بمناسبة الذكرى الأولى لوفاة أحد أعظم روائيي نيجيريا شينوا أشيبي في 21 آذار 2013، نظم في جامعة سيدة اللويزة وبالتعاون مع سفارة نيجيريا في لبنان مؤتمر دولي- تكريمي حمل عنوان “إرث شينوا اشيبي- استكشافات حوارية في الفلسفة، الأدب والسياسة” في قاعة الأصدقاء.
حضر المؤتمر راعي الإحتفال صاحب شركة Setraco سعيد خلف، الشركة الأولى للتعهّدات في نيجيريا، سفير نيجيريا آموس إيدوو، سفير الفاتيكان غابريل كاتشيا، سفير أندونيسيا ديماس صومادرا روم، سفير السودان أحمد حسن، مدير عام بنك عودة ريمون عودة، ممثل قائد الجيش العماد جان قهوجي العقيد الركن إدوار عقيقي، ممثل المدير العام لأمن الدولة اللواء جورج قرعة الرائد مروان صافي، ممثل مدير عام الأمن العام اللواء عباس ابراهيم، المقدّم إيلي مراد، ممثل وزير العمل الأستاذ توماس واكيم، نائب رئيس جامعة اللويزة لشؤون الثقافة والعلاقات العامة الأستاذ سهيل مطر، نائب الرئيس للشؤون الأكاديمية الدكتور أنطوان فرحات، عميدة كلية الإنسانيات الدكتورة ماري أنجيلا ويليس، نائب رئيس الجامعة للشؤون الإدارية الأبّ زياد أنطون، و مجموعة من الأساتذة والطلاب.
تحدث الدكتور أمين ألبرت الريحاني ممثلاً رئيس الجامعة الأب وليد موسى، معلناً أنه تعلم خلال تحضيره لخطابه دروساً عملية سيتذكرها دائماً ، ومنها أنه طالما اعتقد أنه يعرف الكثير، طالما اكتشف أنه لا يعرف الكثير. واعتبر أن الأدب المقارن يشكل أساساًً لا بديل عنه لتخطي كلّ العوائق التي تساهم في تطور المجتمع والإنسان.
رحّب الدكتور إدوارد علم مدير مركز البحوث في القيم والفلسفة في اللويزة بالحضور وشرح كيف انطلقت فكرة التكريم إثر وفاة أشيبي، لكنها لم تكتمل سوى بعد عام. قال: “انحصر التبادل بين لبنان ونيجيريا بالأمور التجارية فغلب عليه الطابع المادي-الإستهلاكي فيما الأمور الأكثر عمقاًً كروح العدالة، الكرامة، الأمل والحبّ بقيت مغيّبة. كانت فكرة تأسيس هذا اللقاء من قبل أكاديميين، باحثين وديبلوماسيين بعيدة المنال ، وخاصةً شرف زيارة حائز جائزة نوبل إلى الجامعة. يشكل حدث اليوم خطوة أولى في تعزيز التواصل الفكري بين البلدين لعبت فيه اللبنانية-النيجيرية جوليانا خلف دوراً محورياً”.
استشهد الدكتور ارنست ايمينيونو، أستاذ باحث في جامعة ميشيغان ويشغل منصب رئيس الدراسات الأفريقية ، خلال خطابه عن أشيبي بوصف الكاتب جايمس بروكس له “أشيبي هو الملاك الأساسي الذي أعاد الينا اعتباراً نحن أفارقة المهجر، سرقته منا سنوات العبودية”. قال ايمينيونو: “كان أشيبي في عمر الثامنة والعشرين عندما نشر روايته الأولى “الأشياء تتداعى” ، وهي اليوم من الكلاسيكيات العالمية في اللغة الإنكليزية، التي استخدمها كوسيلة للتحدث عن الظالمين بلغتهم، فتمكن من بثّ فكرة القيم الأفريقية وتجريد اللغة الإنكليزية من صلابتها الاستعمارية. لذلك الاحتفال بأشيبي هو احتفال بالأدب الأفريقي في كلّ مكان”.
وقدم وولي سونيكا ، شاعر، كاتب مسرحي، روائي، ناقد، محاضر، معلّم، ممثل ، مترجم، سياسي، وناشر وأول أفريقي يفوز بجائزة نوبل للآداب في العام 1986، مداخلة أسهب فيها في الحديث عن علاقته بأشيبي، و الدور الذي لعباه في الحياة السياسية، وتمكنهما من تخطي الحدود الثقافية وتباين وجهات نظرهما بما يتعلق بالفن كرسالة قد تختلف توجهاتها. قال سوينكا “أشيبي وأنا قاطعنا الانتخابات في نيجيريا مثلاً لأننا نعتقد أن من الخطأ أن نشارك في عملية لا تقدّم لنا فائدة ،فقط ، بل تساهم في إذلال شعبنا. نحن رأينا ان القيم الثقافية ليست ثابثة، بل على العكس الثقافة حالة دائمة الارتقاء كعملية ديناميكية للإنسانية، لذلك حتى القيم الموروثة يجب أن تكون موضع تساؤل، فيما أكثرها تعقيداً هو القيم الخارجية. كان من السهل على أشيبي، وعلي أيضاً، تخطي الحدود”. وخلال نقاشه مع الحضور شدد سوينكا على نقاط التشابه بين لبنان ونيجيريا، ورأى أن نيجيريا كبلد لم تزل مشروع قيد التحقيق.
وختمت أعمال المؤتمر باحتفال في قاعة عصام فارس تخلله تبادل ثقافي ورقص تراثي للبلدين وتوزيع جوائز.