المسيحيين فيها؟
أجاب: “هي مرحلة تغيير في كل شيء، وتطوير كل شيء، ودائماً قبل إنطلاقة الشعوب والأفراد يكون ثمة شكل من عدم الاستقرار، وأنا شبهتها في إحدى المرات، كما لو أننا نجلس لنشاهد فريق الكرة يلعب، ويأتي اللاعب يريد أن يدخل الهدف، فيقف أمام الكرة ويتراجع إلى الخلف قليلا، ثم يندفع ويصوب ويحقق الهدف، نحن في هذه الصورة”.
عن لقائه المرتقب مع رئيس الجمهورية، قال تواضروس: “نحن همومنا ومشاعرنا نرفعها إلى ربنا أولا بصلواتنا وأدعيتنا، لكن، في الوقت نفسه، وأنا للمرة الأولى أتشرف بلقاء فخامة رئيس الجمهورية وسوف تكون فرصة للتعاون ولتبادل بعض الشؤون، وفي كل صداقة جديدة فتح جديد”.
وعن اللقاء مع البطريرك الماروني، قال: “لقد تحدثنا هاتفيا وتقابلنا في القاهرة، وستكون فرصة لنا للقاء على أرض لبنان”.