وقع الدكتور سامي شكيب أبو لطيف كتابه “الرائد في الصحة العائلية ومكافحة الأمراض”، بدعوة من جمعية آل أبو لطيف في لبنان والمهجر، باحتفال حاشد اقيم في باحة دار ابو لطيف في بلدة عيحا في قضاء راشيا.
حضر حفل التوقيع الاستاذ علي فايق ممثلا شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الدكتور سامي ابي المنى، عضو كتلة “اللقاء الديمقراطي” النائب وائل أبو فاعور، الشيخ يوسف الرفيع ممثلا مفتي راشيا الشيخ الدكتور وفيق حجازي، القاضي المذهبي الدرزي الشيخ منير رزق، عضو المجلس المذهبي الدرزي الشيخ أسعد سرحال، الشيخ الدكتور محمد خير فرج، الشيخ ابراهيم الحسين، وكيل داخلية البقاع الجنوبي في التقدمي عارف ابو منصور مع وفد حزبي، طبيب قضاء راشيا الدكتور سامر حرب، حشد من المشايخ ورجال الدين والضباط، مدراء جامعات وثانويات ومدارس ومعاهد رسمية وخاصة، وهيئات ثقافية، طبية ونقابية واجتماعية وبلدية واختيارية، واهالي بلدة عيحا من مغترببين ومقيمين، ومدعوون.
قدمت اللقاء مادلين ابو لطيف مرحبة بالحضور، ثم قدمت المتحدثين عن الكتاب فالمؤلف.
كلمة جمعية آل ابو لطيف في لبنان والمهجر ألقاها رئيس الجمعية عصام أبو لطيف فقال: “ماذا عسانا نقول لنبلغ اللباقة بالمحتفى به اليوم، مهما كتبنا لن نوفيك حقك ايها الطبيب الانسان، ولي شغف الاقتطاف من باقة نديّة نثرها الاستاذ الدكتور شوقي ابو لطيف في مقدمة الكتاب بمعرض تعريفه ووصفه لما لمسه من فصاحة وبلاغة وعمق دراية في اعداد هذا الإصدار الطبي النادر”.
أضاف: “طبيبنا المقدَّر الدكتور سامي ابو لطيف لك تحية وتقدير ، فإنه لا يسعني إلا أن اتوجه بالشكر والعرفان لما نالنا كمجتمع بشكل عام وكعائلة بشكل خاص من مسيرتكم المشرقة المشرّفة على مدى خمسين عاما من العطاء والبذل والعمل الإنساني تكللَت بهذا الانجاز الطبي النادر ، وهذا لإيمانك الراسخ الذي آمنت به في مهنتك الشريفة التي نشأتْ مع نشأة الإنسان، فهي ضرورة من ضرورات الحياة، ولا حياة سليمة من دونها، حيث يبذل الطبيب قصارى جهده لإنقاذ حياة المرضى والتخفيف عن ألمهم، وإدخال السرور الى قلوبهم، ولطالما كان هدفك الأسمى دوماً، هو شفاء مرضاك ومعاونتهم على العيش بصورة طبيعية وبصحة ممتازة، وهذا كله إيمان منك أنك قبل كل شيء، إنسان على خلق عظيم اعتنقتَ مهنتك بشرف وعملت لاجلها، وهذه كلها شروط تميّزك وتجعلك في مصاف الأطباء الاشراف أصحاب الأخلاق العالية وحسن المعاملة قبل العلوم الطبية، أولئك الذين يتعبَّدون بعملهم، واضعين مخافة الله نصب أعينهم”.
كموني
وتحدث عن الكتاب الأستاذ الدكتور والمحاضر في الجامعة اللبنانية سعد كموني فقال:” لن أجد ما هو أجمل من لقاءٍ حول كتاب، فهو في الأصل احتفاء بالكلمة التي كانت هي البدء، بالكلمة المفعمة بقيم العقل وانفعالات الوجدان. واليوم نحتفي بكتاب مختلف، لا لشيء إلا لنواياه التي تتغيّا وضع الثقافة العلمية في متناول الناس، وإن دلّ هذا الأمر على شيء فهو يدل أولًا على مدى نبل المؤلف الذي لم تسنح لي فرصة اللقاء به من قبل، ثم أني عرفته من خلال ما كتب، فكنت على عملٍ تنعكس فيه تطلعاتُ الطامح لرؤية مجتمعٍ معافىً وسليمٍ، يتعامل مع الحياة بعقل علميّ يربط الظواهر بأسبابها الحقيقية، ليكون سلوكُه تجاه جسده مؤسسا على علم ومعرفة. وأن يضع طبيبٌ خبرته، وعلمَه في متناول كل عائلة، فإنَّ ذلك إعلانُ ضوء ساطع في وجه كل ظلمة، لتكون خطانا على هدى من أمرنا، وأحلامنا على سوية في مسعانا. “أفمن يمشي مكبا على وجهه أهدى أم من يمشي سوياً على صراطٍ مستقيم”.
أضاف: “شكراً أيها النطاسي الكبير لقد اطلعتُ على كتابك، وقد أثار في نفسي فضولا معرفيا كبيرا، إذ أراهن على مثل هذه الكتب في تغيير أحوالنا، التي لا يمكن أن تتغير من دون تغيير طريقة عمل عقولنا. فلو أن جون لوك بقي يردد خطابه في العقلانية مئة سنة ما كان ليسمعه أحدٌ من الأوروبيين، غير أن الآلةَ البخارية الوليدة على أيدي رواد الثورة الصناعية كان لها الأثر الأثير في تطيير كل خفافيش الخرافة التي كانت تستوطن العقول الأوروبية، وذلك أنها الآلةُ التي كانت تعمل وفق تضافر أسباب موضوعية وليس وفق تدخلات الجن أو الملائكة. كذلك لو بقينا ألف سنةٍ نحاول إقناعَ المواطن العربيّ بأن الأمراض لها أسبابها الموضوعية في المأكل والمشرب والملبس والمسكن وغيرها، ما كان ليتحول عن اعتقادٍ بأن الذي يصيبه إنما يصيبه امتحاناً له من رب العالمين” فالمؤمن منصاب”. فيأتي هذا الكتاب الذي بين أيدينا يكشف بعلمية رصينة مكوّنات الجسد وعلاقاتها فيما بينها وأن الأمراض ناتجةٌ عن الاختلال في هذه العلاقات ومعالجة ذلك لا تكون بالرقى والتعاويذ، إنما بالمعرفة الممكنة للأسباب، وبالتعامل العقلاني معها ومع الواقع”.
ابو لطيف
ثم تحدث الأستاذ الدكتور المحاضر في الجامعة اللبنانية شوقي أبو لطيف فقال:” اما بعد وبناء على ما تقدم، فإن الدكتور سامي شكيب ابو لطيف يقدم للمجتمعين اللبناني والعربي سفرا نفيسا منيرا مفيدا مثمرا، قل إن حفلت بمثله المكتبة العربية، وموسوعة طبية ينبغي أن تتزين بها كل مكتبة، في كل منزل او مدرسة او جامعة، وفي كل مؤسسة ثقافية او اجتماعية او أهلية او دينية”.
أضاف: “كانت مسيرة الدكتور سامي حافلة بالعطاءات في مستشفيات اسبانيا وجزر الكناري وعدد من الدول العربية. اما في الوطن فكانت مدرسة بحد ذاتها في انسانية الطبابة والتعاطف والكفاءة والتضحية تؤكد ذلك شهادات مئات الأسر والأفراد في منطقة وادي التيم والبقاع الغربي ومنطقتي الشوف وعاليه ومدينة بيروت” .
وتابع: ” اما الكتاب الذي بين ايدينا فهو ثمرة خمسين عاما من التجارب الطبية الناجحة لطبيب متمرس، جمع بين عقلانية الغرب الحديث، وعقلانية عربية وسيطة، فلطالما ظهر هذا الجمع في نهج الدكتور سامي العلاجي، الذي يذكرنا بمهارات ابي بكر الرازي وابن سينا وقسم ايبوقراط وأضافات كل من وليم هارفي وكلود برنار. مبارك لكم دكتور سامي هذا الإنجاز الكبير”.
المؤلف
وكلمة الختام كانت للمؤلف أبو لطيف الذي شكر للمحاضرين كموني وأبو لطيف قراءاتهم الشيقة عن الكتاب، وشكر الحضور على تلبية الدعوة، واثنى على جهود جمعية آل ابو لطيف في لبنان والمهجر وحبهم لبلدهم .
ثم تحدث عن مضامين كتابه واقسامه ومصادره، مشيرا الى بعض المحطات التي توقف عندها في رحلة التأليف والكتابة.
ثم وقع ابو لطيف كتابه للحضور. وختم اللقاء بحفل كوكتيل تكريما للضيوف.