كلمة المهندسة الأديبة ميراي شحاده الحداد (رئيسة ومؤسِسَة منتدى شاعر الكورة الخضراء عبدالله شحاده الثقافي)، في حفل توقيع كتاب “اسطورتي – طَرابْلُسْ الفيْحَاءْ” للمصمّمة لينا جودي، في معرض رشيد كرامي الدولي (طرابلس).
مساء الأسطورة
راعي هذا الحفل المميّز معالي وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى
المحتفى بها لينا جودي وبتصاميمها المستوحاة من الأقانيم الثلاثة للجمال تريبوليس “طرابلس الفيحاء”
القيّمين على معرض رشيد كرامي الدولي
القامات الثقافية، شعراء أدباء وفنانين وإعلاميين
أصدقاء لينا جودي وكلّ من شاركنا في إتمام وإنجاح هذا الحفل
أصدقاء منتدى شاعر الكورة الخضراء عبدالله شحاده الثقافي
الحضور الكريم
التقينا على حُبّ…حُبّ وطننا لبنان والإنسان وشغف بالإبداع والأهم هو شذا هذي الفيحاء الذي يدفق في عروق كلِّ من عرِفها أو زارها أو تنسّك في محاريب أزقّتها سائحًا يُنشد الجمال وكلّ من اشتمّ عبق التاريخ المتصاعد كالبخور من أصالة تُحفها المعماريّة، حديثة كانت أم تراثيّة.
هي سبع حكايا جسّدت فيها لينا أسطورتَها الثانية بعد الأولى…وهي الآتية على هودج خيالاتها العاشقة من صور الفينيقية، أذهلتني هذه السيّدة وأضرمت بين أضلُعي كثيرًا من شغفها وإبداعها… وأنا التي لا يلزمني سوى القليلَ القليل من ثرى المدينة وثريّاتها، من عِلمها وعلمائها، وساحة نورها وأمواج مينائها حتى أُطْرَبَ في سرّي وتتشنّفَ روحي قبل أذنيَّ لوشوشةٍ من حجارة قلعتها أو لتسبيحة من مآذن مساجدها أو لتراتيلَ تصدح من قرع أجراس كنائسها أو لسحر كتب أو ديوان أو لوحاتٍ فتنتني أبجديّاتها من فيض مثقّفيها وزركشة فنّانيها فأضحت قِبلةَ صلاةٍ للفؤاد كقبلة على ثغر الوتينِ من طيب أبنائها.
هنا، بتوقيت الحُبّ في العاصمة الثقافيّة العربية لعام 2024، طرابلس
هنا لينا أسطورتك وحكايا كلّ عاشق، تبرعم في بوحه بدر سماها
هنا للأمجاد شُيّدت قصورٌ وأشواق… واليوم نجتلي ، ننتشي من نور سناها.
وطيب النارنج يُنشد ملاحمه في قصائدَ قد ردّد الحبُّ صداها.
فيحاء العلم علّمتنا الشعرَ، فسكبناه معًا عذبًا في هواها
وحسبنا الدهرَ لها عابسًا، فإذا الحلى معك ياجميلة أحيت وجنتيها
سبع حكايا جودي بها، لينا، وردّدي معي أنا لا أهوى سواها
طرابلس وإن غاب الكلّ عنها لن نغيب عن حماها
قلادةً على صدر الهوى كتبناها، وسواراً في معصم الزمان قلدّناها
وخاتمًا في شجوه يبوح نقشُه ويحاكي الخالقَ في جناها…
التقينا معًا على حُب هذه المدينة التي صداها يسكبُ نشوته في أحلامنا الوردية… فيا للروائع في ما نسجته واستوحيته يا لينا من سبحة صلاة بدأتها في صور وحطّت اليوم هنا في عرس الثقافة العربية وطرابلس عروسها اليوم وغدا وإلى أبد الآبدين.
والتقينا معًا على ثقافة الـ نحن، وكم نحن بحاجة إليها في زمن رَدأت فيه أوشحةُ الجمال فازدانت منشوراتُ منتدى شاعر الكورة الخضراء الثقافي بكتابها “أسطورتي، طرابلس الفيحاء”.
وها نحن الليلة، نصفّق لها ومعها، كي تتهادى فوق صدر الموج لآلئ من تصاميمها، في هديل وحيٍ منمّق سيذكره العالمُ يومًا وهو يستذكرُ زنابقَ تاريخنا بما يكتنز من آثار وبهاء.
والتقينا معًا على ثقافة النور وأنسنة المكان من زمانه الأوّل إلى ما بعد الزمان والمكان…وعلى التنوير الجمالي وتعبيد طرقنا بالإيمان والعزم ونحن نسير ظمأى للسؤدد والجمال، تُسائلنا الآفاق كم من أحلامنا ستشرق شموسها وكم في اليمّ سترنو لنا زوارق، صدى مجازيفها للعُلى أسبق…
وكم من ثنايا الأرز امرأة لبنانية مبدعة ستنبثق ، مثال الفنانة هنا عاشور التي تشاركنا بمنحوتتها “أرزة لبنان” وتعكس عبرها الإرث الوطني الإبداعيّ والخلّاق التي جالت به أرجاء هذا الكوكب الصغير..ومثال مغنيّة الأوبرا العالمية تارا المعلوف التي تمجّد الخالق ومخلوقاته بصوتها السماويّ ومثال الكاتبة المهى وأعني الراقية مهى جعفر التي صدح صوتها ونبض كلماتها في إدارة هذا اللقاء.
مبارك حِلاك يا حفيدة أليسار ومرحى بك في معقل الحَلا والحِلى، بلد الحلو والناس الحلوة، طرابلس. فلنضفر مجد لبنان وتاريخه، من هنا، من معرض رشيد كرامة الدولي طرابلس، لنتحلّق معًا يدًا واحدة موحّدة لخير هذا البلد الجميل وصموده ورتق كلّ مواجعنا…
بالفنّ نحيا، بالحب نحيا، وإلى مواكبَ تضجّ بريشة مجد ونشوة قلم وخفق جمال.
مبارك لينا جودي
مبارك لبنان