صدر عن “منشورات منتدى شاعر الكورة الخضراء عبدالله شحاده الثقافي” كتاب”ثلاثيّة عشق” للكاتبة عبير عربيد، أهدته إلى “من فارقني جسدًا واستمرّ بطيفه يحميني يحملني كلّ صباح إلى دفء قلبه وأمانه. إلى روح أبي أهدي كلماتي. أيضًا أهدته إلى “كلّ من ارتقى فالتقى بالرّوح المقدر له عشقها… إلى كلّ من بحث فوجد ذاته في ظلام الكون وانتشلها إلى نوره… إلى كلّ من نظر إلى مرآته فرأى انعكاس صورته المقدّسة فيها… أهدي قلبي على طبقٍ من الكلمات”.
التوطئة بقلم الكاتبة ومما جاء فيها: يقسم الكتاب إلى ثلاثة أجزاء، في الجزء الأوّل مقالات عن الأقوال في معرفة الذّات وقدرة دمجها مع الذّات الإلهيّة العليا، من نتاجات فكريّةٍ – روحيّة لكبار تركوا بصمةً، وبعض النُّصوص النّثريّة الّتي تخدم المعنى والهدف، كتبت بمعظمها قبل قراءتي لهذه الأقوال والتي أسعدني التّناغم الفكريّ مع بعض مضامينها، مع إدرا كي أنّه يلزمني الكثير للوصول إلى كنه جوهرها. هذه الثّلاثيّة العشقيّة: (القول، المقال والشّعر) أو هذه الأقانيم الثّلاثة، قد تكون مفاتيح ضائعة لقيود أرواحكم، أو عبرةً تعبر كومضةٍ في رحلتكم الوجوديّة، أو مصدرًا لراحةٍ مملوءةٍ بحبِّ أزمنةٍ، وبسمةً علّها ترافقكم على مدى هذه الرّحلة الكونيّة.
وفي الجزء الثّاني بعضٌ من نصوصي في العشق الإلهي، الّتي كتبتها في لحظات تجلٍّ وحبّ خالص. أمّا الجزء الثّالث فدوّنت فيه بعض ومضاتٍ من نور ومحبّة. وبذلك تكتمل ثلاثيّة عشقي، وها أنا أضعها بين أ يديكم لتملأ قلوبكم عشقًا. فكما قال مولانا جلال الدّين الرّومي: “نحن فراغٌ لا يملؤنا إلا الحبُّ،/ ونحن عتمةً لا يضيئها إلاّ العشق”.
قدّم للكتاب بسام ضو (أديب وصحافي لبناني، رئيس لجنة إحياء التّراث في الهيئة الإداريّة لاتّحاد الكتّاب اللّبنانيّين)، مما جاء فيها: ما لفتني كثيرًا في نصوص الثّلاثيّة، هو أنّ الكاتبة لم تستنسخ مصطلحات الصّوفيّين القدامى من مثل عوالم جلال الدّين الرّومي، والشّيرازي، والبسماطي، وابن عربي، والحلّاج…إلخ، بل حاولت أن تكون هي نفسها، وأن تقدّم ذاتها وخصوصيّتها، وإن كانت قد مرّت بعوالم هؤلاء، وهي أيضًا اجتهدت في أن تكون لها أنساقها الرّوحيّة الخاصّة، وقد نجحت في مفاصل عديدة.
وما تجدر الإشارة إليه هو سلاسة لغتها، فالعبارة عندها لمّاحة إلى ما هو أبعد من ظاهر الحرف، موجزة، مكثّفة، بعيدة عن التّكلّف والتّعقيد، ومتحرّرة من عقدة الإتيان بألفاظٍ غريبة لا تتواءم مع حياتنا المعاصرة. تنضمّ عبير عربيد الشّعّار بكتابها هذا إلى شريحةٍ باتت قليلة في الإنتاج الأدبي، وهي شريحة من يحاول أن ينقل تجارب الرّوح إلى الورق فيتلقّاها الآخر، لعلّه يندفع من الورق إلى تجارب روحيّة جديدة..
توقّع الكاتبة جديدها الخامسة مساء الأول من حزيران في المكتبة الوطنية بعقلين برعاية وزارة الثقافة.