صدر حديثا عن دار الرافدين في بيروت وبغداد كتاب “عصران عصر الثورة وعصرنا الحالي” تأليف سورن كيرككَورد ترجمه عن الدانماركية وقدَّمه قحطان جاسم.
يتكون الكتاب من ” ثلاثة أجزاء”؛ ويعالج عصرين، عصر ما قبل الثورة الفرنسية وما بعدها. و تتلخص أطروحته في أن العصر الحالي هو عصر تأملي، عقلاني، لكنه خال من العاطفة، إنه “فترة من التسامي الفاتر، والتبريرات التي لا طائل من ورائها، والتأخير الجبان. في العصر الحالي، يتم استبدال شغف المشاعر وعنف الفعل بـ “مداولات مسبقة متنوعة”. وهو يتناول التغيرات التي حدثت في العلاقات الأسرية و الحياة اليومية؛ والعادات، والعلاقات الاجتماعية، والقيم، في زمن الثورة الفرنسية و مابعدها، في إطار التغيرات التاريخية وانعكاسها على الأفراد وعلى تلك العلاقات.
اتخذ كيركگورد من الكتاب فرصة لتوجيه نقد لاذع لأفكار عصره، ومناسبة أيضاً لمناقشة عدد من الأفكار الفلسفية والفكرية، و معالجة ثيمات كانت تشغل عصره، كالثورة، الفرد، الجماهير، التمثيل الشخصي، التسوية، الحسد، السطحية، الثرثرة، وغيرها.
وكان السؤال المهم الذي طرحه: كيف يؤثر الزمن الثوري على العلاقات الاجتماعية والفرد، وهو من هذا” لم يرغب في فهم تدفق التاريخ، بقدر ما يريد فهم الوضع الجدلي الذي يمثله زمان ومكان معينان، وكيف يؤطران مجال الوجود. إذ تفتح الفترات التاريخية إمكانيات فريدة وتفرض قيودًا على الأفراد وآمالهم في الوجود الديني”. و اعتبر عصر الثورة “جدير بالاحترام، رغم عيوبه الصارخة”، مقارنة بالعصر الحاضر، الذي “هو مجرد عار”. و لم يرَ في زمن الثورة أمراً سلبياً، بل رأى فيه احتملات متعددة : “إن زمن الثورة هو في جوهره عاطفي، لذلك لم يبطل مبدأ التناقض.